السرطان و العلاج الجيني
الأورام السرطانية هي إحدى أخطر المشكلات الصحية المتزايدة التي تتحدى الإنسان في العصر الحديث، فكما تشير إحصائيات الجمعية السرطانية الأمريكية فإن تلك الأورام تتسبب في حدوث 23% من الوفيات سنويا، لتأتي بذلك في المرتبة الثانية من حيث مسببات الموت بعد أمراض القلب، وإذا كان الطب الغربي الحديث قد أفلح كثيرا في التشخيص الدقيق للمرض وفي التعرف على مسبباته، وعلى كيفية حدوثه، فإنه لازال عاجزا عن القضاء على ذلك المرض الخطير، أو حتى عن التحكم فيه وتحجيمه، وإذا كان غاية كل نظام صحي وكل عمل طبي هو ذاك –القضاء على المرض أي مرض أو تحجيمه -، وإذا كان عجز النظام الطبي الغربي الحديث للبحث عن نظام بديل، أو على الأقل تكميلي يستطيع أن يقدم الإجابة على هذا السؤال الهام إلا أن النظام الشرقي المتمثل في الصين حاول في تقديم الحلول المناسبة من خلال العلاج الجيني وذلك عن طريق إدخال جين يُدعى «بي 5» داخل فيروس، ومن ثم يُحقن هذا الفيروس داخل أجسام المرضى بالحالات المتقدمة من السرطان و قبل الخوض في هذا العلاج فلنتعرف معا عن السرطان ...................
ما هي الأورام وما هي أنواعها؟
الأورام Neoplasia or Tumors هي حالة تتكاثر فيها الخلايا الطبيعية تكاثرا غير محكوم بوسائل الضبط الطبيعية التي أودعها الله في جسم الإنسان، مما يؤدي لتكون كتلة نسيجية غير طبيعية.
ويمكن تقسيم الأورام حسب معدل نموها إلى:
1) أورام حميدة benign: وتتميز ببطء معدل النمو، وبأنها لا تنتشر ولا تعود إذا تم استئصالها جيدا، وعادة لا تتسبب في تهديد الحياة باستثناء أورام المخ الحميدة التي تتسبب بمجرد حجمها في الضغط على المراكز الحيوية في المخ مسببة تهديدا لحياة المريض.
2) أورام خبيثة malignant: وتتميز بسرعة معدل النمو، وبأنها قد تعود بعد الاستئصال، وبأنها قد تنتشر موضعيا Local spread أو تنتشر انتشارا عاما Systemic spread في الجسم عن طريق الأوعية الليمفاوية أو الدموية مما يؤدي إلى حدوث أورام ثانوية metastatic tumors في أماكن أخرى من الجسم ومن أشهر هذه الأماكن الرئة والكبد والمخ والعظام.
3) أورام خبيثة موضعية locally malignant tumors حيث تنتشر موضعيا فقط مثل قرحة الوجه القارضة Basal cell carcinoma.
كما يمكن أيضا تقسيم الأورام حسب النسيج الذي تكونت منه إلى:
1) أورام ناشئة عن النسيج الطلائي Epithelial Tissue وهو النسيج المغطي والمبطن للجسم وأعضائه، وتسمى الأورام الخبيثة الناتجة عنه باسم الكارسينوما Carcinoma
2) أورام ناشئة عن نسيج الطبقة المتوسطة Mesenchymal Tissue وهي الطبقة المكونة للعضلات والعظام، وتسمى الأورام الخبيثة الناتجة منها باسم الساركوما
نسبة حدوث الأورام الخبيثة:
تختلف نسبة حدوث الأورام الخبيثة اختلافا ملحوظا في المجتمعات المختلفة تبعا لاختلاف التركيبة العمرية للسكان وكذلك لاختلاف العوامل البيئية، وتصل نسبة حدوث الأورام إلى أعلى معدل لها في المجتمعات المتقدمة لزيادة متوسط الأعمار والتحضر وتبني نمط الحياة الصناعية. وتقدر النسبة العالمية الحالية بحوالي 9 ملايين حالة سرطان جديدة كل عام، بمعدل 100 حالة لكل 100 ألف شخص في المجتمعات النامية، بينما تزيد هذه النسبة إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف ذلك في البلدان المتقدمة. ولقد بينت إحصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 1997 أن سرطان الرئة يأتي في المرتبة الأولي بين الرجال بنسبة 26.1%، بينما يأتي سرطان الثدي في المرتبة الأولي بين النساء بنسبة 29% من بين حالات الإصابة بالسرطان بصفة عامة. ومن حيث مسببات الوفاة يأتي السرطان في المرتبة الثالثة في بلدان العالم النامي بعد الأمراض المعدية والطفيلية وأمراض الجهاز الدوري، بينما يأتي في المرتبة الثانية –بعد أمراض الجهاز الدوري- في بلدان العالم المتقدم.
