مدخل إلى ترتيب القرآن :
من المعلوم أن عدد سور القرآن 114 سورة وأنها جاءت في مجموعتين :
29 سورة افتتحت بحروف هجائية نحو : ألم . حم . ن . ق ..
85 سورة خلت أوائلها من مثل تلك الحروف . هذا العدد يساوي 5 × 17 .
هذه الملاحظة والتي لا تخفي على أحد مدخل مهم للكشف عن كثير من أسرار الترتيب القرآني . ومن تلك الأسرار ظاهرة ترتيب سورة الطارق .
لماذا سورة الطارق :
بشيء من التدبر يمكننا أن نلاحظ ارتباط سورة الطارق بالعددين 29 و 17 . فهي السورة الوحيدة بين سور القرآن المؤلفة من 17 آية ، وهي السورة التي تتوسط سور النصف الثاني من القرآن ( السور السبع والخمسون الأخيرة في ترتيب المصحف ) ، أي أنها السورة رقم 29 بهذا الاعتبار .
عدد آيات سورة الطارق :
عدد آيات سورة الطارق 17 آية ، ورقم ترتيبها في المصحف 86 .فهل هي مصادفة أن يكون عدد آياتها 17 وليس 16 مثلا ؟ وهل هي مصادفة أن يكون ترتيبها في الموقع الذي يتوسط سور النصف الثاني من القرآن ؟
( سور النصف الثاني : هي السور السبع والخمسون الأخيرة في ترتيب المصحف )
موقع مميز لسورة الطارق :
تتوسط سورة الطارق سور النصف الثاني من القرآن ، هذا الموقع يجعلها تحتل موقعا مميزا بين هذه السور:
عدد السور قبلها 28 سورة ( من سورة المجادلة إلى سورة البروج ).
عدد السور بعدها 28 سورة ( من سورة الأعلى إلى سورة الناس ) .
بهذا الاعتبار فهي السورة رقم 29 أنى نظرت إليها ، ابتداء من سورة المجادلة أو من سورة الناس . ما وجه الإعجاز هنا ؟
للإجابة على هذا السؤال علينا أن نعد جدولا بسور النصف الثاني من القرآن يوضح لنا أعداد الآيات في هذه السور متخذين من العدد 17 عدد آيات سورة الطارق محورا للقياس .
قليلا من التأمل في الجدول الذي أعددناه سنكتشف رائعة من روائع القرآن في ترتيب سوره وآياته ، وهي :
من روائع الترتيب القرآني :
لقد جاءت السور الـ 28 المرتبة قبل سورة الطارق :
6 سور عدد الآيات في كل منها أقل من 17 آية .
22 سورة عدد الآيات في كل منها أكثر من 17 آية .
وجاءت السور الـ 28 المرتبة بعد سورة الطارق :
6 سور عدد الآيات في كل منها أكثر من 17 آية .
22 سورة عدد الآيات في كل منها أقل من 17 آية .
( لاحظوا الترتيب : 6 و 22 : 22 و 6 )
مجموعتان من السور متماثلتان عدديا :
إن من السهل أن نستنتج هنا أن سور النصف الثاني من القرآن – غير سورة الطارق محور الترتيب - مجموعتان :
عدد السور التي عدد الآيات في كل منها أكثر من 17 آية ( عدد آيات سورة الطارق ) هو : 28 ، كما أن عدد السور التي عدد الآيات في كل منها أقل من 17 آية هو : 28 أيضا .
إن ما نشاهده هنا يدل على أن هذه السور قد جاءت من أعداد محسوبة من الآيات , ورتبت في مواقع مخصوصة لتشكل في النهاية نظاما في غاية الإحكام والإتقان ، نظام يشير إلى مصدر القرآن وينأى به عن الشبهات .
