فيا أيها الأخوة المسلمون: اعلموا أن الله عز و جل قد نهانا عن التشبه بالكفار و إتباع سبيلهم، فقال تعالى (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها و لا تتبع أهواء الذين لا يعلمون) و قال (و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا) و قال " من تشبه بقوم فهو منهم" أخرجه أحمد في مسنده.
بعد أيام قلائل نأتي على نهاية سنة مضت لندخل في سنة جديدة، تلك السنة التي ربح فيها من ربح بطاعة الله عز و جل، و خسر فيها من خسر بمعصية الله تعالى، و لذا و جب علينا تجديد العهد مع الله تعالى، العهد الذي أخذه الله علينا و نحن في عالم الذر أن نعبده و أن لا نشرك به شيئا، و لكن نجد بأن بعض الناس قد انحرف عن الطريق و حاد عنها عندما يختم سنة من سنوات حياته بسخط الله تعالى بمشاركته في أعياد (الذين لا يعلمون) من اليهود و النصارى، أو تهنئتهم على ذلك أو إظهار الفرح و السرور بأعيادهم أو مساعدتهم على إقامة مثل هذه الأعياد المبتدعة التي يشركون فيها برب العالمين. و لذلك وجدت أنه من الواجب أن ننبه على حكم المشاركة أو المساعدة في إقامة مثل هذه الأعياد أو التهنئة بها، قال تعالى (ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حي عن بينة).
أولاً، في الكتاب: قال تعالى (و الذين لا يشهدون الزور) قال مجاهد في تفسيرها أنها أعياد المشركين، و كذلك قال مثله الربيع بن أنس و القاضي أبو يعلى و الضحاك، و إذا كان الله قد مدح ترك شهودها الذي هو مجرد الحضور برؤية أو سماع، فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك من العمل الذي هو عمل الزور.
ثانيا، من السنة: عن أنس بن مالك :"قدم رسول الله و لهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال : إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما، يوم الأضحى و يوم الفطر" رواه أبو داود و أحمد و النسائي.
و وجه الدلالة: أن اليومين الجاهليين لم يقرهما رسول الله ، و لا تركهم يلعبون فيهما على العادة بل قال:" إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما" و الإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه إذ لا يجمع بين البدل و المبدل منه.
ثالثاً، الإجماع: فمما هو معلوم من السير أن اليهود و النصارى و المجوس ما زالوا بأمصار المسلمين بالجزية يفعلون أعيادهم التي لهم، و مع ذلك لم يكن على عهد السلف من المسلمين من يشاركهم في ذلك، و هذا ما اتفق عليه الصحابة و الفقهاء أن أهل الذمة لا يظهرون أعيادهم في ديار الإسلام. و قد قال عمر :"إياكم و رطانة الأعاجم و أن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم، فإن السخطة تتنزل عليهم" رواه الأصبهاني و البيهقي بإسناد صحيح.
أما الاعتبار: فإن الأعياد هي من جملة الشرع، قال تعالى (لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا)، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد و مشاركتهم في سائر المناهج، فإن الموافقة في جميع الأعياد موافقة في الكفر، من أخص بل إن الأعياد ما تتميز به الشرائع و من أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر و أظهر شعائره، و لا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة. كما أنه إذا سوغ فعل القليل من ذلك، أدى إلى فعل الكثير، ثم إذا اشتهر الشيء دخل فيه عوام الناس و تناسوا أصله حتى يصير عادة للناس بل عيداً لهم، حتى يضاهي عيد الله، بل و قد يزيد عليه حتى يكاد أن يفضي إلى موت الإسلام و حياة الكفر.
(اقتضاء الصراط المستقيم ص 182-216 لشيخ الإسلام بن تيمية بتصرف)
أما تهنئتهم بشعائر الكفر فحرام بالاتفاق مثل أن يقول: عيدك مبارك أو تهنأ بهذا العيد، فهذا إن سلم صاحبه من الكفر فهو من المحرمات و هو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله و أشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر و قتل النفس و ارتكاب الفرج الحرام و نحوه. و كثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله و سخطه. كما لا يجوز تلقيبهم بمعز الدولة أو السيد أو الرشيد أو الصالح و نحو ذلك، و من تسمى بشيء من هذه الأسماء لم يجز للمسلم أن يدعوه به. بل إن كان نصرانياً قال يا نصراني يا صليبي و يقال لليهودي يا يهودي، أما اليوم فقد وقفنا في زمان يصدرون في المجالس و يقام لهم و يتحكمون في أرزاق الجند و الأموال السلطانية و يكنون بأبي العلاء و أبي الفضل و يسمون عثماناً و علياً و عبد الله، و قد كانت أسماؤهم من قبل يوحنا و جرجس و بطرس، و لكل زمان دولة و رجال.