وفي العالم العربي تساهم عدة عوامل في زيادة عدد الحالات وهي:
1) ارتفاع نسبة حدوث الأمراض المعدية مصحوبة بسوء التغذية.
2) انخفاض أعمار السكان.
3) زيادة التصنيع والتحضر بدون اتخاذ الإجراءات اللازمة للحماية.
4) كثرة التعرض للشمس.
5) التوعية العامة غير الكافية مما يؤدي إلى تأخر اكتشاف حالات المرض.
وحسب إحصائيات المعهد القومي للأورام بالقاهرة عن حالات الأورام السرطانية في مصر(على سبيل المثال) وجد أن أورام المثانة تمثل 18.2% من إجمالي الحالات ويرجع ذلك لانتشار البلهارسيا، بينما تمثل أورام الجهاز الهضمي 18.4%، وتأتي أورام الثدي في المرتبة الأولى بين النساء بنسبة 24.3%.
ما هي مسببات الأورام؟
تحتوي كل خلية من الخلايا البشرية على الصفات الوراثية مسجلة على الجينات Genes التي تتواجد على الكروموزومات Chromosomes في نواة الخلية، ومن المعروف أن هذه الجينات تتكوَّن من وحدات الحمض النووي DNA ويحدد ترتيب هذه الوحدات نوع الأحماض الأمينية التي تكون البروتينات (حيث ترمز كل ثلاث وحدات متتابعة إلى حمض أميني معين وتتابع الأحماض الأمينية يكون أنواعا مختلفة من البروتينات التي تتحكم في شكل الخلية وخصائصها). وقد تم اكتشاف مجموعات من الجينات التي تتحكم في تكاثر الخلية، وأمكن تقسيمهم إلى:
جينات التكاثر Proto-Oncogenes:
وهي الجينات التي تساعد على انقسام الخلية بإنتاج بروتين يساعد على التكاثر.
جينات منع التكاثر Tumor suppressor genes:
وهي الجينات التي تمنع انقسام الخلية بإنتاج بروتين يمنع التكاثر.
وفي الظروف العادية يكون هناك توازن بين جينات التكاثر وجينات منع التكاثر. وتحدث الأورام نتيجة خلل في هذا التوازن إما عن طريق زيادة نشاط جينات التكاثر أو قلة نشاط جينات منع التكاثر، وهذا الخلل يحدث نتيجة اختلاف ترتيب وحدات الحمض النووي الدي أوكسي ريبوزي مما يؤدي إلى إنتاج أنواع غير طبيعية من البروتينات التي تسبب التكاثر المتتالي للخلية بدون توقف، هذا التغير في تركيب الجينات المتحكمة في التكاثر يحدث عادة في خطوات متتالية (Multistep process) ويكون إما لأسباب وراثية أو مكتسبة، وأسباب حدوث الطفرات المكتسبة تتمثل فيما يلي:
(1) الفيروسات: مثل فيروس الورم الحلمي الإنساني Human Papilloma Virus الذي يسبب سرطان الخلايا القشرية Squamous Cell Carcinoma، وفيروس إبشتين بار Epstein Barr Virus الذي يسبب سرطان الخلايا الليمفاوية Burkitt’s lymphoma وسرطان البلعوم الأنفي Naso-pharyngeal Carcinoma، وفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي بي الذي يسبب سرطان الكبد، وفيروس الأورام الخبيثة للخلايا في الإنسان وسرطان الدم Human T-cell Lymphoma and leukemia virus الذي يسبب سرطان الدم.
