[center]
لماذا لا نقرأ ؟؟؟. ..
يحدثني قلبي كي أسمع إلى همس عقلي، وتدفعني نفسي لاتباع جرة قلمي لصياغة كلمات.. من باب الفضفضة.. أنه لاشك في أن التثقيف الذاتي له أبلغ الأثر في توسيع مدارك الفرد، لأنه يمس حياته مباشرة وهو أكبر مدرسة مجانية فيها الاستفادة والنصح والموعظة. في قصة ألبير كامو «الطاعون» يمكننا استخلاص حقيقة أساسية أراد أن يقرها وهي أن المعاناة أحسن معلم، ونفهم من ذلك أن أثر الأحداث المفرحة يزول سريعًا، وأن لحظات الشعور بالسرور تمر كشهب خاطف، على العكس من الأحداث الأليمة فهي تستقر في عمق الذاكرة و تسهم بنصيب كبير في تحديد بناء الشخصية وكذا طبيعتها كما لا تفعل أحسن الكتب و الروايات. الواقع في عصرنا الحديث وفي ظل طفرة تكنولوجيا الاتصالات يضعنا - في الحقيقة - كبارًا وصغارًا في مهب الريح بين خيرها و شرها، نحن مطوقون بآلاف القنوات الفضائية على استقبال عشرات الضيوف الفضائية منها الثقيلة التي يبدو أن أخذ الحيطة والحذر منها أكثر من واجب لطابعها الضار والهدام، ومنها ما يمكن تقبله والترحيب به، ويبقى التعليم الجيد والوعي الناضج والخبرات الحياتية المكتسبة خير الوسائل لتحصين العقل والنفس ولسد الثغرات في دفاعاتنا كي نبقى قادرين على صنع القرار بأنفسنا ولأنفسنا بين ما يجب أخذه وما يجب نبذه.
إن أهمية العلم تبقى قائمة مدى الدهر، واعتباره أساسًا لحياتنا وشرطًا لتقدم الشعوب ومعيارًا للحكم على درجة رقي وتطور الأمم .. فضيلة وضرورة، ولكن هذه القناعة يعتريها أحيانًا بعض الارتباك لأن مسألة الاستفادة من الاكتشافات العلمية والإنجازات التكنولوجية أصبحت لا ترتبط ارتباطها الوثيق والمفروض أن يكون بالقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية، ناهيك عن اهتزاز هذه القيم واختلاف هذه المبادئ في نفوس البشر، فبذلك تشكل للعلم رأسان حادان كلاهما ماض في حكمه خيرًا أو شرًا، والفارق هو درجة القرب أو البعد عن الأخلاق في المجال العملي والتطبيقي. إذا كان طلب العلم والحرص على اتباعه من أوجب الواجبات فإن ذات هذا الواجب يلقي علينا مسؤولية اختيار نوع هذا العلم لأنه سيترتب على هذا الاختيار طبيعة وآفاق المعارف التي سنكتسبها والتي ستشكل فيما بعد إطار حياتنا وتحدد مكانتنا في الوجود، بل مصائرنا.
