دعوة للتفاؤل ... كنا الأوائل والمستقبل لنا بإذن الله
كنت دائماً أندهش من سطحية تفكير معظم الشباب من الجيل الجديد في بلادنا، وضحالة ثقافتهم، وقلة إطلاعهم ... غير أن أكثر ما يشعرني بالحزن ويصيبني بالقلق كان ولا يزال رسوخ اعتقاد خطير لدى شبابنا الصاعد بأنه "مفيش فايدة".. وتكاد تلمح في نبرات أحدهم، وكلماته التي بين السطور، كأنه يقول: "لقد هُزمنا .. وانتهى الأمر .. ونحن نستحق ذلك، فلم نكن يوماً بخير".
كثيراً ما تناقشت مع الشباب حول هذه الفكرة، وحرصت أن أبرز لهم صورة المسلمين الناصعة عبر التاريخ، والتي عمل الغرب جاهداً على طمسها، فأغفل نتاج حضارات المسلمين الرائدة، ونسب الفضل كله لنفسه، وكأن الحضارة قد انتقلت "بقدرة قادر" من أفلاطون وأصحابه إلى أنيشتين وحزبه من علماء أوروبا وأميركا ... !!
وخطورة هذه المغالطة الكبرى ليست في الماضي الذي ولَّى .. وليست في الحاضر الذي نراه بأعيننا .. بل تكمن الخطورة أشد ما تكمن في المستقبل ونظرتنا له .. إن الغرب يريد أن يقول لأجيالنا الصاعدة: "لم تكونوا شيئاً .. وبالتالي فلن تكونوا شيئاً"
وعليَّ أن أعترف - مع الأسف – أن مساعي الغرب المغرضة المتربصة بالحضارة الإسلامية قد نجحت إلى حد كبير، وأن محاولاتي المتواضعة لمجابهة هذا الكيد والخبث ليست – حتى الآن – قادرة على مواجهة تلك المغالطة التاريخية الكبرى ... بيد أني لم أيأس يوما، ولن أرفع الراية البيضاء حتى لو رفعها الجميع.
أثناء عرضي لرسالتي عن "حساسية الصدر عند الأطفال" سواء لنيل شهادة الماجستير أو بعدها لنيل الدكتوراه، أفردت فصلاً كاملاً في بحثي وفقرة كاملة في العرض عن "وصف علماء المسلمين لحساسية الصدر" ... وكم كانت دهشتي كبيرة حين رأيت علامات التعجب على وجوه أساتذتي من جامعات القاهرة وعين شمس والأزهر والزقازيق حين رأوا كيف وصف العالم المسلم الكبير "ابن سينا" حساسية الصدر وصفاً مطابقاً لما نعرفه الآن .... !!
تُرى .. إذا كانت هذه هي فكرة الأساتذة الكبار المتخصصين في عالمنا العربي والإسلامي عن علماء المسلمين الأوائل، فكيف ستكون فكرة الآخرين الأقل ثقافة وتخصصاً عنهم؟! .. بل كيف ستكون فكرة الغرب – علمائه وعوامه – عن الحضارة الإسلامية ونتاجها؟!
جلست في مدرج فخم في كلية الطب بجامعة الكويت أستمع لمحاضر إيطالي كبير يشرح بالتفصيل تاريخ " حساسية الجلد " وطرق التعامل معها في القديم والحديث .. وبدأ يتحدث مستعرضا منذ فجر التاريخ وحتى الحضارة اليونانية والرومانية القديمة .. وما أن وصل إلى القرن السابع الميلادي حتى قفز فجأة إلى القرن السابع عشر، مغفلاً عشرة قرون هي عمر الحضارة الإسلامية العريقة !! ...
رغم أن الأمر لم يثر انتباه أحد من المستمعين الذين انصرف تفكيرهم إلى الناحية الطبية من الحديث، إلا أنني أصبت بالإحباط وخيبة الأمل، ليس لوجود هذا النهج من المغالطات التاريخية الكبيرة، ولكن لوقوع ذلك من عالم كبير تعلَّم – كما يُفترض – أن يتحرى النهج العلمي في أبحاثه وأحاديثه ... وقررت أن لا أفوت الفرصة .. فتحدثت إليه.
بدا لي من حديثه أنه يعترف بفضل المسلمين في تطوير الحضارة عبر عشرة قرون، وأنه معجب أشد الإعجاب بالطبيب المسلم المبدع "ابن سينا" .. غير انه لا يملك من المعلومات الشيء الكثير عن تفاصيل جهد المسلمين ونتاج حضارتهم في الطب أو غيره .. وتواعدنا أن نلتقي عبر الانترنت لأزوده بما يحتاجه من هذه المعلومات ... وقد فعلت.
أثناء تصفحي للانترنت وقعت على خبر "لطيف" في موقع (إسلام أون لين)
(www.islamonline. net/servlet/ Satellite? c=ArticleA_ C&cid=1264250005382&pagename=Zone- Arabic-News/ NWALayout# ixzz0eT2SZ21N)
مفاده أن معرضاً في لندن قد افتتح أبوابه هذا الشهر ويستمر لعدة شهور، المعرض تحت عنوان طريف هو
"1001 اختراع .. اكتشاف التراث الإسلامي في عالمنا" ...
وقال كاتب الخبر في تقديمه له:
" يتزايد الإعجاب والاندهاش بعدما اكتشف الغربيون أن معظم ما يستخدمونهفي حياتهم اليومية من أبسط الأشياء إلى أعقدها هي من اختراع المسلمين ... من فرشة الأسنان حتى آلةالطيران.. من اكتشاف القهوة إلى صناعة الدواء.. ومن جراحة الرمد إلى جراحاتالتجميل.. من المدرسة إلى تأسيس أول جامعة، هناك نحو ألف اختراع لا يمكن للبشرية أنتعيش بدونه حاليا، كانت نتاج لأبحاث المسلمين في الفترة ما بين القرن السابع إلىالقرن السابع عشر ...
وقد اهتمت معظم وسائل الإعلام الغربيةبالمعرض الذي حظي بإعجاب الكثيرين، حيث تقول شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية التي جابتالمعرض للتعرف على محتوياته إن هذه الاختراعات الإسلامية ( شكلت العالم المتقدم)".
ومنذ أيام ... وقع تحت يدي مقال مترجم، ترجمه أحد نشطاء الانترنت ويدعى (محمد حبيب ,http://www.m7abib. com) .. المقال كاتبه هو(باول فاليللي) .. وهو كاتب غربي غير مسلم .. لكنه منصف ويتحرى الدقة العلمية فيما يكتبه.
بدأ الرجل حديثه فقال: "أعطاناالعالم الإسلامي العديد من الابتكارات التي لا غني لنا عن استعمالها في حياتنااليومية الآن" ... ثم فصًّل بعد ذلك الحديث عن أكثر عشرين ابتكارا تأثيراً على العالم من إنتاج المسلمين، وقام بتجميع بعض نتاج الحضارة الإسلامية، وسبقها في مجالات متعددة، بدايةً من القهوة ... ومروراً بنظام الثلاث وجبات اليومي .. وحتى الشيكات!! ...
أثار المقال شهيتي للكتابة .. وها أنا ذا أنقل لكم بعض فقراته وأعلق عليها.
القهوة والشطرنج .. حكاية "مسار الحضارة"
تحت عنوان "القهوة .. عربية ! " ... يحكي لنا الكاتب قصة القهوة فيقول:
" تقول القصة أنهكان هناك رجل مسلم يدعى (خالد) يعتني ببعض الماعز في منطقة (كافا) بجنوب إثيوبيا, فلاحظأن الحيوانات التي يرعاها أصبحت أكثر نشاطاً حينما تأكل التوت, فقام بغلي التوتليصنع أول فنجان من القهوة! ...
وخرجت القهوة لأول مرة خارج إثيوبيا حينما شربها (صوفي) في اليمن كي يظل يقظاً طوال الليل ليصلي في مناسبة خاصة عند المسلمين .... وفيأواخر القرن الخامس عشر وصلت القهوة إلى مكة وتركيا .. والتي منها وصلت إلى فينسيافي عام 1645م ... ثم إلى انجلترا بعد خمس سنوات في 1650 بواسطة تركي يدعى “باسكواروسي” الذي فتح أول “محل قهوة” في شارع "لومبارد" بمدينة لندن … القهوة العربية صارتبعد ذلك تركية .. ثم إيطالية وإنجليزية!! "
ولقد قرأت في (إسلام أون لين) أنه تم تصنيع البن لأول مرة في اليمن فيالقرن التاسع الميلادي ... وكان يساعد المتصوفة على البقاء حتى وقت متأخر من الليل يصلونويتعبدون، ومن ثم تم إحضاره إلى القاهرة ثم سرعان ما انتشر في كل أنحاءالإمبراطورية الإسلامية ... وبحلول القرن الثالث عشر وصلت القهوة إلى تركيا ... لكن حتىالقرن السادس عشر لم تكن حباتها تغلى بعد في أوروبا التي لم تعرفها إلا بعد استقدامتاجر إيطالي للقهوة لبيعها في مدينة البندقية.
ثم يعرِّج كاتب المقال على الشطرنج فيقول:
" بداية الشطرنجالبدائية كانت في الهند, ولكن هذه اللعبة طورت إلى الطريقة التي نعرفها الآن فيبلاد فارس [ إيران المسلمة ] ... ومن هناك انتشرت اللعبة غرباً عبر البلاد الإسلامية إلى المغرب العربي ومنه انتقلت إلى أوروبا حيث قدمها المغاربةإلى أسبانيا في القرن العاشر الميلادي ... كما انتشرت من إيران شرقاً عبر آسيا إلى اليابان .. وتستعمل في الغربكلمة (rook ) لطابية الشطرنج كما نعرفها .. ويعود اصل هذه الكلمة إلى كلمة ( رُخ )العربية."
هل رأيتم هذه المسارات ... إنها مسارات الحضارة .. من العرب والمسلمين عبر آسيا إلى الصين واليابان وبلاد المشرق .. وعبر تركيا أو المغرب والأندلس إلى أوروبا ... ثم إلى العالم الجديد في أميركا.