(2) الإشعاع: سواء الأشعة فوق البنفسجية التي تسبب سرطان الجلد، أو الأشعة الكهرومغنطيسية Electro-magnetic أو الأشعة المؤينة Ionizing radiation
(3) المواد الكيماوية: ولقد وجد أن المواد الكيماوية إما أن تؤدي إلي حدوث طفرات في الجينات وهذه تسمي مجموعة الكيماويات البادئة (Initiators)، أو لا تؤدي إلى حدوث طفرات وإنما تحفز انقسام الخلايا التي حدثت فيها طفرات مسبقة وهذه تسمي مجموعة الكيماويات المروجة (Promoters).
وتشتمل مجموعة الكيماويات البادئة على بعض الأدوية المضادة للسرطان و البولي سيكليك أروماتيك هيدروكربون Polycyclic aromatic) hydrocarbons) والتي تتصاعد من احتراق الدخان والسجائر وهي من الكيماويات القوية جدا التي تسبب السرطان. أيضا هناك الصبغات مثل صبغة المارجرين الصفراء والتي تلون الزبد الصناعي واللون الأحمر للكريز الصناعي. هناك أيضا مواد طبيعية مثل الأفلاتوكسين Aflatoxin والتي تتكون علي الحبوب والفول السوداني المخزنين بطريقة سيئة ويتم إنتاجهم من فطريات الأسبريجلس Asprigillus flavus. كذلك فإن الألياف الزجاجية المعروفة باسم الأسبستوس Asbestos تسبب أورام الغشاء المحيط بالرئة، وكذلك الزرنيخ، ووجد أن المبيدات الحشرية تسبب السرطان في الحيوانات.
بينما تشتمل مجموعة الكيماويات المساعدة (Prompters) على السكارين والإستروجين والدهنيات الكثيرة في الطعام بكثرة.
ما هي الأعراض المصاحبة للأورام؟
تختلف الأعراض حسب نوع الورم ومكانه ويمكن تقسيم الأعراض إلى:
أعراض موضعية: ومنها ظهور ورم في الأماكن الظاهرة، أو انسداد في القنوات مثل انسداد الأمعاء الذي يؤدي إلى إمساك مزمن، وانسداد المريء الذي يؤدي إلي صعوبة البلع. بينما تسبب أورام الحنجرة بحة في الصوت.
كما تسبب الأورام نزيف نتيجة لتآكل الأوعية الدموية بالورم، ويظهر هذا النزيف في البول في حالة أورام المثانة، وفي البراز في حالة أورام القولون والمستقيم، وفي البصاق في حالة أورام الرئة.
أعراض غير موضعية: Systemic: مثل الهزال الشديد وزيادة إفراز هرمون معين يختلف من ورم لآخر.
كيف يتم تشخيص الأورام؟
1. من المؤكد أن نسبة الشفاء تتزايد كلما تم اكتشاف الأورام مبكرا؛ لذا فقد تم استحداث فحوصات دورية تساعد على اكتشاف الأورام في مرحلة ما قبل الانتشار ومن هذه الفحوصات فحص مسحة من عنق الرحم Cervical smear وفحص الثدي بأشعة الماموجرام Mammogram.
2. الكشف على دالات الأورام Tumor Markers المختلفة في الدم.
3. استخدام الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي والنظائر المشعة في تحديد أماكن الأورام.
4. الفحص الخلوي لسوائل الجسم مثل البول والاستسقاء والسائل المتجمع في الغشاء البلوري والسائل المخي الشوكي.
5. فحص عينات البذل بالإبرة Fine needle aspiration من الأورام المختلفة.
