ليست جمعية خيرية – الجزء الأول
مع جاسم سلطان ومشروع النهضة : السياسة ليست جمعية خيرية – الجزء الأول
Submitted by فهد الحازمي on ثلاثاء, 03/02/2010 - 09:47
in
· فهم الواقع
حقاً .. السياسة ليست جمعية خيرية، هذا ما أدركته فعلاً حينما خرجت من دورة عن فهم الواقع من تقديم الدكتور جاسم سلطان، حيث قدم لنا “مالا يسع القائد جهله” -حد تعبيره- من علم السياسة المحلية والدولية والاقتصاد الحديث.
الدكتور جاسم لا يملك في جعبته لهذا المشروع سوى أدوات التفكير والفهم للمستقبل، وكثيراً ما يردد في الدورة أنه لا يقدم لنا سوى الأدوات ولا يكترث لاستخدامنا لها لأنه يعود لنا بالدرجة الأولى، غايته ومراده، هي أن نفكر بأدوات فعالة، ونمتلك عقلية جديدة بدلاً عن التي يملكها “القوم” والتي قد بال عليها الدهر وما زال يشرب منها إلى يومنا هذا!
حينما بدأت الدورة، شعرت بأني كالمغفل الذي لتوه استيقظ من النوم، وقام الدكتور جاسم بسكب جالون من الماء البارد في وجهي لكي أرى وأفهم! عرفت بعد هذه الدورة كم كنا بسطاء وساذجين في تفكيرنا وتناولنا للأحداث الداخلية والخارجية! بل ساذجين جداً!
هذه الدورة تأتي كإحدى حزم أدوات القادة لمشروع النهضة، وقد أجريت في قاعة برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب بالدمام في الفترة من 24-25 فبراير
الدكتور جاسم سلطان سبق وأن زار المنطقة الشرقية ليقدم الحزمة الأولى من مشروع النهضة، وقد كتبت آنذاك تغطية متواضعة للدورة، أفضل أن تعود لها لتتعرف أكثر على مشروع النهضة وعلى دعائمه الفلسفية الأساسية.
في الحقيقة أنا سعيد جداً بحضور هذه الدورة، فبالإضافة إلى المادة العلمية، فقد تعرفت فيها على شخصيات نوعية كثيرة أسعد بالحديث معها حقاً.
لن أطيل عليكم بمقدمة رتيبة، أدناه تجدون ملخص متواضع لما ورد في الدورة مع الشكر للاخ وليد الخضيري على دعمه ومساندته، وللمصور يوسف الحمودي على الصورة الرائعة أعلاه، وأشير قبل أن تخوضوا في التلخيص بأنه لا يمثل الدورة بكاملها، بل سيكون هناك جزء ثان قريباً. كما أؤكد على أن محتوى الدورة يمثل “ما لا يسع القائد جهله” فحسب ، والدكتور جاسم ليس متخصصا في السياسة ولا في الاقتصاد.
والآن، انطلقوا على بركة الله ..
***
فهم الواقع والذكاء القيادي
* بداية هناك أربعة مواضيع للدورة :
- الوعاء المعرفي الغير مُفكر فيه
- التفكير الاستراتيجي
- السياسية المحلية والدولية
- الاقتصاد العالمي
***
أولاً : التفكير الاستراتيجي.
* لكي نبدأ الدورة، لنستعرض أولاً بعض الدروس الاستراتيجية من قصة مؤتة :
وكبداية يجب أن نفرق بين التخطيط والتفكير الأستراتيجي ، فالتفكير الاستراتيجي أعم وأعمق من التخطيط الاستراتيجي.
* هناك الكثير من الدروس من قصة مؤتة ، وما يهمنا منها هنا هو التفكير الاستراتيجي المستخدم في قصة مؤتة، فقد قام خالد بعدة خطوات للتفكير الاستراتيجي ليسجل ذلك الانسحاب الذكي جداً، وهي على النحو التالي:
أولاً: تقدير الموقف وقراءة الواقع قراءة فاحصة : قدر خالد الموقف من ناحية العديد من الأمور، مثلاً العدد، الروح المعنوية، المآلات، أرض المعركة، الإمداد، وهكذا، ولا شك أنه أدرك أن المسلمين في وضع حرج جداً في كل هذه الأمور.