إنه المسار الذي يسقطه الغرب ... عن جهل أو سوء نية ...
الفيزياء الإسلامية ... و "أصول الحضارة"
على الفيزياء وعلومها ينبني الكثير من التقدم العلمي في حضارتنا الحديثة، في الطب والهندسة، في الفلك والكمبيوتر، بل وفي الفنون العسكرية أيضاً ...
وهنا يبرز لنا الكاتب دور واحد من رواد الفيزياء من علماء المسلمين .. الحسن بن الهيثم ...
"اليونانيون القدماء ظنوا أن أعيننا تُخرِج أشعة مثل الليزروأنها هي التي تجعلنا قادرين على الرؤية, ولكن أول شخص لاحظ أن الضوء يدخل إلىالعين ولا يخرج منها كان عالم رياضي وفيزيائي وفلكي مسلم, وهو الحسن بن الهيثم.... حيث اكتشف أن الإبصار يحدث بسبب سقوط الأشعة من الضوء على الجسم المرئي مما يمكنللعين أن تراه .. ولكن العين لا تخرج أشعة من نفسها .. وإلا كيف لا ترى العين فيالظلام ؟
واكتشف ابن الهيثم أيضاً ظاهرة انعكاس الضوء، وظاهرة انعطاف الضوء أي انحرافالصورة عن مكانها في حال مرور الأشعة الضوئية في وسط معين إلى وسط غير متجانس معه ...كما اكتشف أن الانعطاف يكون معدوماً إذا مرت الأشعة الضوئية وفقاً لزاوية قائمة منوسط إلى وسط آخر غير متجانس معه.
ووضع ابن الهيثم بحوثاً في ما يتعلق بتكبيرالعدسات، وبذلك مهّد لاستعمال العدسات المتنوعة في معالجة عيوب العين ... ويعتبر الحسنبن الهيثم أول من انتقل بالفيزياء من المرحلة الفلسفية للمرحلة العملية[ from a philosophical activity to an experimental one ] ."
هل تعلمون أين أجرى ابن الهيثم معظم هذه الأبحاث ؟ ... في السجن !!
نتيجة لجرأته المفرطة وحبه للمعرفة، كان ابن الهيثم أول من أقدم على تشريح عين بشرية للتعرف الدقيق على مكوناتها، وحين انكشف أمره ألقاه الحاكم في السجن ... وهناك درس نظريات الضوء بشكل عملي ... لقد كانت زنزانته مظلمة إلا من فتحات قليلة وصغيرة يدخل منها الضوء نهاراً فيمكنه من الرؤية، فإذا أظلم الليل وانعدم الضوء لم ير شيئاً ... فخرج من السجن ومعه نظريته التي نعلم اليوم أنها حقيقة علمية ... "الرؤية نتيجة لانعكاس الضوء عن الأجسام المعتمة".
هل كان بإمكان الغرب أن يصعد للفضاء أو يعالج عيوب الإبصار، أو يكتشف الكائنات الدقيقة أو يصنع الكمبيوتر، أو يبني ترسانته العسكرية، دون أن نمهد له الطريق ؟!
إنها الحقيقة التي لا يريدون لنا أن نراها .... لقد صنعنا "أصول الحضارة" التي شيد عليها الغرب كل هذا التقدم في العصر الحديث.
ابن فرناس .. رائد الطيران
يحلق بنا كاتب المقال في أفق آخر .. هام وحيوي ..
" قبل آلاف السنوات من تجربة الأخوان رايت في بريطانيا للطيران.. كان هناك شاعر وفلكي وموسيقي ومهندس مسلم يدعى (عباس بن فرناس) .. قام بمحاولات عديدةلإنشاء آلة طيران .. في عام 825 قفر من أعلى مئذنة الجامع الكبير في قرطبة مستخدماعباءة صلبة غير محكمة مدعمة بقوائم خشبية، كان يأمل أن يحلق كالطيور .. لم يفلحفي هذا ولكن العباءة قللت من سرعة هبوطه مكونة ما يمكن أن نسميه أول (باراشوت) ...وخرج من هذه التجربة فقط بجروح بسيطة.
ثم في عام 875 وحين كان عمره 70 عاماً .. قام بتطويرماكينة من الحرير وريش النسور ثم حاول مرة أخرى بالقفز من أعلى جبل ... وصلهذه المرة إلى ارتفاع عال، وظل طائرا لمدة عشر دقائق ... لكنه تحطم في الهبوط! .. كانذلك بسبب عدم وضع “ذيل” للجهاز الذي ابتكره كي يتمكن من الهبوط بطريقة صحيحة.
لقد عرف العرب له هذا الفضل ... فهذا مطاربغداد الدولي وفوهة أحد البراكين في المغرب تم تسميتهما على اسمه".
حين تستقل طائرة من الآن فصاعداً، لا تتذكر (الأخوان رايت) .. بل تذكر من علَّمهما فن الطيران فلم يعرفا له فضله، ونسبوا الفضل كله لأنفسهم .. (عباس بن فرناس).
وعلمناهم النظافة !!
رغم أنه غير مسلم .. يقرر صاحب المقال حقيقة راسخة فيقول:
"الاغتسالوالنظافة متطلبات دينية لدي المسلمين, ربما كان هذا السبب في أنهم طوروا شكلالصابون إلى الشكل الذي مازلنا نستخدمه الآن!
قدماء المصريين كان عندهم أحد أنواعالصابون .. تماما مثل الرومان الذين استخدموها غالبا كـمرهم! ... لكنهم كانوا العرب هممن جمعوا بين زيوت النباتات وهيدروكسيد الصوديوم والمواد الأروماتية مثل الـ “thyme oil” ..
كانت أحدى أكثر خصائص الصليبيين غرابة بالنسبة للمسلمين أنهم لايغتسلون! .. الشامبو قدم في انجلترا لأول مرة حينما قام أحد المسلمين بفتح احد محلاتالاستحمام بالبخار في “بريتون سيفرونت” في عام 1759".
وفي ذات الوقت يلفت موقع (إسلام أون لين) انتباهنا إلى أن المسلمين هم أصحاب فكرة أول فرشاةأسنان ... فقبل اختراع معجون الأسنان بدهور كانالنبي محمد صلى الله عليه وسلم يعلم المسلمين كيفية تنظيف أسنانهم بالسواك، وقدثبت حديثا احتواء السواك على مواد تفيد في حماية الأسنان وتطييب النفس.
إن الرجل الأوروبي الذي يأنف أن يشم رائحة فقير في آسيا أو أفريقيا، ويبدي تأففاً وامتعاضاً، ينسى – أو يتناسى – أن رائحة جيوش أوروبا كانت تُشَمُّ على بعد أميال، وأن خلفاء المسلمين وأمراءهم لم يكونوا يأذنون للسفراء الأوروبيون بالدخول عليهم إلا بعد "نقعهم" في الماء المغلي والصابون لعدة ساعات .. وهي تجربة كانت تلقي الرعب في قلوب الأوروبيين .. فأحدهم لم يستحم منذ ولدته أمه .. !!
الكيمياء الحديثة ... إسلامية
يعطينا الكاتب نموذجاً آخر لريادة المسلمين .. هذه المرة في الكيمياء ...
" التقطير ووسائل فصلالسوائل من خلال الاختلافات في درجة غليانها اخترعت في حوالي العام 800 م ... كان ذلك بواسطةالعالم المسلم الكبير (جابر بن حيان)، الذي قام بتحويل “الخيمياء” أو “الكيمياءالقديمة” إلى “الكيمياء الحديثة” كما نعرفها الآن، مخترعا العديد من العمليات الأساسية والأدوات التي لا نزال نستخدمها حتى الآن.
السيولة والتبلور، التقطير والتنقية، الأكسدة والتبخير والترشيح .. جنباً إلى جنب مع اكتشافالكبريت وحمض النيتريك .. كل ذلك من إنتاج المسلمين ...
اخترع (جابر بن حيان) أمبيق التقطير – تستخدم الإنجليزية لفظ alembic وهو مشتق من لفظ “إمبيق” العربي – وهو آلة تستخدم في عملية التقطير ... مقدماً للعالم العطور وبعض المنتجات الكحولية ... وقد استخدم ابن حيان التجربة المنظمة ويعتبر مكتشف الكيمياء الحديثة".
لو يعلم ابن حيان أو الرازي أو غيرهم من رواد علم الكيمياء أن المسلمين اليوم يعتمدون على غيرهم في تقطير المياه، ولولا ذلك لعطشوا حتى الموت ... وأن دول المسلمين البترولية في هذه الأيام لا تكاد تملك من تقنية تنقيته وتكريره إلا الشيء اليسير ... وآه لو علموا أن الغرب أنكر فضلهم ونسب التقدم في "الكيمياء الحديثة" كله لنفسه .. إنه الجحود والحقد .. لا شك.
هل سمعت عن مضخة الجزري؟
يشرحها لنا صاحب المقال ... فيقول:
" المضخةجهاز عبارة عن آلة من المعدن تدار بقوة الريح أو بواسطة حيوان يدور بحركة دائرية،وكان الهدف منها أن ترفع المياه من الآبار العميقة إلى سطح الأرض، وكذلك كانتتستعمل في رفع المياه من منسوب النهر إذا كان منخفضاً إلى الأماكن العليا.
صنعتبواسطة مهندس مسلم بارع يسمى (الجزري) .. هذه المضخة هي الفكرة الرئيسية التي بنيتعليها جميع المضخات المتطورة في عصرنا الحاضر والمحركات الآلية كلها ابتداء منالمحرك البخاري الذي في القطار أو البواخر إلى محرك الاحتراق الداخلي الذي يعملبالبنزين كما في السيارة والطائرة.
ويعتبر (الجزري) الأب الروحي لعلم الـ robotics والخاص بتصنيع الـrobots كما نعرفها اليوم.. من ضمن اختراعاته الخمسينالأخرى كان الـ” combination lock ” .. وهي التي نراها اليوم في طريقة قفل بعض الحقائبوالخزانات باستخدام بعض الأرقام بجوار بعضها مكونة شفرة"
لم تكن أوروبا إذاً هي من اخترعت المحركات والمضخات، ولم تكن الحضارة الغربية هي صانعة الروبوتات الأولى في العالم، بل لم تكن أيضاً عملاقة الخزانات السرية الرقمية الأولى .. لقد كانا نحن المسلمين رواد كل ذلك ...