6. فحص عينة جراحية وعينات المناظير إما في أثناء العملية الجراحية عن طريق تجميد جزء من الورم وفحص شريحة منه تحت الميكروسكوب Frozen section أو عمل عينات في بلوكات من الشمع Paraffin section .
7. البحث عن دالات الأورام المختلفة في الأنسجة، وهذه الدالات قد تساعد في تحديد نوع الورم ومنشأه ودرجة خبثه، وقد تساهم في تحديد نوع العلاج، ومثال علي ذلك تحديد نسبة تواجد مستقبلات الهرمونات الأنثوية في أورام الثدي وعلي أساس ذلك يتم إعطاء مثبطات الهرمونات.
أولا: العلاجات المتاحة والمستخدمة حاليا:
1. العلاج الجراحي: بدأ استخدامه في القرن التاسع عشر، جاء أول تقرير عن إمكانية شفاء السرطان في 1878 حيث تم شفاء 5% من المصابين بسرطان الثدي والذين تم علاجهم جراحيا، وحدث التقدم الكبير في سنة1891 باستخدام الاستئصال الجراحي الجذري لأول مرة في ورم بالثدي (حيث يتم استئصال الثدي كاملا ومعه الغدد الليمفاوية)، ومع حلول عام 1935 سجل الأطباء إمكانية الاستئصال الجذري الناجح لجميع الأورام.
2. العلاج الإشعاعي: لقد اكتشف رونتجن Roentgen الأشعة السينية X-rays في عام 1895، واكتشف بيكورل Becquerel النشاط الإشعاعي، واكتشفت ماري كوري الراديوم في 1898، وتم استخدام هذه الاكتشافات في علاج الأورام.
3. العلاج الكيمياوي: بدأ هذا في سنة 1943 بعد اكتشاف نجاح المواد الكيماوية السامة التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية في علاج الأورام الليمفاوية الهودجكينية Hodgkin’s lymphoma، وهذه الأدوية تعمل على قتل الخلايا التي في طور التكاثر Cytotoxic drugs وعادة يكتفي بالعلاج الكيماوي فقط في سرطان الدم وسرطان الغدد الليمفاوية، وتم استحداث عملية زرع النخاع والتي تتم بعد إعطاء جرعات كبيرة جدا من المواد الكيماوية لتدمر كل خلايا الورم وتدمر كذلك النخاع العظمي للمريض.
4. العلاج الهرموني: ويستخدم في الأورام المعتمدة على الهرمونات مثل مضادات الاستروجين في أورام الثدي ويتم استئصال الخصيتين في أورام البروستاتة لتقليل هرمونات الذكورة.
ولقد أدى استخدام هذه العلاجات مجتمعة إلى تحسين النتيجة النهائية للعلاج وأصبحت نسبة الشفاء تشكل حوالي 50%.
ثانيا: العلاجات الحديثة
1- العلاج الجيني: حيث يحاول العلماء عن طريق الهندسة الوراثية أن يتحكموا في الخلل الحادث في الجينات والذي يؤدي إلى حدوث السرطان.
2- العلاج المناعي: لقد ثبت أن الجهاز المناعي له دور كبير في مقاومة السرطان وذلك بالبحث والقضاء على الخلايا المصابة بالطفرات والتي تتكون يوميا في كل الأشخاص، ولقد فكر العلماء في استخدام معدلات الاستجابة البيولوجية Biological Response Modifiers في علاج السرطان.