هل هناك من تفسير آخر ؟
( هذا النظام هنا هو أحد الأنظمة الداخلية ، أي أن سور النصف الثاني تخضع لنظام داخلي خاص بها ، لكنها في الوقت نفسه تخضع للأنظمة العامة التي يشمل كل منها جميع سور القرآن ، نحو نظام التجانس والنظام العددي .. هذا النسيج الرقمي يجعل محاكاة الترتيب القرآني أمرا مستحيلا ..) .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا :
هل كان الصحابة يعرفون شيئا عن هذه العلاقات ؟ فرتبوا هذه السور على أساسها ؟
ولعله من الواضح أن زيادة أو نقصان آية في أي سورة هنا ، سيخل بهذا النظام المحكم . والسؤال: ما السر أن هذه السور قد وصلتنا بهذه الأعداد وبهذا الترتيب ؟ هل هي مصادفة ؟ لقد كان كافيا أي زيادة أو نقصان ليختفي هذا التوازن ، فلماذا لم تتدخل المصادفة وتحدث هذه الزيادة المفترضة ؟ أليس في هذا ما يؤكد أن القرآن محفوظ بتعهد من الله ؟
الاختلاف في العدد :
هذه العلاقة تؤكد أن عدد آيات سورة الطارق هو 17 وليس 16 ، وأن العدد 17 هو محور العلاقة الرياضية بين سور النصف الثاني .كل ذلك حسب ما هو معتبر في مصحف المدينة النبوية . بعض من يجادلونني يحتجون بأن عدد آيات سورة الطارق في رواية أخرى ليست 17 وإنما 16 .. ويستدلون بذلك على فساد ما قلناه ، والحقيقة أن ما قلناه هو الصواب واستدلالهم هو الخطأ بعينه ؟ وسؤالنا لهم : هل كان عدد آيات سورة الطارق 16 آية وتدخلت المصادفة فجعلته 17 لينشأ عن ذلك هذا الإحكام ؟
نحن لم نتدخل في ترتيب هذه السور ولا في أعداد آياتها ، لقد وجدناها على هذا النحو من إحكام الترتيب ، فهل جاء هذا الإحكام بطريق الخطأ ونريد أن نصححه ؟
مشكلة حل الاختلاف في أعداد الآيات في بعض سور القرآن بين رواية وأخرى لا يكون برفض واقع ثابت ملموس في مصحف المدينة النبوية ..
قد يكون في تلك الأعداد الأخرى نظام آخر، ينتج عنه تعدد في الإعجاز ، وهذا مرهون بإجراء دراسة لتلك الأعداد .. ولعلنا نصل في النهاية إلى أن كل تلك الأعداد صحيحة باعتبار ضوابط العد فيها ..
السر في العددين 22 و 6 :
لنعد الآن ونتدبر ترتيب سور النصف الثاني من القرآن . إنها السور السبع والخمسون الأخيرة في ترتيب المصحف . ( المجادلة – الناس ) .
نلاحظ أن أولها سورة المجادلة المؤلفة من 22 آية ، وآخرها سورة الناس المؤلفة من 6 آيات .
هل هذه مصادفة ؟ أم هو الدليل المخزن بصورة في غاية الوضوح على نظام الترتيب القرآني في هذه السور.
الخميس أكتوبر 31, 2013 11:15 pm من طرف ستيفن هوبكنك
» رمضان مبارك
الإثنين يوليو 30, 2012 3:32 pm من طرف طالبة الفيزياء
» اقتراح للادارة !!
الثلاثاء يوليو 03, 2012 4:31 pm من طرف زهرة العلوم
» سلام خاص الى استاذي الغالي
الإثنين يوليو 02, 2012 4:12 pm من طرف زهرة العلوم
» نظائر الكلور
الإثنين يوليو 02, 2012 4:08 pm من طرف زهرة العلوم
» الصداقة الحقيقية
الإثنين يوليو 02, 2012 4:06 pm من طرف زهرة العلوم
» الابتسامة وفوائدها
الإثنين يوليو 02, 2012 3:58 pm من طرف زهرة العلوم
» العمليات الكيميائية لاستخلاص غاز الكلور
الإثنين يوليو 02, 2012 3:55 pm من طرف زهرة العلوم
» هل تعلم
الإثنين يوليو 02, 2012 3:45 pm من طرف زهرة العلوم