أصحاب السبق .. في التقنيات العسكرية
يرسم لنا الكاتب صورة حربية بديعة .... فيقول:
" وضع طبقة من مادة أخرى بين طبقتين من القماش تعتبر أحدى طرقالخياطة ... ومن غير المعروف إذا كانت قد ابتكرت في العالم الإسلامي أم أنها قد نشأت أولاً فيالهند أو الصين ... ولكن من المؤكد أنها وصلت للغرب من خلال الصليبيين.
لقد رأى الصليبيون بعض المحاربين المسلمين يرتدون قمصانا مصنوعة بهذه الطريقة بدلاً من الدروع .. وكانت تلك القمصان مفيدة جداً كوسيلة للحماية من أسلحة الصليبيين المعدنية .. إنه أول (قميص واقي من الرصاص) في العالم.
لقد استخدم الغرب هذه الطريقة فيما بعدللوقاية من برودة الجو في دول كبريطانيا وهولندا.
وإذا كانالصينيون هم من اكتشفوا البارود واستخدموه في إشعال النيران، فإن العرب هم أول مننقّى البارود باستخدام نترات البوتاسيوم ليكون صالحاً للاستعمال الحربي, مما أصابالصليبيين بالرعب ... في القرن الخامس عشر نجح المسلمون في اختراع أول صاروخ وأولطوربيد بحري" .
مشهور في التاريخ اختراع جيوش صلاح الدين لمادة مقاومة للنيران لحماية أبراجهم من سهام الصليبيين النارية في تحرير بيت المقدس ... وليست وسائل الحماية في الحروب فقط هي من اختراع المسلمين، بل العديد من التقنيات العسكرية كالمدافع والدبابات وغيرها، كنا نحن روادها ومخترعوها الأوائل ...
رواد المعمار ... بلا منازع
لا يجادل أحد في ريادة المسلمين للمعمار .. إلا أن يكون جاهلاً أو حاقداً ... يقول صاحبنا:
" تعد الأقواسمستدقة الطرف من أهم الخصائص المعمارية التي تميز كاتدرائيات أوروبا القوطية, فكرةهذه الأقواس ابتكرها المعماريون المسلمون ... وهي أقوى بكثير من الأقواس مستديرة الطرفوالتي كان يستخدمها الرومان والنورمانيون, لأنها تساعدك على أن يكون البناء أكبروأعلى وأكثر تعقيداً.
اقتبس الغرب من المسلمين أيضاً طريقة بناء القناطروالقباب .... قلاع أوروبا منسوخة الفكرة أيضاً من العالم الإسلامي، بداية من الشقوق الطوليةفي الأسوار وشرفات القلعة، مرورا بطريقة الحصن الأمامي وحواجز الأسقف، وانتهاءً بالأبراجالمربعة التي كانت تسهل جدا حماية القلعة .... ويكفي أن تعرف أن المهندس المعماريالذي قام ببناء قلعة هنري الخامس كان مهندساً مسلماً".
عندما تقف أمام أحد الأبراج العملاقة أو ناطحات السحاب الشاهقة ... لا تشهق من "التقدم الغربي في المعمار" .. بل قل لمن حولك أن المسلمين هم من علموا أوروبا كيف يرفعون بنيانهم لأكثر من ثلاثة أمتار دون أن ينهار عليهم .. إنها الحقيقة.
المسلمون .. أطباء الدنيا
هل ستعجب حين تسمع ما قاله الكاتب عن المسلمين والطب ؟
" العديدمن الآلات الجراحية الحديثة المستخدمة الآن لازالت بنفس التصميم الذي ابتكرها بهالجراح المسلم “الزهراوي” في القرن العاشر الميلادي .. أكثر منمائتي آلة ابتكرها لازالت معروفة للجراحين اليوم قدمها الزهراوي ووصف استخداماتها في موسوعته الطبية (التصريفلمن عجز عن التأليف).
كان “الزهراوي” يجري عمليةاستئصال الغدة الدرقية (Thyroid) ... وذكر “الزهراوي” علاج السرطان في كتابه (التصريف) قائلاً: (متى كان السرطان في موضعيمكن استئصاله كله كالسرطان الذي يكون في الثدي أو في الفخذ ونحوهما من الأعضاءالمتمكنة لإخراجه بجملته، إذا كان مبتدءاً صغيراً فافعل ... أما متى تقدم فلا ينبغي أنتقربه فاني ما استطعت أن أبرىء منه أحدا ... ولا رأيت قبلي غيري وصل إلىذلك) ... وهي عملية لم يجرؤ أيجراح في أوربا على إجرائها إلا في القرن التاسع عشر أي بعده بتسعة قرون.
وفي القرنالثالث عشر الميلادي كان هناك طبيب مسلم آخر اسمه (ابن النفيس) يشرح الدورة الدمويةالصغرى قبل أن يشرحها ويليام هارفي بـثلاثمائة عام ...!!
لقد اخترع علماء المسلمين أيضاًالمسكنات من مزيج مادتي الأفيون والكحول .. وطوروا أسلوباً للحقن بواسطة الإبر لا يزالمستخدماً حتى الآن.
وفكرة التطعيم لمتبتكر بواسطة "جبنر وباستير" .. ولكن ابتكرها العالم الإسلامي ووصلت إلى أوروبا منخلال زوجة سفير بريطانيا في تركيا وتحديدا في اسطنبول عام 1724 ... الأطفال في تركياطعِّموا ضد الجدري قبل خمسين عاما من اكتشاف الغرب لذلك! ".
ليس هذا فحسب ... يمكنك التعرف أكثر على ريادة المسلمين للطب إذا قرأت ما كتب في (إسلام أون لين) ... فأول من أنشأ المستشفيات بالصورة التينراها الآن هم المسلمون، حيث قدموا أفضل الخدمات الطبية الممكنة بحسب زمنهم لكلالناس وبالمجان؛ لأنهم كانوا يعتقدون أن من واجبهم توفير العلاج للمرضى مهماكانوا.
وتم بناء أول مستشفى منظم في القاهرة عام 872هـ، وهو مستشفى "أحمد بن طولون" الذي كان يقدم العلاج والدواء مجانا لجميعالمرضى، وكان يوفر حمامات منفصلة للرجال والنساء، وكان به مكتبة ثرية إضافة لقسمخاص للمرضى النفسيين.
وكانت إدارة المستشفى تتسلم من المرضىملابسهم لتقوم بحفظها بعد أن يُعطوا ملابس خاصة بالمستشفى استعدادا لإقامتهمبالمستشفى، وكان لكل مريض سجل طبي خاص.
وازدهرت مثل هذه المستشفيات بسبب تنافسحكام المسلمين على بناء المراكز الطبية الأرقى في أرجاء العالم الإسلامي حتى وصلتهذه المستشفيات صقلية وشمال إفريقيا، وكانت تمول من الأوقاف الخيرية ومن خزينةالدولة.
وهل تعلم أن المسلمين هم أول من أنشأمدرسة للصيدلة في العصور الوسطى .. وأنهم أول من أنشأ صيدلية ... فضلا عن وضع كثير منمبادئ علم الصيدلة.
بل إن أول عملية لإزالة إعتام عدسة العين "المياه البيضاء" جرت في العراق في وقت مبكر في القرن العاشر الميلادي ... ولم يخلكتاب طبي للمسلمين منذ ألف سنة من التعرض لبعض جوانب أمراض العيون ... وكان أطباءالعيون المسلمون من القرن العاشر حتى القرن الثالث عشر الميلادي يجرون العملياتالجراحية ويقومون بالتشريح والبحث وكتابة النتائج التي توصلوا إليها في كتبهمودراساتهم.
وقد كتب المسلمون العديد من المجلات الطبيةالمختلفة منذ 1000 سنة ولا تزال موجودة إلى الآن ... كما ألفوا العديد من الكتب التيتمت ترجمتها إلى اللغة اللاتينية، منها كتاب "القانون" لابن سينا الذي ظل مرجعارئيسيا للطب في أوروبا والعالم لعدة قرون .. وحتى القرن التاسع عشر الميلادي كان يدرس في جامعات أوروبا.
لقد كانت أوروبا كلها تستعين بخبراء المسلمين من الأطباء والصيادلة من الأندلس وغيرها لعلاج ملوكهم وذوي الوجاهة فيهم ... ولم نكن نبخل عليهم بذلك ... لكنهم يجحدون.
طواحين الهواء .. إسلامية!
يصدعون رؤوسنا هذه الأيام بالحديث عن "الطاقة النظيفة" وكأنها من آخر اختراعاتهم ... دعونا نسمع لكاتب المقال ماذا يقول:
" اخترعالمسلمون طواحين الهواء في عام 634 م .. وكانت تستخدم لطحن الذرة وري المياه فيالصحراء العربية الواسعة عندما تصبح جداول المياه جافة ... كانت الرياح هي القوةالوحيدة التي تهب من اتجاه ثابت لمدة شهور ... الطواحين كانت تحتوي على 6 أو 12 من الأشرعةمغطاة بأوراق النخل ... كان هذا قبل أن تظهر طواحين الهواء في أوروبا بخمسمائةعام!
هل مازلنا في حاجة لأدلة جديدة على أننا كنا الأوائل ؟!!
الرياضيات .... الخوارزمي يرحب بكم!
يفصِّل الكاتب في ريادة المسلمين لعلم الرياضيات ... فيقول:
" نظام الترقيم المستخدم في العالم الآن ربما كان هندي الأصل .. ولكنطابع الأرقام عربي وأقدم ظهور له في بعض أعمال عالمي الرياضة المسلمين الخوارزميوالكندي حوالي العام 825 .... سميت “Algebra ” على اسم كتاب الخوارزمي “الجبروالمقابلة” والذي لا يزال الكثير من محتوياته تستخدم حالياً .... الأفكار والنظرياتالتي توصل لها علماء الرياضيات المسلمين نقلت إلى أوروبا بعد ذلك بـ300 عام على يدالعالم الإيطالي فيبوناشي ..... إن الـ ” Algorithms” وعلم المثلثات من العلوم التي نشأت فيالعالم الإسلامي.