ثالثا: تجارب فردية تحتاج لإخضاعها للتجربة والتقويم:
إذا كان نجاح الطب الغربي في العلاج محدودا كما نرى، وإذا كانت الوسائل العلاجية التي يسير في اتجاه تطويرها الطب الغربي هي ببشاعة العلاج الكيماوي والإشعاعي، وإذا كان المرضى قد تحولوا لفئران تجارب لذلك النمط من العلاج الذي قد يقتل الخلايا السرطانية لكنه يقتل الخلايا السليمة معها، فلماذا المضي في هذا النفق المظلم، ولماذا لا نفكر في اتجاهات أخرى أقل تدميرا خاصة ونحن على يقين أن الله ما خلق داءً إلا وخلق له دواءً، لكن أحدا أبدا لا يقول بأن تظل البشرية أسيرة ذلك النفق الغربي، وأكتفي هنا فقط بالإشارة إلى نموذجين أتيا من خارج رجال كهنوت الأكاديمية الطبية:
النموذج الأول: عبارة عن ملاحظات لطبيب أخصائي في الأمراض الجلدية، فكر بطريقة مختلفة، ولاقى نجاحًا في تجاربه، ووثق ملاحظاته تلك بطريقة جيدة وطالب رجال الكهنوت فقط بأن يجربوا طريقته بالأسلوب العلمي المعتمد، ولكنه لم يلق إلا التهديد والوعيد بالويل والثبور وعظائم الأمور، واقرءوا إن شئتم ما نشر بتحقيقات صحيفة الأهرام القاهرية في عدديها الصادرين في 12 و21سبتمبر1998 تحت عنوان: الماء الساخن لعلاج السرطان وأمراض الكبد، والماء الساخن علاج أم خديعة.
النموذج الثاني: نموذج لتجربة ممرضة كندية تدعي Rene Caisse في العلاج بتوليفة من الأعشاب بعد أن كفرت بالنمط العلاجي في بلادها، واقرءوا إن شئتم عنها في مقال للدكتور إسماعيل عبد الجليل الباحث بمعهد علوم الصحراء في مقاله المنشور بالأهرام أيضا بتاريخ 20 يونيو 1998 وهو الأمر الذي أكدته مريضة مصرية من خلال تجربتها الشخصية مع المرض في رسالة تالية للصحيفة نفسها.
العلاج الجيني الصيني لحالات السرطان:
يلعب العامل المورث "بي 53" والذي اكتشف قبل ثلاثين عاما دورا حيويا في الحفاظ على سلامة الجسم بأن يدفع الخلايا التالفة إلى الانتحار أو تدمير نفسها أو بمنعها من الانقسام أثناء عملية الإصلاح الحيوية في الجسم، ويكون العامل المورث "بي 53" في نصف حالات الإصابة بالسرطان إما تالفا أو خاملا، مما يطلق العنان للخلايا التالفة لتواصل انقسامها وتكون السرطان.واستخدم العلماء في هذه الدراسة سمك الزرد لأنه يحاكي البشر من حيث وجود العامل المورث "بي 53" فيه، وبخدعة وراثية استطاع العلماء تحويل لون سمك الزرد إلى الأخضر عندما يكون العامل المورث ناشطا، وذلك لاكتشاف الطريقة التي ينظم بها، ووجد هؤلاء أن "بي 53" لا يكون بروتين 53 فحسب بل وبروتينا آخر يدعى أيسوفورم والذي هو تنويعة للبروتين "بي 53" المعروف ويشكل زر تشغيل له، وتستطيع السمكة عادة تحمل التعرض لجرعات صغيرة من الإشعاع والذي يسبب إتلاف الحمض النووي لأن العامل المورث يبادر إلى إصلاح ذلك التلف الذي تسبب فيه الإشعاع، إلا أن عملية الإصلاح هذه لا تحدث في السمكة التي تفتقد الآيسوفورم، وتموت السمكة بعد التعرض للإشعاع، ويرى العلماء أن هذا يثبت أن زر التشغيل يلعب دورا حيويا في تمكين "بي 53" من القيام بعملية الإصلاح المنوط بها.ويقول بروفيسور دافيد لين رئيس فريق البحث "إن عامل "بي 53" هام جدا في تفسير الوسيلة التي تقوم بها عدة طرق لعلاج السرطان بقتل الخلايا، لأن العلاج بالأشعة والعلاج الكيماوي يعمل عن طريق دفع الخلايا لإتلاف نفسها كرد على إتلاف الحمض النووي، ويضيف "وبالتالي فإن زيادة فهم كيفية ضبط هذا العامل المورث في الخلايا أمر هام جدا في العثور على سبل الحيلولة دون تحول خلايا الجسم إلى خلايا سرطانية.
