نظرية داروين في الانتقاء الطبيعي:
وضع تشارلز داروين "نظرية التطور عن طريق الانتقاء الطبيعي" عام 1838 إلا أنه لم ينشر فكرته حتى عام 1858 حين علم أن العالم الويلزي ألفرد والاس قد توصل إلى نفس النظرية.
درس داروين الطبَ وعلم اللاهوت ولكن عمله كجيولوجي هو الذي بدأ به في رحلة الشهرة في الأوساط العلمية. عمل داروين كطبيب لفترة قصيرة بعد دراسته للطب تلبية لرغبة والده ولكن عدم قدرته على تحمل مشاهد الدم والجراحة والعمليات - التي كانت تتم بدون مخدر - دفعه إلى ترك الطب!
كانت رحلات داروين على متن سفينة
Beagle نقطة الانطلاق لبحثه الذي أدى إلى فكرة التطور. خلال رحلاته في بلاد نائية وخلال 5 سنوات لاحظ داروين التنوع الهائل في الفصائل الحية، مما حدا به إلى البحث عن سبب وأصل هذا التنوع العجيب. وهنا بدأ البحثَ في موضوع تحور (تغير) الفصائل.
في كتابه "أصل الأنواع" عزى داروين التنوع الهائل في الكائنات الحية إلى فكرة الارتقاء الطبيعي. فما هو الارتقاء الطبيعي؟
الارتقاء الطبيعي:
قرأ داروين خلال سفره على متن Beagle كتابَ العالم الجيولوجي تشارلز ليل "مبادئ الجيولوجيا". في هذا الكتاب يشرح ليل الظواهر الجيولوجية المختلفة كنتيجة عمليات تغير تدريجية حدثت عبر فترات طويلة جداً من الزمن.
تأثر داروين أيضاً بفكرة عالم الاقتصاد الانجليزي توماس مالثوس والتي تقول بأن البشر يتزايدون بمعدل يفوق معدل إنتاج الغذاء مما يؤدي إلى تنافس البشر على الانتاج المحدود من الغذاء. رأى داروين أن نتيجة تنافس البشر على الموارد الطبيعية هي بقاء الأصلح، وأن أي تغير في الفصيلة الحية يزيد تأقلم الكائن مع هذه البيئة التنافسية سيزيد احتمال بقائه. ربط داروين هذه الفكرة بما شاهده من كائنات حية متنوعة جداً. وبالتالي فحسب نظريته الجديدة فإن الأنواع قد تطورت من أصل واحد وتفرعت نتيجة الانتقاء الطبيعي (دعيت عملية التطور هذه بالارتقاء).
داروين لم يكن وحده...
صاغ داروين نظريته سراً عام 1838 ولم يشهر بها خوفاً من ردود الأفعال التي توقعها، فقد كان مدركاً لمدى ما ستحدثه نظريته من ردود فعل بين الناس نظراً لمساسها بفكرة الخلق. في عام 1858 تلقى داروين رسالة من صديقه العالم والاس يحدثه فيها عن نظرية "خطرت" له. تفاجأ داروين بتشابه نظرية والاس مع النظرية التي توصل إليها منذ 20 سنة. هنا اضطر داروين للتفكير بنشر نظريته قبل والاس رغم تردده الشديد. حاول بعض أصدقاء داروين من العلماء (تشارلز ليل وجوزيف هوكر) إثناء داروين عن نشر نظريته لأن والاس قد "سبقه" إلى الاعلان بها، إلا أن داروين اشترط للتخلي عن أسبقيته إلى النظرية أن يتلف جميع أعماله المتعلقة بالنظرية وكل ما توصل إليه بشأنها! توصل ليل وهوكر إلى حل وسط وهو الإعلان عن أفكار والاس وداروين معاً في آن واحد خلال تجمع Linnaean Society مطلع الشهر السابع عام 1858. لم يحضر داروين التجمع والاعلانَ عن نظريته نظراً لوفاة ابنه الصغير قبل يومين من التجمع، وفي يوم الاعلان عن النظرية كان داروين يقوم بدفن ابنه.
تبين فيما بعد أن الأسبقية لنظرية الانتقاء الطبيعي ليست حقيقةً لداروين أو حتى لوالاس، بل للاسكتلندي باتريك ماثيو الذي وضع فكرة الارتقاء الطبيعي في ذات العام الذي سافر فيه داروين على متن Beagle. لسوء حظ ماثيو أنه أساء اختيار عنوان الكتاب الذي نشر فيه فكرته وبالتالي بقيت فكرته مجهولة. كما أن ذكره للفكرة كان مقتضباً وفي ملحق الكتاب!
نظرية التطور الحديثة:
لم يكن داروين يعلم شيئاً عن المورثات الجينية نتيجة عدم اكتشافها حتى ذلك الوقت. بعد تطور علم الوراثة الذي وضع أسسه العالم ماندل بدأت نظرية التطور تأخذ بعداً جديداً يعتمد على علم الوراثة وكيفية انتقال الصفات الوراثية. ومن هنا تعتمد نظرية التطور الحديثة على آليتين للتطور (لا على آلية واحدة كما في نظرية داروين): التغير (أو الانجراف) الجيني Genetic drift والانتقاء الطبيعي Natural selection.
وضع تشارلز داروين "نظرية التطور عن طريق الانتقاء الطبيعي" عام 1838 إلا أنه لم ينشر فكرته حتى عام 1858 حين علم أن العالم الويلزي ألفرد والاس قد توصل إلى نفس النظرية.
درس داروين الطبَ وعلم اللاهوت ولكن عمله كجيولوجي هو الذي بدأ به في رحلة الشهرة في الأوساط العلمية. عمل داروين كطبيب لفترة قصيرة بعد دراسته للطب تلبية لرغبة والده ولكن عدم قدرته على تحمل مشاهد الدم والجراحة والعمليات - التي كانت تتم بدون مخدر - دفعه إلى ترك الطب!