على هذه العلوم بنت الحضارة الحديثة كل مجالات التقدم التكنولوجي في الحاسوب والفضاء والأجهزة الكهربائية والمعمار وغيرها ... لقد أعطاهم المسلمون "الأساس" .. فجحدوا فضلهم.
الرفاهية والفخامة والاتيكيت .. منتجات إسلامية !
لا يظنن ظان أن الحضارة الإسلامية كان لها السبق فقط في مجالات الحرب والطب والعلم ... لا .. بل حتى في الرفاهية والفخامة و"الاتيكيت" كنا نحن الأوائل .. استمعوا ما يقول:
" علي بن نفيسوالمعروف باسم “زيراب” .. قدم من العراق إلى قرطبة في القرن التاسع الميلادي، وعرّفالغرب لأول مرة بمبدأ الثلاث وجبات اليومية .. وقدّم أيضاً البلور أو الزجاج الشفافلأول مرة والذي تم اختراعه بعد عدة تجارب بواسطة عباس بن فرناس.
بين التفنن في حياكة السجاجيد .. والأراضيالمليئة بمخلفات الحيوانات … هكذا كان المسلمون وهكذا كانوا في أوروبا! ...
بواسطة تقدمهمالعالي في فنون الحياكة، ووجود أصباغ جديدة بفضل تقدم المسلمون في الكيمياء،بالإضافة لوجود الحس العالي في استخدام النقوش والتي كانت أساسا للفن الإسلامي غيرالتصويري ... برع المسلمون في صناعة السجاجيد وغيرها.
على العكس في الجهة الأخرى كانتالأرضيات في أوروبا بوضوح بلا أغطية حتى وصلتها السجاجيد العربية والفارسية والتيقدمت في انجلترا .... كما سجل "إيسراموس” أن الأرضيات كانت مفروشة بالحشائش .. ونادراً ماتجدد .. وأحياناً كثيرة كانت تترك مخلفات البشر والحيوانات وفتات الأطعمة في الشوارع."
بل أضيف إليكم أن المسلمين هم من اخترعوا أدوات الطعام من الملاعق والشوكات والسكاكين وغيرها، ووصفوا طرق استعمالها والبروتكول الخاص بالطعام والشراب والضيافة ... لقد اهتمت حضارتنا بأدق الأمور ... فهل يقرون بذلك؟
المسلمون والفلك
حين نأتي لمجال الفلك ... فحدث ولا حرج عن سبق الحضارة الإسلامية ... استمع لكاتبنا:
" في القرن التاسع عشرقال الكثير من علماء المسلمين أن الأرض كروية ... وكان الدليل كما قال الفلكي “ابنحزم” أن الشمس دائما ما تكون عمودية على نقطة محددة على الأرض ... كان ذلك قبل أنيكتشف "جاليليو" ذات النقطة بـ500 عام .. ( نلاحظ أن ابن حزم لم يعدم لقوله هذا عكس ماحدث مع جاليليو من الكنيسة!) .
وكانت حسابات الفلكيينالمسلمين دقيقة جدا ... ففي القرن التاسع حسبوا محيط الأرض ليجدوه 40,253.4 كيلومتر وهو أقل من المحيط الفعلي بـ200 كيلومتر فقط! ... رسم العالمالإدريسي رسما دقيقاً للكرة الأرضية لأحد الملوك في عام 1139 ميلادية".
بل ولتقرأ معي ما كتب عن هذا المجال الهام في "إسلام أون لين" ... ليزداد تعجبك:
" لقد كان الفلك محور اهتمام علماء المسلمينمنذ أكثر من ألف سنة، وتعد الإنجازات التي حققها المسلمون في هذا المجال أساساللتطور الذي طرأ بعد ذلك على هذا العلم في أوروبا ... وعلى الرغم من أن البولنديكوبرنيكوس هو مؤسس علم الفلك الحديث، لكن المؤرخين أثبتوا أخيرا أن معظم نظرياتهاعتمدت على نظريات نصير الدين الطوسي وابن الشاطر ... فنظرية الكواكب والنماذج لابنالشاطر مطابقة تماما لتلك التي أعدها كوبرنيكوس بعده بأكثر من قرن، الأمر الذي أثارجدلا حول كيفية حصول كوبرنيكوس على تلك المعلومات.
وقد أطلق مؤرخو علم الفلك علىالفترة الزمنية من القرن الثامن إلى القرن الرابع عشر الميلادي اسم "الحقبةالإسلامية"، حيث إن أغلبية الدراسات المتعلقة بالنجوم في هذه الفترة كانت تتم فيالعالم الإسلامي.
وهل تعلم أن "إسطرلاب" كلمة عربية الأصل،وهي الآلة المستخدمة لرصد النجوم، وقد استخدمها علماء الفلك المسلمون على نطاقواسع، وظلت معروفة في العالم الإسلامي حتى القرن التاسع عشر الميلادي ... وذكر عبدالرحمن الصوفي، وهو واحد من أشهر علماء الفلك في العالم الإسلامي في القرن العاشرالميلادي، في كتاباته أكثر من ألف استخدام للإسطرلاب.
بل إن أول مرصد للنجوم إسلامي المنشأ ... فقد أعطى الخليفة المأمون، الذي حكم بغدادخلال الفترة بين 813 حتى 833م، أهمية خاصة لعلم الفلك ليتبوأ مكانة رفيعة بينالعلوم، وبنى أول مرصد في الإسلام ... بل يمكن القول إنه بنى أول مرصد في العالم أو فيالتاريخ".
حين وضع الأميركيون أول قدم للإنسان على سطح القمر ملأوا الدنيا بأحاديثهم عن مجد الحضارة الأمير كية وتقدمها ... ولو صدقوا لردوا الفضل إلى أهله من علماء المسلمين الرواد في مجال الفلك، الذين مهدوا لهم هذا الطريق ... ولكنهم لا يَصدُقون.
ومجالات أخرى عديدة
ليست هذه هي كل مجالات التقدم الإسلامي في العلوم والآداب، بل هذا غيض من فيض ... ولنستمع لمجالات أخرى ربما لم تخطر على بال أحد .. سطرها كاتبنا وموقعنا أيضاً:
" فالقلم الجاف اخترعفي مصر أول مرة لأجل السلطان في عام 953 .. حينما طلب قلما لا يلوث يداه أو ملابسه ... وكان القلم يحتوي على الحبر في خزانة مثل الأقلام الحديثة .
والشيكات أيضاً إسلامية المنشأ ... فكلمة “Cheque” الغربية أتت في الأصل من الكلمة العربية “صك” , وهي عبارة عن وصل مكتوب يستخدملشراء السلع, وذلك لتفادي مشاكل نقل الأموال وتعرضها للمناطق الخطرة .. في القرنالتاسع عشر كان يستطيع رجل الأعمال المسلم أن يدفع في الصين بواسطة شيك لبنك فيبغداد!!
واختراع الحدائق من فضائل المسلمين ... ففي العصورالوسطى كان لدي الأوروبيون حدائق عشبية, ولكنهم كانوا العرب هم من طوروا فكرةالحديقة كمكان للجمال والتأمل".
" أما الموسيقى فللمسلمين السبق فيها ... فقد اخترع المسلمون العود والعديد من آلاتالموسيقية، كما أن النوتة الموسيقية تستخدم حتى الآن أبجديات عربية.
وفي مجال التعليم سبق المسلمون غيرهم فيتأسيس نظام تعليمي حديث ... حيث ظهرت أولى الجامعات منذ أكثر من ألف عام مضت عبرالمساجد، حيث كان العلم الديني والعلم الدينوي يدرسان جنبا إلى جنب ... وتعد فاطمة بنتمحمد الفهري هي مؤسسة أول جامعة في تاريخ العالم وهي جامعة القرويين بمدينة فاسبالمغرب.
أول منحةدراسية كانت من صنع المسلمين ... فالمؤسسات الخيرية الإسلامية "الأوقاف" كانت أول من أرسى نظام المنح الدراسية لدعم الطلبة ومساعدتهم على تحمل أعباءالدراسة.
وقد سبق العلامة السوري الأعمى "زين الدينالعميدي" لويس برايل بـ600عام وأنشأ أسلوبا خاصا لقراءة المكفوفين.
وبعد ...
أكاد أسمع من يتمتم بشفتيه بقول الشاعر:
ليس الفتى من قال "كان أبي" إن الفتى من قال "ها أنا ذا"
والحق ... أني ما أردت بهذه الكلمات أن أجتر معكم آلام أمتنا، ولا أن أفاخر بآبائي وأجدادي – وحق لي أن أفعل إن أردت - .. وما قصدت أبداً أن أهرب إلى الماضي من واقع أليم أعيش معاناته كل يوم، ولا أن أحتكر العلم والحضارة للمسلمين وحدهم دون غيرهم كما يفعل الغرب ... أقسم أني ما أردت شيئاً من كل هذا ...
فقط أردت أن أقول ... أننا صنعنا الحضارة، وملكنا زمام العلم، حين توكلنا على ربنا، ووثقنا بأنفسنا، وأخذنا بأسباب التقدم ... وأننا قادرون إن فعلنا نفس الشيء أن نصل إلى نفس النتائج .. وأفضل.
أردت فقط أن أهمس في أذن الشباب ... " لقد كنا الأوائل ... والمستقبل لنا بإذن الله " ...
د. أشرف نجم
كنت دائماً أندهش من سطحية تفكير معظم الشباب من الجيل الجديد في بلادنا، وضحالة ثقافتهم، وقلة إطلاعهم ... غير أن أكثر ما يشعرني بالحزن ويصيبني بالقلق كان ولا يزال رسوخ اعتقاد خطير لدى شبابنا الصاعد بأنه "مفيش فايدة".. وتكاد تلمح في نبرات أحدهم، وكلماته التي بين السطور، كأنه يقول: "لقد هُزمنا .. وانتهى الأمر .. ونحن نستحق ذلك، فلم نكن يوماً بخير".