وما يُحاول الأطباء الصينيون القيام به من خلال حقن هذا الجين داخل الجسم، هو بالضبط إعادة إدخال هذا الجين من نوع «بي 53» إلى داخل نواة الخلايا السرطانية. وما أن يتم وجود الجين داخل الخلية حتى تنشط عملية انتحار الخلية السرطانية تلك، أي أن الصينيين يقومون عبر وسيلتهم العلاجية الجينية هذه بنشر محفزات تدفع الخلايا السرطانية نحو الإقدام على الانتحار، لأن هذا الجين يعمل على إعادة برمجة «مدة حياة الخلية السرطانية»، وبالتالي فإن وجوده داخل الخلية السرطانية يُعجل في حثها على قتل نفسها.
وأبدت الحكومة الصينية منذ نهايات عام 2003 ترحيبها باستخدام الأطباء لهذا العلاج الجيني في حالات السرطان، والمُسمى عقار جينديسن، وذلك حينما ظهرت النتائج المشجعة لتلقي المرضى له، وخاصة في سرطانات العنق والرأس التي قامت بها شركة شينزهين سيبيونو للتقنية العامة بالصين. وحصلت الشركة بموجبها آنذاك على موافقة إدارة الغذاء والدواء الصينية في إنتاج أول علاج جيني يحتوي على جين «بي 53» المكون بطريقة التشكيل الجيني غير الموجود في خلايا الأصل، أو ما يُسمى باللغة الإنجليزية recombinant Ad-p53 gene therapy وقال آنذاك الدكتور زهاوهيو بينغ، رئيس قسم الأبحاث في الشركة الصينية تلك، إن لدينا نتائج خمس سنوات من التجارب العلمية الطبية حول استخدام هذا العقار الجيني، والتي أكدت فاعليته وأمان استخدامه. والأثر السلبي الوحيد الذي رصدناه، على حد قوله، كان ارتفاعا آنيا في حرارة الجسم يزول لاحقاً مع الوقت دونما حاجة لأي تدخل طبي. وأضاف ان كلفة الأبحاث كانت حوالي 10 ملايين دولار أميركي.
وتبلغ كلفة معالجة الشخص الواحد بهذا العلاج الجيني لمدة شهرين حوالي 20 ألف دولار.
وعرض بعضاً من النتائج حيث قال إن استخدام برنامج علاجي مكون من العلاج بالأشعة النووية والحقن الأسبوعية للعلاج الجيني لمدة ثمانية أسابيع أدى إلى تراجع تام لدى 64% من حالات متقدمة من سرطان الخلايا الحرشفية التي تصيب العنق أو الرأس l******e-stage head and neck squamous cell carcinoma، وحوالي 32% من الحالات كان التراجع السرطاني جزئياً فيها.
الخميس أكتوبر 31, 2013 11:15 pm من طرف ستيفن هوبكنك
» رمضان مبارك
الإثنين يوليو 30, 2012 3:32 pm من طرف طالبة الفيزياء
» اقتراح للادارة !!
الثلاثاء يوليو 03, 2012 4:31 pm من طرف زهرة العلوم
» سلام خاص الى استاذي الغالي
الإثنين يوليو 02, 2012 4:12 pm من طرف زهرة العلوم
» نظائر الكلور
الإثنين يوليو 02, 2012 4:08 pm من طرف زهرة العلوم
» الصداقة الحقيقية
الإثنين يوليو 02, 2012 4:06 pm من طرف زهرة العلوم
» الابتسامة وفوائدها
الإثنين يوليو 02, 2012 3:58 pm من طرف زهرة العلوم
» العمليات الكيميائية لاستخلاص غاز الكلور
الإثنين يوليو 02, 2012 3:55 pm من طرف زهرة العلوم
» هل تعلم
الإثنين يوليو 02, 2012 3:45 pm من طرف زهرة العلوم