يختلف الزمان وتختلف أيضًا معطيات الحياة وتتباين كثيرًا المفاهيم جديدها عن قديمها كما تتنوع الأهداف ووسائل تحقيقها وبديهي أن تتغير مضامين العلم وأساليب التعليم وطرق تلقي العلم، العلم هذه الهبة الإلهية العظيمة تقابلها نعمة العقل بقدراته الخارقة وملكاته العظيمة وبذلك تكتمل المعادلة ويتحقق التفاعل لفتح الأبواب المغلقة والانطلاق إلى آفاق عالية من الرقي الإنساني، العلم قديمًا أضاء بوهجه السراديب المظلمة فكان درب هداية للنفوس الضالة من ظلمات الجهل، أخرج الإنسان من متاهات الحيرة و اليأس إلى هدى اليقين والأمل، وارتقى بالروح إلى الشفافية بالتأمل في هذا الكون والتفكير في طبيعة الكائنات وحقيقة الوجود وصولاً إلى تعظيم قدرة الخالق سبحانه وتعالى بديع السماوات والأرض ، وفي عصرنا الحديث يمثل العلم عقيدة راسخة والحديث عن عدم الأخذ به في كل مجالات الحياة أصبح أمرًا يثير الضحك و الاستغراب، أما التقصير في تحصيله فهذا ما يثير الشفقة، والعزوف الكلي عنه يعد جنونًا واستقالة مبكرة من الحياة فضلاً عن كونه مخالفة للأمر الرباني «اقــرأ» ذلك أن المولى عز و جل هو الأعلم بمخلوقه وبما يفيده لذا أنعم عليه بكل ما يؤهله لإعمار الكون ..إنه العقل مفتاح جميع المعضلات وحل المشكلات والتفسير الوافي للمبهمات، ويتساوى في حق تحصيله الأسود مع الأبيض، الضعيف مع القوي، الغني مع الفقير، فكلهم في محراب العلم سواء والمعيار الأساسي هو القدرة على التحصيل والصبر عليه ومستوى الذكاء.. وهي ملكات و مهارات تحتاج دومًا إلى تنمية و تدريب للرقي بمستوياتها، ولاشك أن القراءة هي أولى وسائل ذلك لما لها من عميق الأثر وعظيم الفائدة في تطوير قدرات القارئ اللغوية والأسلوبية بالإضافة إلى المساهمة في توسيع المدارك وامتلاك مهارات التحليل والمقارنة والتلخيص والاستنتاج، والحكم، إلى جانب تقوية الذاكرة واكتساب رصيد هائل من المفردات والعبارات تؤهل للتمتع بفن الخطابة والتعبير الدقيق عن طبيعة ما يشاهد وما يحدث، وصولاً إلى حسن صياغة المذكرات ودقة إعداد التقارير وتدوين الإنجازات العلمية والمعرفية بالشكل الصحيح. نعــم القراءة تمنح المرء حالة من التميز و تضفي على سلوكه الوعي والاتزان والنضج طالما التزم بمفهوم ديمومة المعرفة كعملية مستمرة لا ينبغي لها أن تتوقف طالما بقي الإنسان، لأن حياة الإنسان تتغذى وتتطور بالجديد و المفيد الذي يرقى بالمعاني والمفاهيم، وهنا أتوقف لأفضفض فضفضة يعتصرها الألم وأسأل إذا كان للعلم والقراءة هذه المكانة والفائدة، وإذا كنا جميعًا نعرف قيمة العلم دينيًا و دنيويًا، فلماذا لا نقرأ؟ لماذا تبقى نسبة الأمية في المجتمعات العربية والإسلامية مرتفعة، وإلى متى؟ لماذا نواجه أزمة قراءة، وأزمة كتاب، وأزمة مناهج، و أزمة تكوين و .. و..؟ هذه الأزمات واقع حقيقي وملموس لا سبيل لنكرانه أو ادعاء خلافة، وإلا كنا ضحايا كارثة مضاعفة مرات ومرات، هذه الفضفضة لا تنطلق من فراغ فالشواهد حولنا وأيضًا فيما بيننا تؤكد وجود بؤر لتعلم «الشر» وانتشار محاضن ترعى الفساد، وأبناؤنا بين عجز المنظومات وتقصير النظم يبقون هم الضحايا، ولكن مع ذلك ولعدم توجيه الاتهام بإثارة التهويل عمدًا ومن أجل إقرار الحق و مراعاة العدل نذكر بكل اعتزاز وفخر جهود نخبة من علمائنا ومثقفينا حفظوا خلال حقب متعاقبة ماء وجه أمة «اقرأ» وأسهموا في تطوير الفكر الإنساني فكانوا شموعًا أضاءت سبل المعرفة، وعلامات بارزة في مختلف مجالات الحياة، والأمل أن تبقى للسلسلة حلقاتها مترابطة من أجل غد أفضل ومستقبل أشرق ...
لماذا لا نقرأ ؟؟؟. ..