كثيراً ما تناقشت مع الشباب حول هذه الفكرة، وحرصت أن أبرز لهم صورة المسلمين الناصعة عبر التاريخ، والتي عمل الغرب جاهداً على طمسها، فأغفل نتاج حضارات المسلمين الرائدة، ونسب الفضل كله لنفسه، وكأن الحضارة قد انتقلت "بقدرة قادر" من أفلاطون وأصحابه إلى أنيشتين وحزبه من علماء أوروبا وأميركا ... !!
وخطورة هذه المغالطة الكبرى ليست في الماضي الذي ولَّى .. وليست في الحاضر الذي نراه بأعيننا .. بل تكمن الخطورة أشد ما تكمن في المستقبل ونظرتنا له .. إن الغرب يريد أن يقول لأجيالنا الصاعدة: "لم تكونوا شيئاً .. وبالتالي فلن تكونوا شيئاً"
وعليَّ أن أعترف - مع الأسف – أن مساعي الغرب المغرضة المتربصة بالحضارة الإسلامية قد نجحت إلى حد كبير، وأن محاولاتي المتواضعة لمجابهة هذا الكيد والخبث ليست – حتى الآن – قادرة على مواجهة تلك المغالطة التاريخية الكبرى ... بيد أني لم أيأس يوما، ولن أرفع الراية البيضاء حتى لو رفعها الجميع.
أثناء عرضي لرسالتي عن "حساسية الصدر عند الأطفال" سواء لنيل شهادة الماجستير أو بعدها لنيل الدكتوراه، أفردت فصلاً كاملاً في بحثي وفقرة كاملة في العرض عن "وصف علماء المسلمين لحساسية الصدر" ... وكم كانت دهشتي كبيرة حين رأيت علامات التعجب على وجوه أساتذتي من جامعات القاهرة وعين شمس والأزهر والزقازيق حين رأوا كيف وصف العالم المسلم الكبير "ابن سينا" حساسية الصدر وصفاً مطابقاً لما نعرفه الآن .... !!
تُرى .. إذا كانت هذه هي فكرة الأساتذة الكبار المتخصصين في عالمنا العربي والإسلامي عن علماء المسلمين الأوائل، فكيف ستكون فكرة الآخرين الأقل ثقافة وتخصصاً عنهم؟! .. بل كيف ستكون فكرة الغرب – علمائه وعوامه – عن الحضارة الإسلامية ونتاجها؟!
جلست في مدرج فخم في كلية الطب بجامعة الكويت أستمع لمحاضر إيطالي كبير يشرح بالتفصيل تاريخ " حساسية الجلد " وطرق التعامل معها في القديم والحديث .. وبدأ يتحدث مستعرضا منذ فجر التاريخ وحتى الحضارة اليونانية والرومانية القديمة .. وما أن وصل إلى القرن السابع الميلادي حتى قفز فجأة إلى القرن السابع عشر، مغفلاً عشرة قرون هي عمر الحضارة الإسلامية العريقة !! ...
رغم أن الأمر لم يثر انتباه أحد من المستمعين الذين انصرف تفكيرهم إلى الناحية الطبية من الحديث، إلا أنني أصبت بالإحباط وخيبة الأمل، ليس لوجود هذا النهج من المغالطات التاريخية الكبيرة، ولكن لوقوع ذلك من عالم كبير تعلَّم – كما يُفترض – أن يتحرى النهج العلمي في أبحاثه وأحاديثه ... وقررت أن لا أفوت الفرصة .. فتحدثت إليه.
بدا لي من حديثه أنه يعترف بفضل المسلمين في تطوير الحضارة عبر عشرة قرون، وأنه معجب أشد الإعجاب بالطبيب المسلم المبدع "ابن سينا" .. غير انه لا يملك من المعلومات الشيء الكثير عن تفاصيل جهد المسلمين ونتاج حضارتهم في الطب أو غيره .. وتواعدنا أن نلتقي عبر الانترنت لأزوده بما يحتاجه من هذه المعلومات ... وقد فعلت.
أثناء تصفحي للانترنت وقعت على خبر "لطيف" في موقع (إسلام أون لين)
(www.islamonline. net/servlet/ Satellite? c=ArticleA_ C&cid=1264250005382&pagename=Zone- Arabic-News/ NWALayout# ixzz0eT2SZ21N)
مفاده أن معرضاً في لندن قد افتتح أبوابه هذا الشهر ويستمر لعدة شهور، المعرض تحت عنوان طريف هو
"1001 اختراع .. اكتشاف التراث الإسلامي في عالمنا" ...
وقال كاتب الخبر في تقديمه له:
" يتزايد الإعجاب والاندهاش بعدما اكتشف الغربيون أن معظم ما يستخدمونهفي حياتهم اليومية من أبسط الأشياء إلى أعقدها هي من اختراع المسلمين ... من فرشة الأسنان حتى آلةالطيران.. من اكتشاف القهوة إلى صناعة الدواء.. ومن جراحة الرمد إلى جراحاتالتجميل.. من المدرسة إلى تأسيس أول جامعة، هناك نحو ألف اختراع لا يمكن للبشرية أنتعيش بدونه حاليا، كانت نتاج لأبحاث المسلمين في الفترة ما بين القرن السابع إلىالقرن السابع عشر ...
وقد اهتمت معظم وسائل الإعلام الغربيةبالمعرض الذي حظي بإعجاب الكثيرين، حيث تقول شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية التي جابتالمعرض للتعرف على محتوياته إن هذه الاختراعات الإسلامية ( شكلت العالم المتقدم)".
ومنذ أيام ... وقع تحت يدي مقال مترجم، ترجمه أحد نشطاء الانترنت ويدعى (محمد حبيب ,http://www.m7abib. com) .. المقال كاتبه هو(باول فاليللي) .. وهو كاتب غربي غير مسلم .. لكنه منصف ويتحرى الدقة العلمية فيما يكتبه.
بدأ الرجل حديثه فقال: "أعطاناالعالم الإسلامي العديد من الابتكارات التي لا غني لنا عن استعمالها في حياتنااليومية الآن" ... ثم فصًّل بعد ذلك الحديث عن أكثر عشرين ابتكارا تأثيراً على العالم من إنتاج المسلمين، وقام بتجميع بعض نتاج الحضارة الإسلامية، وسبقها في مجالات متعددة، بدايةً من القهوة ... ومروراً بنظام الثلاث وجبات اليومي .. وحتى الشيكات!! ...
أثار المقال شهيتي للكتابة .. وها أنا ذا أنقل لكم بعض فقراته وأعلق عليها.
القهوة والشطرنج .. حكاية "مسار الحضارة"
تحت عنوان "القهوة .. عربية ! " ... يحكي لنا الكاتب قصة القهوة فيقول:
" تقول القصة أنهكان هناك رجل مسلم يدعى (خالد) يعتني ببعض الماعز في منطقة (كافا) بجنوب إثيوبيا, فلاحظأن الحيوانات التي يرعاها أصبحت أكثر نشاطاً حينما تأكل التوت, فقام بغلي التوتليصنع أول فنجان من القهوة! ...
وخرجت القهوة لأول مرة خارج إثيوبيا حينما شربها (صوفي) في اليمن كي يظل يقظاً طوال الليل ليصلي في مناسبة خاصة عند المسلمين .... وفيأواخر القرن الخامس عشر وصلت القهوة إلى مكة وتركيا .. والتي منها وصلت إلى فينسيافي عام 1645م ... ثم إلى انجلترا بعد خمس سنوات في 1650 بواسطة تركي يدعى “باسكواروسي” الذي فتح أول “محل قهوة” في شارع "لومبارد" بمدينة لندن … القهوة العربية صارتبعد ذلك تركية .. ثم إيطالية وإنجليزية!! "
ولقد قرأت في (إسلام أون لين) أنه تم تصنيع البن لأول مرة في اليمن فيالقرن التاسع الميلادي ... وكان يساعد المتصوفة على البقاء حتى وقت متأخر من الليل يصلونويتعبدون، ومن ثم تم إحضاره إلى القاهرة ثم سرعان ما انتشر في كل أنحاءالإمبراطورية الإسلامية ... وبحلول القرن الثالث عشر وصلت القهوة إلى تركيا ... لكن حتىالقرن السادس عشر لم تكن حباتها تغلى بعد في أوروبا التي لم تعرفها إلا بعد استقدامتاجر إيطالي للقهوة لبيعها في مدينة البندقية.
ثم يعرِّج كاتب المقال على الشطرنج فيقول:
" بداية الشطرنجالبدائية كانت في الهند, ولكن هذه اللعبة طورت إلى الطريقة التي نعرفها الآن فيبلاد فارس [ إيران المسلمة ] ... ومن هناك انتشرت اللعبة غرباً عبر البلاد الإسلامية إلى المغرب العربي ومنه انتقلت إلى أوروبا حيث قدمها المغاربةإلى أسبانيا في القرن العاشر الميلادي ... كما انتشرت من إيران شرقاً عبر آسيا إلى اليابان .. وتستعمل في الغربكلمة (rook ) لطابية الشطرنج كما نعرفها .. ويعود اصل هذه الكلمة إلى كلمة ( رُخ )العربية."
هل رأيتم هذه المسارات ... إنها مسارات الحضارة .. من العرب والمسلمين عبر آسيا إلى الصين واليابان وبلاد المشرق .. وعبر تركيا أو المغرب والأندلس إلى أوروبا ... ثم إلى العالم الجديد في أميركا.
إنه المسار الذي يسقطه الغرب ... عن جهل أو سوء نية ...
الفيزياء الإسلامية ... و "أصول الحضارة"
على الفيزياء وعلومها ينبني الكثير من التقدم العلمي في حضارتنا الحديثة، في الطب والهندسة، في الفلك والكمبيوتر، بل وفي الفنون العسكرية أيضاً ...
وهنا يبرز لنا الكاتب دور واحد من رواد الفيزياء من علماء المسلمين .. الحسن بن الهيثم ...