كانت رحلات داروين على متن سفينة
Beagle نقطة الانطلاق لبحثه الذي أدى إلى فكرة التطور. خلال رحلاته في بلاد نائية وخلال 5 سنوات لاحظ داروين التنوع الهائل في الفصائل الحية، مما حدا به إلى البحث عن سبب وأصل هذا التنوع العجيب. وهنا بدأ البحثَ في موضوع تحور (تغير) الفصائل.
في كتابه "أصل الأنواع" عزى داروين التنوع الهائل في الكائنات الحية إلى فكرة الارتقاء الطبيعي. فما هو الارتقاء الطبيعي؟
الارتقاء الطبيعي:
قرأ داروين خلال سفره على متن Beagle كتابَ العالم الجيولوجي تشارلز ليل "مبادئ الجيولوجيا". في هذا الكتاب يشرح ليل الظواهر الجيولوجية المختلفة كنتيجة عمليات تغير تدريجية حدثت عبر فترات طويلة جداً من الزمن.
تأثر داروين أيضاً بفكرة عالم الاقتصاد الانجليزي توماس مالثوس والتي تقول بأن البشر يتزايدون بمعدل يفوق معدل إنتاج الغذاء مما يؤدي إلى تنافس البشر على الانتاج المحدود من الغذاء. رأى داروين أن نتيجة تنافس البشر على الموارد الطبيعية هي بقاء الأصلح، وأن أي تغير في الفصيلة الحية يزيد تأقلم الكائن مع هذه البيئة التنافسية سيزيد احتمال بقائه. ربط داروين هذه الفكرة بما شاهده من كائنات حية متنوعة جداً. وبالتالي فحسب نظريته الجديدة فإن الأنواع قد تطورت من أصل واحد وتفرعت نتيجة الانتقاء الطبيعي (دعيت عملية التطور هذه بالارتقاء).
داروين لم يكن وحده...
صاغ داروين نظريته سراً عام 1838 ولم يشهر بها خوفاً من ردود الأفعال التي توقعها، فقد كان مدركاً لمدى ما ستحدثه نظريته من ردود فعل بين الناس نظراً لمساسها بفكرة الخلق. في عام 1858 تلقى داروين رسالة من صديقه العالم والاس يحدثه فيها عن نظرية "خطرت" له. تفاجأ داروين بتشابه نظرية والاس مع النظرية التي توصل إليها منذ 20 سنة. هنا اضطر داروين للتفكير بنشر نظريته قبل والاس رغم تردده الشديد. حاول بعض أصدقاء داروين من العلماء (تشارلز ليل وجوزيف هوكر) إثناء داروين عن نشر نظريته لأن والاس قد "سبقه" إلى الاعلان بها، إلا أن داروين اشترط للتخلي عن أسبقيته إلى النظرية أن يتلف جميع أعماله المتعلقة بالنظرية وكل ما توصل إليه بشأنها! توصل ليل وهوكر إلى حل وسط وهو الإعلان عن أفكار والاس وداروين معاً في آن واحد خلال تجمع Linnaean Society مطلع الشهر السابع عام 1858. لم يحضر داروين التجمع والاعلانَ عن نظريته نظراً لوفاة ابنه الصغير قبل يومين من التجمع، وفي يوم الاعلان عن النظرية كان داروين يقوم بدفن ابنه.
تبين فيما بعد أن الأسبقية لنظرية الانتقاء الطبيعي ليست حقيقةً لداروين أو حتى لوالاس، بل للاسكتلندي باتريك ماثيو الذي وضع فكرة الارتقاء الطبيعي في ذات العام الذي سافر فيه داروين على متن Beagle. لسوء حظ ماثيو أنه أساء اختيار عنوان الكتاب الذي نشر فيه فكرته وبالتالي بقيت فكرته مجهولة. كما أن ذكره للفكرة كان مقتضباً وفي ملحق الكتاب!
نظرية التطور الحديثة:
لم يكن داروين يعلم شيئاً عن المورثات الجينية نتيجة عدم اكتشافها حتى ذلك الوقت. بعد تطور علم الوراثة الذي وضع أسسه العالم ماندل بدأت نظرية التطور تأخذ بعداً جديداً يعتمد على علم الوراثة وكيفية انتقال الصفات الوراثية. ومن هنا تعتمد نظرية التطور الحديثة على آليتين للتطور (لا على آلية واحدة كما في نظرية داروين): التغير (أو الانجراف) الجيني Genetic drift والانتقاء الطبيعي Natural selection.
الخميس أكتوبر 31, 2013 11:15 pm من طرف ستيفن هوبكنك
» رمضان مبارك
الإثنين يوليو 30, 2012 3:32 pm من طرف طالبة الفيزياء
» اقتراح للادارة !!
الثلاثاء يوليو 03, 2012 4:31 pm من طرف زهرة العلوم
» سلام خاص الى استاذي الغالي
الإثنين يوليو 02, 2012 4:12 pm من طرف زهرة العلوم
» نظائر الكلور
الإثنين يوليو 02, 2012 4:08 pm من طرف زهرة العلوم
» الصداقة الحقيقية
الإثنين يوليو 02, 2012 4:06 pm من طرف زهرة العلوم
» الابتسامة وفوائدها
الإثنين يوليو 02, 2012 3:58 pm من طرف زهرة العلوم
» العمليات الكيميائية لاستخلاص غاز الكلور
الإثنين يوليو 02, 2012 3:55 pm من طرف زهرة العلوم
» هل تعلم
الإثنين يوليو 02, 2012 3:45 pm من طرف زهرة العلوم