يحدثني قلبي كي أسمع إلى همس عقلي، وتدفعني نفسي لاتباع جرة قلمي لصياغة كلمات.. من باب الفضفضة.. أنه لاشك في أن التثقيف الذاتي له أبلغ الأثر في توسيع مدارك الفرد، لأنه يمس حياته مباشرة وهو أكبر مدرسة مجانية فيها الاستفادة والنصح والموعظة. في قصة ألبير كامو «الطاعون» يمكننا استخلاص حقيقة أساسية أراد أن يقرها وهي أن المعاناة أحسن معلم، ونفهم من ذلك أن أثر الأحداث المفرحة يزول سريعًا، وأن لحظات الشعور بالسرور تمر كشهب خاطف، على العكس من الأحداث الأليمة فهي تستقر في عمق الذاكرة و تسهم بنصيب كبير في تحديد بناء الشخصية وكذا طبيعتها كما لا تفعل أحسن الكتب و الروايات. الواقع في عصرنا الحديث وفي ظل طفرة تكنولوجيا الاتصالات يضعنا - في الحقيقة - كبارًا وصغارًا في مهب الريح بين خيرها و شرها، نحن مطوقون بآلاف القنوات الفضائية على استقبال عشرات الضيوف الفضائية منها الثقيلة التي يبدو أن أخذ الحيطة والحذر منها أكثر من واجب لطابعها الضار والهدام، ومنها ما يمكن تقبله والترحيب به، ويبقى التعليم الجيد والوعي الناضج والخبرات الحياتية المكتسبة خير الوسائل لتحصين العقل والنفس ولسد الثغرات في دفاعاتنا كي نبقى قادرين على صنع القرار بأنفسنا ولأنفسنا بين ما يجب أخذه وما يجب نبذه.
إن أهمية العلم تبقى قائمة مدى الدهر، واعتباره أساسًا لحياتنا وشرطًا لتقدم الشعوب ومعيارًا للحكم على درجة رقي وتطور الأمم .. فضيلة وضرورة، ولكن هذه القناعة يعتريها أحيانًا بعض الارتباك لأن مسألة الاستفادة من الاكتشافات العلمية والإنجازات التكنولوجية أصبحت لا ترتبط ارتباطها الوثيق والمفروض أن يكون بالقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية، ناهيك عن اهتزاز هذه القيم واختلاف هذه المبادئ في نفوس البشر، فبذلك تشكل للعلم رأسان حادان كلاهما ماض في حكمه خيرًا أو شرًا، والفارق هو درجة القرب أو البعد عن الأخلاق في المجال العملي والتطبيقي. إذا كان طلب العلم والحرص على اتباعه من أوجب الواجبات فإن ذات هذا الواجب يلقي علينا مسؤولية اختيار نوع هذا العلم لأنه سيترتب على هذا الاختيار طبيعة وآفاق المعارف التي سنكتسبها والتي ستشكل فيما بعد إطار حياتنا وتحدد مكانتنا في الوجود، بل مصائرنا.
يختلف الزمان وتختلف أيضًا معطيات الحياة وتتباين كثيرًا المفاهيم جديدها عن قديمها كما تتنوع الأهداف ووسائل تحقيقها وبديهي أن تتغير مضامين العلم وأساليب التعليم وطرق تلقي العلم، العلم هذه الهبة الإلهية العظيمة تقابلها نعمة العقل بقدراته الخارقة وملكاته العظيمة وبذلك تكتمل المعادلة ويتحقق التفاعل لفتح الأبواب المغلقة والانطلاق إلى آفاق عالية من الرقي الإنساني، العلم قديمًا أضاء بوهجه السراديب المظلمة فكان درب هداية للنفوس الضالة من ظلمات الجهل، أخرج الإنسان من متاهات الحيرة و اليأس إلى هدى اليقين والأمل، وارتقى بالروح إلى الشفافية بالتأمل في هذا الكون والتفكير في طبيعة الكائنات وحقيقة الوجود وصولاً إلى تعظيم قدرة الخالق سبحانه وتعالى بديع السماوات والأرض ، وفي عصرنا الحديث يمثل العلم عقيدة راسخة والحديث عن عدم الأخذ به في كل مجالات الحياة أصبح أمرًا يثير الضحك و الاستغراب، أما التقصير في تحصيله فهذا ما يثير الشفقة، والعزوف الكلي عنه يعد جنونًا واستقالة مبكرة من الحياة فضلاً عن كونه مخالفة للأمر الرباني «اقــرأ» ذلك أن المولى عز و جل هو الأعلم بمخلوقه وبما يفيده لذا أنعم عليه بكل ما يؤهله لإعمار الكون ..