"اليونانيون القدماء ظنوا أن أعيننا تُخرِج أشعة مثل الليزروأنها هي التي تجعلنا قادرين على الرؤية, ولكن أول شخص لاحظ أن الضوء يدخل إلىالعين ولا يخرج منها كان عالم رياضي وفيزيائي وفلكي مسلم, وهو الحسن بن الهيثم.... حيث اكتشف أن الإبصار يحدث بسبب سقوط الأشعة من الضوء على الجسم المرئي مما يمكنللعين أن تراه .. ولكن العين لا تخرج أشعة من نفسها .. وإلا كيف لا ترى العين فيالظلام ؟
واكتشف ابن الهيثم أيضاً ظاهرة انعكاس الضوء، وظاهرة انعطاف الضوء أي انحرافالصورة عن مكانها في حال مرور الأشعة الضوئية في وسط معين إلى وسط غير متجانس معه ...كما اكتشف أن الانعطاف يكون معدوماً إذا مرت الأشعة الضوئية وفقاً لزاوية قائمة منوسط إلى وسط آخر غير متجانس معه.
ووضع ابن الهيثم بحوثاً في ما يتعلق بتكبيرالعدسات، وبذلك مهّد لاستعمال العدسات المتنوعة في معالجة عيوب العين ... ويعتبر الحسنبن الهيثم أول من انتقل بالفيزياء من المرحلة الفلسفية للمرحلة العملية[ from a philosophical activity to an experimental one ] ."
هل تعلمون أين أجرى ابن الهيثم معظم هذه الأبحاث ؟ ... في السجن !!
نتيجة لجرأته المفرطة وحبه للمعرفة، كان ابن الهيثم أول من أقدم على تشريح عين بشرية للتعرف الدقيق على مكوناتها، وحين انكشف أمره ألقاه الحاكم في السجن ... وهناك درس نظريات الضوء بشكل عملي ... لقد كانت زنزانته مظلمة إلا من فتحات قليلة وصغيرة يدخل منها الضوء نهاراً فيمكنه من الرؤية، فإذا أظلم الليل وانعدم الضوء لم ير شيئاً ... فخرج من السجن ومعه نظريته التي نعلم اليوم أنها حقيقة علمية ... "الرؤية نتيجة لانعكاس الضوء عن الأجسام المعتمة".
هل كان بإمكان الغرب أن يصعد للفضاء أو يعالج عيوب الإبصار، أو يكتشف الكائنات الدقيقة أو يصنع الكمبيوتر، أو يبني ترسانته العسكرية، دون أن نمهد له الطريق ؟!
إنها الحقيقة التي لا يريدون لنا أن نراها .... لقد صنعنا "أصول الحضارة" التي شيد عليها الغرب كل هذا التقدم في العصر الحديث.
ابن فرناس .. رائد الطيران
يحلق بنا كاتب المقال في أفق آخر .. هام وحيوي ..
" قبل آلاف السنوات من تجربة الأخوان رايت في بريطانيا للطيران.. كان هناك شاعر وفلكي وموسيقي ومهندس مسلم يدعى (عباس بن فرناس) .. قام بمحاولات عديدةلإنشاء آلة طيران .. في عام 825 قفر من أعلى مئذنة الجامع الكبير في قرطبة مستخدماعباءة صلبة غير محكمة مدعمة بقوائم خشبية، كان يأمل أن يحلق كالطيور .. لم يفلحفي هذا ولكن العباءة قللت من سرعة هبوطه مكونة ما يمكن أن نسميه أول (باراشوت) ...وخرج من هذه التجربة فقط بجروح بسيطة.
ثم في عام 875 وحين كان عمره 70 عاماً .. قام بتطويرماكينة من الحرير وريش النسور ثم حاول مرة أخرى بالقفز من أعلى جبل ... وصلهذه المرة إلى ارتفاع عال، وظل طائرا لمدة عشر دقائق ... لكنه تحطم في الهبوط! .. كانذلك بسبب عدم وضع “ذيل” للجهاز الذي ابتكره كي يتمكن من الهبوط بطريقة صحيحة.
لقد عرف العرب له هذا الفضل ... فهذا مطاربغداد الدولي وفوهة أحد البراكين في المغرب تم تسميتهما على اسمه".
حين تستقل طائرة من الآن فصاعداً، لا تتذكر (الأخوان رايت) .. بل تذكر من علَّمهما فن الطيران فلم يعرفا له فضله، ونسبوا الفضل كله لأنفسهم .. (عباس بن فرناس).
وعلمناهم النظافة !!
رغم أنه غير مسلم .. يقرر صاحب المقال حقيقة راسخة فيقول:
"الاغتسالوالنظافة متطلبات دينية لدي المسلمين, ربما كان هذا السبب في أنهم طوروا شكلالصابون إلى الشكل الذي مازلنا نستخدمه الآن!
قدماء المصريين كان عندهم أحد أنواعالصابون .. تماما مثل الرومان الذين استخدموها غالبا كـمرهم! ... لكنهم كانوا العرب هممن جمعوا بين زيوت النباتات وهيدروكسيد الصوديوم والمواد الأروماتية مثل الـ “thyme oil” ..
كانت أحدى أكثر خصائص الصليبيين غرابة بالنسبة للمسلمين أنهم لايغتسلون! .. الشامبو قدم في انجلترا لأول مرة حينما قام أحد المسلمين بفتح احد محلاتالاستحمام بالبخار في “بريتون سيفرونت” في عام 1759".
وفي ذات الوقت يلفت موقع (إسلام أون لين) انتباهنا إلى أن المسلمين هم أصحاب فكرة أول فرشاةأسنان ... فقبل اختراع معجون الأسنان بدهور كانالنبي محمد صلى الله عليه وسلم يعلم المسلمين كيفية تنظيف أسنانهم بالسواك، وقدثبت حديثا احتواء السواك على مواد تفيد في حماية الأسنان وتطييب النفس.
إن الرجل الأوروبي الذي يأنف أن يشم رائحة فقير في آسيا أو أفريقيا، ويبدي تأففاً وامتعاضاً، ينسى – أو يتناسى – أن رائحة جيوش أوروبا كانت تُشَمُّ على بعد أميال، وأن خلفاء المسلمين وأمراءهم لم يكونوا يأذنون للسفراء الأوروبيون بالدخول عليهم إلا بعد "نقعهم" في الماء المغلي والصابون لعدة ساعات .. وهي تجربة كانت تلقي الرعب في قلوب الأوروبيين .. فأحدهم لم يستحم منذ ولدته أمه .. !!
الكيمياء الحديثة ... إسلامية
يعطينا الكاتب نموذجاً آخر لريادة المسلمين .. هذه المرة في الكيمياء ...
" التقطير ووسائل فصلالسوائل من خلال الاختلافات في درجة غليانها اخترعت في حوالي العام 800 م ... كان ذلك بواسطةالعالم المسلم الكبير (جابر بن حيان)، الذي قام بتحويل “الخيمياء” أو “الكيمياءالقديمة” إلى “الكيمياء الحديثة” كما نعرفها الآن، مخترعا العديد من العمليات الأساسية والأدوات التي لا نزال نستخدمها حتى الآن.
السيولة والتبلور، التقطير والتنقية، الأكسدة والتبخير والترشيح .. جنباً إلى جنب مع اكتشافالكبريت وحمض النيتريك .. كل ذلك من إنتاج المسلمين ...
اخترع (جابر بن حيان) أمبيق التقطير – تستخدم الإنجليزية لفظ alembic وهو مشتق من لفظ “إمبيق” العربي – وهو آلة تستخدم في عملية التقطير ... مقدماً للعالم العطور وبعض المنتجات الكحولية ... وقد استخدم ابن حيان التجربة المنظمة ويعتبر مكتشف الكيمياء الحديثة".
لو يعلم ابن حيان أو الرازي أو غيرهم من رواد علم الكيمياء أن المسلمين اليوم يعتمدون على غيرهم في تقطير المياه، ولولا ذلك لعطشوا حتى الموت ... وأن دول المسلمين البترولية في هذه الأيام لا تكاد تملك من تقنية تنقيته وتكريره إلا الشيء اليسير ... وآه لو علموا أن الغرب أنكر فضلهم ونسب التقدم في "الكيمياء الحديثة" كله لنفسه .. إنه الجحود والحقد .. لا شك.
هل سمعت عن مضخة الجزري؟
يشرحها لنا صاحب المقال ... فيقول:
" المضخةجهاز عبارة عن آلة من المعدن تدار بقوة الريح أو بواسطة حيوان يدور بحركة دائرية،وكان الهدف منها أن ترفع المياه من الآبار العميقة إلى سطح الأرض، وكذلك كانتتستعمل في رفع المياه من منسوب النهر إذا كان منخفضاً إلى الأماكن العليا.
صنعتبواسطة مهندس مسلم بارع يسمى (الجزري) .. هذه المضخة هي الفكرة الرئيسية التي بنيتعليها جميع المضخات المتطورة في عصرنا الحاضر والمحركات الآلية كلها ابتداء منالمحرك البخاري الذي في القطار أو البواخر إلى محرك الاحتراق الداخلي الذي يعملبالبنزين كما في السيارة والطائرة.
ويعتبر (الجزري) الأب الروحي لعلم الـ robotics والخاص بتصنيع الـrobots كما نعرفها اليوم.. من ضمن اختراعاته الخمسينالأخرى كان الـ” combination lock ” .. وهي التي نراها اليوم في طريقة قفل بعض الحقائبوالخزانات باستخدام بعض الأرقام بجوار بعضها مكونة شفرة"
لم تكن أوروبا إذاً هي من اخترعت المحركات والمضخات، ولم تكن الحضارة الغربية هي صانعة الروبوتات الأولى في العالم، بل لم تكن أيضاً عملاقة الخزانات السرية الرقمية الأولى .. لقد كانا نحن المسلمين رواد كل ذلك ...
أصحاب السبق .. في التقنيات العسكرية
يرسم لنا الكاتب صورة حربية بديعة .... فيقول:
" وضع طبقة من مادة أخرى بين طبقتين من القماش تعتبر أحدى طرقالخياطة ... ومن غير المعروف إذا كانت قد ابتكرت في العالم الإسلامي أم أنها قد نشأت أولاً فيالهند أو الصين ... ولكن من المؤكد أنها وصلت للغرب من خلال الصليبيين.