(أحكام أهل الذمة 1/199-206، 2/771 فتوى بن القيم)
[center]
بعد أيام قلائل نأتي على نهاية سنة مضت لندخل في سنة جديدة، تلك السنة التي ربح فيها من ربح بطاعة الله عز و جل، و خسر فيها من خسر بمعصية الله تعالى، و لذا و جب علينا تجديد العهد مع الله تعالى، العهد الذي أخذه الله علينا و نحن في عالم الذر أن نعبده و أن لا نشرك به شيئا، و لكن نجد بأن بعض الناس قد انحرف عن الطريق و حاد عنها عندما يختم سنة من سنوات حياته بسخط الله تعالى بمشاركته في أعياد (الذين لا يعلمون) من اليهود و النصارى، أو تهنئتهم على ذلك أو إظهار الفرح و السرور بأعيادهم أو مساعدتهم على إقامة مثل هذه الأعياد المبتدعة التي يشركون فيها برب العالمين. و لذلك وجدت أنه من الواجب أن ننبه على حكم المشاركة أو المساعدة في إقامة مثل هذه الأعياد أو التهنئة بها، قال تعالى (ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حي عن بينة).
أولاً، في الكتاب: قال تعالى (و الذين لا يشهدون الزور) قال مجاهد في تفسيرها أنها أعياد المشركين، و كذلك قال مثله الربيع بن أنس و القاضي أبو يعلى و الضحاك، و إذا كان الله قد مدح ترك شهودها الذي هو مجرد الحضور برؤية أو سماع، فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك من العمل الذي هو عمل الزور.
ثانيا، من السنة: عن أنس بن مالك :"قدم رسول الله و لهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال : إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما، يوم الأضحى و يوم الفطر" رواه أبو داود و أحمد و النسائي.
و وجه الدلالة: أن اليومين الجاهليين لم يقرهما رسول الله ، و لا تركهم يلعبون فيهما على العادة بل قال:" إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما" و الإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه إذ لا يجمع بين البدل و المبدل منه.
ثالثاً، الإجماع: فمما هو معلوم من السير أن اليهود و النصارى و المجوس ما زالوا بأمصار المسلمين بالجزية يفعلون أعيادهم التي لهم، و مع ذلك لم يكن على عهد السلف من المسلمين من يشاركهم في ذلك، و هذا ما اتفق عليه الصحابة و الفقهاء أن أهل الذمة لا يظهرون أعيادهم في ديار الإسلام. و قد قال عمر :"إياكم و رطانة الأعاجم و أن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم، فإن السخطة تتنزل عليهم" رواه الأصبهاني و البيهقي بإسناد صحيح.
أما الاعتبار: فإن الأعياد هي من جملة الشرع، قال تعالى (لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا)، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد و مشاركتهم في سائر المناهج، فإن الموافقة في جميع الأعياد موافقة في الكفر، من أخص بل إن الأعياد ما تتميز به الشرائع و من أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر و أظهر شعائره، و لا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة. كما أنه إذا سوغ فعل القليل من ذلك، أدى إلى فعل الكثير، ثم إذا اشتهر الشيء دخل فيه عوام الناس و تناسوا أصله حتى يصير عادة للناس بل عيداً لهم، حتى يضاهي عيد الله، بل و قد يزيد عليه حتى يكاد أن يفضي إلى موت الإسلام و حياة الكفر.
(اقتضاء الصراط المستقيم ص 182-216 لشيخ الإسلام بن تيمية بتصرف)
أما تهنئتهم بشعائر الكفر فحرام بالاتفاق مثل أن يقول: عيدك مبارك أو تهنأ بهذا العيد، فهذا إن سلم صاحبه من الكفر فهو من المحرمات و هو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله و أشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر و قتل النفس و ارتكاب الفرج الحرام و نحوه. و كثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله و سخطه. كما لا يجوز تلقيبهم بمعز الدولة أو السيد أو الرشيد أو الصالح و نحو ذلك، و من تسمى بشيء من هذه الأسماء لم يجز للمسلم أن يدعوه به. بل إن كان نصرانياً قال يا نصراني يا صليبي و يقال لليهودي يا يهودي، أما اليوم فقد وقفنا في زمان يصدرون في المجالس و يقام لهم و يتحكمون في أرزاق الجند و الأموال السلطانية و يكنون بأبي العلاء و أبي الفضل و يسمون عثماناً و علياً و عبد الله، و قد كانت أسماؤهم من قبل يوحنا و جرجس و بطرس، و لكل زمان دولة و رجال.
(أحكام أهل الذمة 1/199-206، 2/771 فتوى بن القيم)
[center]
الخميس أكتوبر 31, 2013 11:15 pm من طرف ستيفن هوبكنك
» رمضان مبارك
الإثنين يوليو 30, 2012 3:32 pm من طرف طالبة الفيزياء
» اقتراح للادارة !!
الثلاثاء يوليو 03, 2012 4:31 pm من طرف زهرة العلوم
» سلام خاص الى استاذي الغالي
الإثنين يوليو 02, 2012 4:12 pm من طرف زهرة العلوم
» نظائر الكلور
الإثنين يوليو 02, 2012 4:08 pm من طرف زهرة العلوم
» الصداقة الحقيقية
الإثنين يوليو 02, 2012 4:06 pm من طرف زهرة العلوم
» الابتسامة وفوائدها
الإثنين يوليو 02, 2012 3:58 pm من طرف زهرة العلوم
» العمليات الكيميائية لاستخلاص غاز الكلور
الإثنين يوليو 02, 2012 3:55 pm من طرف زهرة العلوم
» هل تعلم
الإثنين يوليو 02, 2012 3:45 pm من طرف زهرة العلوم