إنه العقل مفتاح جميع المعضلات وحل المشكلات والتفسير الوافي للمبهمات، ويتساوى في حق تحصيله الأسود مع الأبيض، الضعيف مع القوي، الغني مع الفقير، فكلهم في محراب العلم سواء والمعيار الأساسي هو القدرة على التحصيل والصبر عليه ومستوى الذكاء.. وهي ملكات و مهارات تحتاج دومًا إلى تنمية و تدريب للرقي بمستوياتها، ولاشك أن القراءة هي أولى وسائل ذلك لما لها من عميق الأثر وعظيم الفائدة في تطوير قدرات القارئ اللغوية والأسلوبية بالإضافة إلى المساهمة في توسيع المدارك وامتلاك مهارات التحليل والمقارنة والتلخيص والاستنتاج، والحكم، إلى جانب تقوية الذاكرة واكتساب رصيد هائل من المفردات والعبارات تؤهل للتمتع بفن الخطابة والتعبير الدقيق عن طبيعة ما يشاهد وما يحدث، وصولاً إلى حسن صياغة المذكرات ودقة إعداد التقارير وتدوين الإنجازات العلمية والمعرفية بالشكل الصحيح. نعــم القراءة تمنح المرء حالة من التميز و تضفي على سلوكه الوعي والاتزان والنضج طالما التزم بمفهوم ديمومة المعرفة كعملية مستمرة لا ينبغي لها أن تتوقف طالما بقي الإنسان، لأن حياة الإنسان تتغذى وتتطور بالجديد و المفيد الذي يرقى بالمعاني والمفاهيم، وهنا أتوقف لأفضفض فضفضة يعتصرها الألم وأسأل إذا كان للعلم والقراءة هذه المكانة والفائدة، وإذا كنا جميعًا نعرف قيمة العلم دينيًا و دنيويًا، فلماذا لا نقرأ؟ لماذا تبقى نسبة الأمية في المجتمعات العربية والإسلامية مرتفعة، وإلى متى؟ لماذا نواجه أزمة قراءة، وأزمة كتاب، وأزمة مناهج، و أزمة تكوين و .. و..؟ هذه الأزمات واقع حقيقي وملموس لا سبيل لنكرانه أو ادعاء خلافة، وإلا كنا ضحايا كارثة مضاعفة مرات ومرات، هذه الفضفضة لا تنطلق من فراغ فالشواهد حولنا وأيضًا فيما بيننا تؤكد وجود بؤر لتعلم «الشر» وانتشار محاضن ترعى الفساد، وأبناؤنا بين عجز المنظومات وتقصير النظم يبقون هم الضحايا، ولكن مع ذلك ولعدم توجيه الاتهام بإثارة التهويل عمدًا ومن أجل إقرار الحق و مراعاة العدل نذكر بكل اعتزاز وفخر جهود نخبة من علمائنا ومثقفينا حفظوا خلال حقب متعاقبة ماء وجه أمة «اقرأ» وأسهموا في تطوير الفكر الإنساني فكانوا شموعًا أضاءت سبل المعرفة، وعلامات بارزة في مختلف مجالات الحياة، والأمل أن تبقى للسلسلة حلقاتها مترابطة من أجل غد أفضل ومستقبل أشرق ...
الخميس أكتوبر 31, 2013 11:15 pm من طرف ستيفن هوبكنك
» رمضان مبارك
الإثنين يوليو 30, 2012 3:32 pm من طرف طالبة الفيزياء
» اقتراح للادارة !!
الثلاثاء يوليو 03, 2012 4:31 pm من طرف زهرة العلوم
» سلام خاص الى استاذي الغالي
الإثنين يوليو 02, 2012 4:12 pm من طرف زهرة العلوم
» نظائر الكلور
الإثنين يوليو 02, 2012 4:08 pm من طرف زهرة العلوم
» الصداقة الحقيقية
الإثنين يوليو 02, 2012 4:06 pm من طرف زهرة العلوم
» الابتسامة وفوائدها
الإثنين يوليو 02, 2012 3:58 pm من طرف زهرة العلوم
» العمليات الكيميائية لاستخلاص غاز الكلور
الإثنين يوليو 02, 2012 3:55 pm من طرف زهرة العلوم
» هل تعلم
الإثنين يوليو 02, 2012 3:45 pm من طرف زهرة العلوم