لقد رأى الصليبيون بعض المحاربين المسلمين يرتدون قمصانا مصنوعة بهذه الطريقة بدلاً من الدروع .. وكانت تلك القمصان مفيدة جداً كوسيلة للحماية من أسلحة الصليبيين المعدنية .. إنه أول (قميص واقي من الرصاص) في العالم.
لقد استخدم الغرب هذه الطريقة فيما بعدللوقاية من برودة الجو في دول كبريطانيا وهولندا.
وإذا كانالصينيون هم من اكتشفوا البارود واستخدموه في إشعال النيران، فإن العرب هم أول مننقّى البارود باستخدام نترات البوتاسيوم ليكون صالحاً للاستعمال الحربي, مما أصابالصليبيين بالرعب ... في القرن الخامس عشر نجح المسلمون في اختراع أول صاروخ وأولطوربيد بحري" .
مشهور في التاريخ اختراع جيوش صلاح الدين لمادة مقاومة للنيران لحماية أبراجهم من سهام الصليبيين النارية في تحرير بيت المقدس ... وليست وسائل الحماية في الحروب فقط هي من اختراع المسلمين، بل العديد من التقنيات العسكرية كالمدافع والدبابات وغيرها، كنا نحن روادها ومخترعوها الأوائل ...
رواد المعمار ... بلا منازع
لا يجادل أحد في ريادة المسلمين للمعمار .. إلا أن يكون جاهلاً أو حاقداً ... يقول صاحبنا:
" تعد الأقواسمستدقة الطرف من أهم الخصائص المعمارية التي تميز كاتدرائيات أوروبا القوطية, فكرةهذه الأقواس ابتكرها المعماريون المسلمون ... وهي أقوى بكثير من الأقواس مستديرة الطرفوالتي كان يستخدمها الرومان والنورمانيون, لأنها تساعدك على أن يكون البناء أكبروأعلى وأكثر تعقيداً.
اقتبس الغرب من المسلمين أيضاً طريقة بناء القناطروالقباب .... قلاع أوروبا منسوخة الفكرة أيضاً من العالم الإسلامي، بداية من الشقوق الطوليةفي الأسوار وشرفات القلعة، مرورا بطريقة الحصن الأمامي وحواجز الأسقف، وانتهاءً بالأبراجالمربعة التي كانت تسهل جدا حماية القلعة .... ويكفي أن تعرف أن المهندس المعماريالذي قام ببناء قلعة هنري الخامس كان مهندساً مسلماً".
عندما تقف أمام أحد الأبراج العملاقة أو ناطحات السحاب الشاهقة ... لا تشهق من "التقدم الغربي في المعمار" .. بل قل لمن حولك أن المسلمين هم من علموا أوروبا كيف يرفعون بنيانهم لأكثر من ثلاثة أمتار دون أن ينهار عليهم .. إنها الحقيقة.
المسلمون .. أطباء الدنيا
هل ستعجب حين تسمع ما قاله الكاتب عن المسلمين والطب ؟
" العديدمن الآلات الجراحية الحديثة المستخدمة الآن لازالت بنفس التصميم الذي ابتكرها بهالجراح المسلم “الزهراوي” في القرن العاشر الميلادي .. أكثر منمائتي آلة ابتكرها لازالت معروفة للجراحين اليوم قدمها الزهراوي ووصف استخداماتها في موسوعته الطبية (التصريفلمن عجز عن التأليف).
كان “الزهراوي” يجري عمليةاستئصال الغدة الدرقية (Thyroid) ... وذكر “الزهراوي” علاج السرطان في كتابه (التصريف) قائلاً: (متى كان السرطان في موضعيمكن استئصاله كله كالسرطان الذي يكون في الثدي أو في الفخذ ونحوهما من الأعضاءالمتمكنة لإخراجه بجملته، إذا كان مبتدءاً صغيراً فافعل ... أما متى تقدم فلا ينبغي أنتقربه فاني ما استطعت أن أبرىء منه أحدا ... ولا رأيت قبلي غيري وصل إلىذلك) ... وهي عملية لم يجرؤ أيجراح في أوربا على إجرائها إلا في القرن التاسع عشر أي بعده بتسعة قرون.
وفي القرنالثالث عشر الميلادي كان هناك طبيب مسلم آخر اسمه (ابن النفيس) يشرح الدورة الدمويةالصغرى قبل أن يشرحها ويليام هارفي بـثلاثمائة عام ...!!
لقد اخترع علماء المسلمين أيضاًالمسكنات من مزيج مادتي الأفيون والكحول .. وطوروا أسلوباً للحقن بواسطة الإبر لا يزالمستخدماً حتى الآن.
وفكرة التطعيم لمتبتكر بواسطة "جبنر وباستير" .. ولكن ابتكرها العالم الإسلامي ووصلت إلى أوروبا منخلال زوجة سفير بريطانيا في تركيا وتحديدا في اسطنبول عام 1724 ... الأطفال في تركياطعِّموا ضد الجدري قبل خمسين عاما من اكتشاف الغرب لذلك! ".
ليس هذا فحسب ... يمكنك التعرف أكثر على ريادة المسلمين للطب إذا قرأت ما كتب في (إسلام أون لين) ... فأول من أنشأ المستشفيات بالصورة التينراها الآن هم المسلمون، حيث قدموا أفضل الخدمات الطبية الممكنة بحسب زمنهم لكلالناس وبالمجان؛ لأنهم كانوا يعتقدون أن من واجبهم توفير العلاج للمرضى مهماكانوا.
وتم بناء أول مستشفى منظم في القاهرة عام 872هـ، وهو مستشفى "أحمد بن طولون" الذي كان يقدم العلاج والدواء مجانا لجميعالمرضى، وكان يوفر حمامات منفصلة للرجال والنساء، وكان به مكتبة ثرية إضافة لقسمخاص للمرضى النفسيين.
وكانت إدارة المستشفى تتسلم من المرضىملابسهم لتقوم بحفظها بعد أن يُعطوا ملابس خاصة بالمستشفى استعدادا لإقامتهمبالمستشفى، وكان لكل مريض سجل طبي خاص.
وازدهرت مثل هذه المستشفيات بسبب تنافسحكام المسلمين على بناء المراكز الطبية الأرقى في أرجاء العالم الإسلامي حتى وصلتهذه المستشفيات صقلية وشمال إفريقيا، وكانت تمول من الأوقاف الخيرية ومن خزينةالدولة.
وهل تعلم أن المسلمين هم أول من أنشأمدرسة للصيدلة في العصور الوسطى .. وأنهم أول من أنشأ صيدلية ... فضلا عن وضع كثير منمبادئ علم الصيدلة.
بل إن أول عملية لإزالة إعتام عدسة العين "المياه البيضاء" جرت في العراق في وقت مبكر في القرن العاشر الميلادي ... ولم يخلكتاب طبي للمسلمين منذ ألف سنة من التعرض لبعض جوانب أمراض العيون ... وكان أطباءالعيون المسلمون من القرن العاشر حتى القرن الثالث عشر الميلادي يجرون العملياتالجراحية ويقومون بالتشريح والبحث وكتابة النتائج التي توصلوا إليها في كتبهمودراساتهم.
وقد كتب المسلمون العديد من المجلات الطبيةالمختلفة منذ 1000 سنة ولا تزال موجودة إلى الآن ... كما ألفوا العديد من الكتب التيتمت ترجمتها إلى اللغة اللاتينية، منها كتاب "القانون" لابن سينا الذي ظل مرجعارئيسيا للطب في أوروبا والعالم لعدة قرون .. وحتى القرن التاسع عشر الميلادي كان يدرس في جامعات أوروبا.
لقد كانت أوروبا كلها تستعين بخبراء المسلمين من الأطباء والصيادلة من الأندلس وغيرها لعلاج ملوكهم وذوي الوجاهة فيهم ... ولم نكن نبخل عليهم بذلك ... لكنهم يجحدون.
طواحين الهواء .. إسلامية!
يصدعون رؤوسنا هذه الأيام بالحديث عن "الطاقة النظيفة" وكأنها من آخر اختراعاتهم ... دعونا نسمع لكاتب المقال ماذا يقول:
" اخترعالمسلمون طواحين الهواء في عام 634 م .. وكانت تستخدم لطحن الذرة وري المياه فيالصحراء العربية الواسعة عندما تصبح جداول المياه جافة ... كانت الرياح هي القوةالوحيدة التي تهب من اتجاه ثابت لمدة شهور ... الطواحين كانت تحتوي على 6 أو 12 من الأشرعةمغطاة بأوراق النخل ... كان هذا قبل أن تظهر طواحين الهواء في أوروبا بخمسمائةعام!
هل مازلنا في حاجة لأدلة جديدة على أننا كنا الأوائل ؟!!
الرياضيات .... الخوارزمي يرحب بكم!
يفصِّل الكاتب في ريادة المسلمين لعلم الرياضيات ... فيقول:
" نظام الترقيم المستخدم في العالم الآن ربما كان هندي الأصل .. ولكنطابع الأرقام عربي وأقدم ظهور له في بعض أعمال عالمي الرياضة المسلمين الخوارزميوالكندي حوالي العام 825 .... سميت “Algebra ” على اسم كتاب الخوارزمي “الجبروالمقابلة” والذي لا يزال الكثير من محتوياته تستخدم حالياً .... الأفكار والنظرياتالتي توصل لها علماء الرياضيات المسلمين نقلت إلى أوروبا بعد ذلك بـ300 عام على يدالعالم الإيطالي فيبوناشي ..... إن الـ ” Algorithms” وعلم المثلثات من العلوم التي نشأت فيالعالم الإسلامي.
على هذه العلوم بنت الحضارة الحديثة كل مجالات التقدم التكنولوجي في الحاسوب والفضاء والأجهزة الكهربائية والمعمار وغيرها ... لقد أعطاهم المسلمون "الأساس" .. فجحدوا فضلهم.
الرفاهية والفخامة والاتيكيت .. منتجات إسلامية !
لا يظنن ظان أن الحضارة الإسلامية كان لها السبق فقط في مجالات الحرب والطب والعلم ... لا .. بل حتى في الرفاهية والفخامة و"الاتيكيت" كنا نحن الأوائل .. استمعوا ما يقول:
" علي بن نفيسوالمعروف باسم “زيراب” .. قدم من العراق إلى قرطبة في القرن التاسع الميلادي، وعرّفالغرب لأول مرة بمبدأ الثلاث وجبات اليومية .. وقدّم أيضاً البلور أو الزجاج الشفافلأول مرة والذي تم اختراعه بعد عدة تجارب بواسطة عباس بن فرناس.
بين التفنن في حياكة السجاجيد .. والأراضيالمليئة بمخلفات الحيوانات … هكذا كان المسلمون وهكذا كانوا في أوروبا! ...
بواسطة تقدمهمالعالي في فنون الحياكة، ووجود أصباغ جديدة بفضل تقدم المسلمون في الكيمياء،بالإضافة لوجود الحس العالي في استخدام النقوش والتي كانت أساسا للفن الإسلامي غيرالتصويري ... برع المسلمون في صناعة السجاجيد وغيرها.
على العكس في الجهة الأخرى كانتالأرضيات في أوروبا بوضوح بلا أغطية حتى وصلتها السجاجيد العربية والفارسية والتيقدمت في انجلترا .... كما سجل "إيسراموس” أن الأرضيات كانت مفروشة بالحشائش .. ونادراً ماتجدد .. وأحياناً كثيرة كانت تترك مخلفات البشر والحيوانات وفتات الأطعمة في الشوارع."
بل أضيف إليكم أن المسلمين هم من اخترعوا أدوات الطعام من الملاعق والشوكات والسكاكين وغيرها، ووصفوا طرق استعمالها والبروتكول الخاص بالطعام والشراب والضيافة ... لقد اهتمت حضارتنا بأدق الأمور ... فهل يقرون بذلك؟
المسلمون والفلك
حين نأتي لمجال الفلك ... فحدث ولا حرج عن سبق الحضارة الإسلامية ... استمع لكاتبنا:
" في القرن التاسع عشرقال الكثير من علماء المسلمين أن الأرض كروية ... وكان الدليل كما قال الفلكي “ابنحزم” أن الشمس دائما ما تكون عمودية على نقطة محددة على الأرض ... كان ذلك قبل أنيكتشف "جاليليو" ذات النقطة بـ500 عام .. ( نلاحظ أن ابن حزم لم يعدم لقوله هذا عكس ماحدث مع جاليليو من الكنيسة!) .
وكانت حسابات الفلكيينالمسلمين دقيقة جدا ... ففي القرن التاسع حسبوا محيط الأرض ليجدوه 40,253.4 كيلومتر وهو أقل من المحيط الفعلي بـ200 كيلومتر فقط! ... رسم العالمالإدريسي رسما دقيقاً للكرة الأرضية لأحد الملوك في عام 1139 ميلادية".
بل ولتقرأ معي ما كتب عن هذا المجال الهام في "إسلام أون لين" ... ليزداد تعجبك:
" لقد كان الفلك محور اهتمام علماء المسلمينمنذ أكثر من ألف سنة، وتعد الإنجازات التي حققها المسلمون في هذا المجال أساساللتطور الذي طرأ بعد ذلك على هذا العلم في أوروبا ... وعلى الرغم من أن البولنديكوبرنيكوس هو مؤسس علم الفلك الحديث، لكن المؤرخين أثبتوا أخيرا أن معظم نظرياتهاعتمدت على نظريات نصير الدين الطوسي وابن الشاطر ... فنظرية الكواكب والنماذج لابنالشاطر مطابقة تماما لتلك التي أعدها كوبرنيكوس بعده بأكثر من قرن، الأمر الذي أثارجدلا حول كيفية حصول كوبرنيكوس على تلك المعلومات.
وقد أطلق مؤرخو علم الفلك علىالفترة الزمنية من القرن الثامن إلى القرن الرابع عشر الميلادي اسم "الحقبةالإسلامية"، حيث إن أغلبية الدراسات المتعلقة بالنجوم في هذه الفترة كانت تتم فيالعالم الإسلامي.
وهل تعلم أن "إسطرلاب" كلمة عربية الأصل،وهي الآلة المستخدمة لرصد النجوم، وقد استخدمها علماء الفلك المسلمون على نطاقواسع، وظلت معروفة في العالم الإسلامي حتى القرن التاسع عشر الميلادي ... وذكر عبدالرحمن الصوفي، وهو واحد من أشهر علماء الفلك في العالم الإسلامي في القرن العاشرالميلادي، في كتاباته أكثر من ألف استخدام للإسطرلاب.
بل إن أول مرصد للنجوم إسلامي المنشأ ... فقد أعطى الخليفة المأمون، الذي حكم بغدادخلال الفترة بين 813 حتى 833م، أهمية خاصة لعلم الفلك ليتبوأ مكانة رفيعة بينالعلوم، وبنى أول مرصد في الإسلام ... بل يمكن القول إنه بنى أول مرصد في العالم أو فيالتاريخ".
حين وضع الأميركيون أول قدم للإنسان على سطح القمر ملأوا الدنيا بأحاديثهم عن مجد الحضارة الأمير كية وتقدمها ... ولو صدقوا لردوا الفضل إلى أهله من علماء المسلمين الرواد في مجال الفلك، الذين مهدوا لهم هذا الطريق ... ولكنهم لا يَصدُقون.
ومجالات أخرى عديدة
ليست هذه هي كل مجالات التقدم الإسلامي في العلوم والآداب، بل هذا غيض من فيض ... ولنستمع لمجالات أخرى ربما لم تخطر على بال أحد .. سطرها كاتبنا وموقعنا أيضاً:
" فالقلم الجاف اخترعفي مصر أول مرة لأجل السلطان في عام 953 .. حينما طلب قلما لا يلوث يداه أو ملابسه ... وكان القلم يحتوي على الحبر في خزانة مثل الأقلام الحديثة .
والشيكات أيضاً إسلامية المنشأ ... فكلمة “Cheque” الغربية أتت في الأصل من الكلمة العربية “صك” , وهي عبارة عن وصل مكتوب يستخدملشراء السلع, وذلك لتفادي مشاكل نقل الأموال وتعرضها للمناطق الخطرة .. في القرنالتاسع عشر كان يستطيع رجل الأعمال المسلم أن يدفع في الصين بواسطة شيك لبنك فيبغداد!!
واختراع الحدائق من فضائل المسلمين ... ففي العصورالوسطى كان لدي الأوروبيون حدائق عشبية, ولكنهم كانوا العرب هم من طوروا فكرةالحديقة كمكان للجمال والتأمل".
" أما الموسيقى فللمسلمين السبق فيها ... فقد اخترع المسلمون العود والعديد من آلاتالموسيقية، كما أن النوتة الموسيقية تستخدم حتى الآن أبجديات عربية.
وفي مجال التعليم سبق المسلمون غيرهم فيتأسيس نظام تعليمي حديث ... حيث ظهرت أولى الجامعات منذ أكثر من ألف عام مضت عبرالمساجد، حيث كان العلم الديني والعلم الدينوي يدرسان جنبا إلى جنب ... وتعد فاطمة بنتمحمد الفهري هي مؤسسة أول جامعة في تاريخ العالم وهي جامعة القرويين بمدينة فاسبالمغرب.
أول منحةدراسية كانت من صنع المسلمين ... فالمؤسسات الخيرية الإسلامية "الأوقاف" كانت أول من أرسى نظام المنح الدراسية لدعم الطلبة ومساعدتهم على تحمل أعباءالدراسة.
وقد سبق العلامة السوري الأعمى "زين الدينالعميدي" لويس برايل بـ600عام وأنشأ أسلوبا خاصا لقراءة المكفوفين.
وبعد ...
أكاد أسمع من يتمتم بشفتيه بقول الشاعر:
ليس الفتى من قال "كان أبي" إن الفتى من قال "ها أنا ذا"
والحق ... أني ما أردت بهذه الكلمات أن أجتر معكم آلام أمتنا، ولا أن أفاخر بآبائي وأجدادي – وحق لي أن أفعل إن أردت - .. وما قصدت أبداً أن أهرب إلى الماضي من واقع أليم أعيش معاناته كل يوم، ولا أن أحتكر العلم والحضارة للمسلمين وحدهم دون غيرهم كما يفعل الغرب ... أقسم أني ما أردت شيئاً من كل هذا ...
فقط أردت أن أقول ... أننا صنعنا الحضارة، وملكنا زمام العلم، حين توكلنا على ربنا، ووثقنا بأنفسنا، وأخذنا بأسباب التقدم ... وأننا قادرون إن فعلنا نفس الشيء أن نصل إلى نفس النتائج .. وأفضل.
أردت فقط أن أهمس في أذن الشباب ... " لقد كنا الأوائل ... والمستقبل لنا بإذن الله " ...
د. أشرف نجم
الخميس أكتوبر 31, 2013 11:15 pm من طرف ستيفن هوبكنك
» رمضان مبارك
الإثنين يوليو 30, 2012 3:32 pm من طرف طالبة الفيزياء
» اقتراح للادارة !!
الثلاثاء يوليو 03, 2012 4:31 pm من طرف زهرة العلوم
» سلام خاص الى استاذي الغالي
الإثنين يوليو 02, 2012 4:12 pm من طرف زهرة العلوم
» نظائر الكلور
الإثنين يوليو 02, 2012 4:08 pm من طرف زهرة العلوم
» الصداقة الحقيقية
الإثنين يوليو 02, 2012 4:06 pm من طرف زهرة العلوم
» الابتسامة وفوائدها
الإثنين يوليو 02, 2012 3:58 pm من طرف زهرة العلوم
» العمليات الكيميائية لاستخلاص غاز الكلور
الإثنين يوليو 02, 2012 3:55 pm من طرف زهرة العلوم
» هل تعلم
الإثنين يوليو 02, 2012 3:45 pm من طرف زهرة العلوم