ثانياً: تحديد الاختيارات المتاحة عن طريق ما يسمى بسلم الأهدف، وهذه الطريقة مهمة جداً في التفكير الاستراتيجي، فلو تخيلنا مثلاً سلم متدرج يبدأ رأسه من الخيار المثالي والمرغوب “القتال للنصر” وينتهي قاعه بأسوأ خيار يمكن أن يحصل وهو “الاستسلام بدون شروط” وبينهما درجات كثيرة، يمكن أن تُملأ بالاحتمالات المتاحة تدرجاً من الأفضل والأكثر مثالية إلى الأسوأ، وهذا كان أحد التمارين في الدورة،
مثلاً:
الأفضل: القتال للنصر
القتال حتى الاستشهاد
الانسحاب المنظم
الانسحاب العشوائي
الاستسلام بشروط
الأسوأ: الاستسلام بدون شروط
أدرك خالد من خلال إعادة النظر في تقدير الموقف، ومن خلال استدعاء النصوص ، أن الانسحاب المنظم سيكون أفضل الخيارات. ومن هنا دخل في المرحلة الثالثة من التفكير الاستراتيجي،
ثالثاً: كيف؟ (الاستراتيجية) ، وقد عمد خالد هنا إلى على عدد كبير من التحركات التي عرفنا من خلالها غرضه الأساسي، فقد قام بالتالي:
- تغيير موقع القوات
- تجديد الرايات
- تغيير الملابس لمن يمكنه فعل ذلك
- تغيير أماكن الخيالة فوق التلال لإثارة الغبار
- الانسحاب إلى المضائق حول الموقع
- البدء بالهجوم
و يتضج جلياً أن الغرض الرئيسي من كل هذا هو ما يسمى بالتضليل الاستراتيجي،
رابعاً : وضع تفصيلات المشهد: ومن هنا تبدأ عملية إعطاء التعليمات للمجاهدين المسلمين،
خامساً : روعة التنفيذ.
* قبل عملية التطبيق الفعلي للخطة، وفي أثناء صياغة سلم الأهداف، قد ينشأ سؤال وتنشأ بعدها عملية خطيرة ومظللة للغاية، وهي ما يسمى باستدعاء الايديولوجيا أو استدعاء النصوص.
كان أحد التمارين في الدورة، أن نتخيل أنفسنا في خيمة خالد وهو يهم باتخاذ القرار، وهو يسأل أيهما أفضل هل نواصل المعركة أم ننسحب؟ وكان من هنا علينا ان نكتب أدلة ونصوص لكلا الطرفين، وفعلاً خرجنا بنصوص كثيرة جداً يمكن أن تدعم كلا الرأيين ، فمثلاً :
* للمواصلة : “كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة” “هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين” “وما رميت إذ رميت” “وما النصر إلا من عند الله” “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً” … الخ، كمية كبيرة جداً من الأدلة الداعمة للمواصلة يمكن استدعاءها في هذا الموقف والتي ستكون نتيجتها المنطقية هي فناء القوات الإسلامية على يد الرومان حيث كان فارق العدد سبعين روماني لكل مسلم.
* للانسحاب : “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة” “الحرب خدعة” “لا يكلف الله نفساً إلا وسعها” “إن يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين … ” حيث كانت النسبة هنا ٢:١ وليست ١:٧٠ كما في حال مؤتة! … وغيرها من الأدلة التي تم استحضارها في الدورة..
وبالتالي، كيف على خالد أن يختار بين هذين الموقفين ؟ ولكل موقف نصوص تدعم رأيه ؟
هنا يأتي دور التفكير الذي يرى الواقع بموضوعية، ففضاء النصوص واسع جداً لكل موقف يمكن أن تتخذه وتتأوله. تاريخياً انسحاب معركة مؤتة كان حدثاً تاريخياً، إذ لولاه لما توسع المسلمون في الفتوحات الإسلامية، ولفقد المسلمون كتلة بشرية هائلة يمكن أن تقاتل في الدين مستقبلاً.
كسب أو خسارة المعركة لا تعني أبداً كسب أو خسارة الحرب، وهذا فعلاً ما أثبته التاريخ إذ لم يلبث المسلمون أن انتصروا على الروم بعد حين. فخالد كان يستحضر خسارة المعركة من أجل كسب الحرب، وهذه هي الرؤية الكلية التي تنقذ من عملية الوقوع في فخ النصوص (الاستدعاء).
* قال خبير استراتيجي : هناك معارك لا بد من خوضها.. ومعارك لا يلزم النصر فيها، وهذا المقولة تشهد لها العديد من الأدبيات الإسلامية مثل مفهوم فقه المصالح والمفاسد، وماحادثة ابن تيمية مع التتاريين الذين يشربون الخمر ببعيد.
* فكيف تجاوز خالد “فخ” النصوص ، أو بعبارة أدق، “فخ” تطبيق النصوص على واقع المعركة، فيأخذ بالنصوص التي تحث على المواصلة، وهذا يعني منطقياً فناء القوات الإسلامية ؟
في الحقيقة أن خالد كان منتبهاً لما يسمى بكثافة الايدلوجيا التي تعمي عن التقدير الصحيح لمآلات الواقع، وتحول دون المحاكمة الموضوعية. وهذه الكثافة الموضوعية من أكبر مدمرات التفكير الاستراتيجي.
* منهج القرآن الكريم المعرفي مبني على ثلاثة أمور أساسية :
- المعرفة.
- الأدلة العقلية.
- عدم الاستناد إلى أقوال الأقدمين بلا برهان.
* الآن، لنضع سيناريو مختلف تماماً، ونتخيل ما هي بدائل التحركات التي يمكن اتخاذها في مثل ذلك الموقف الحرج !؟
هناك أنموذجان من البدائل (ونحن نقصد البدائل ترتكز على الماديات لا على المعنويات) : هجوم مباشر (معروف) أو هجوم غير مباشر، وغير المباشر، له استراتيجيات متعددة :
- الحفر ، بمعنى مادي، هو حفر حفرة (إحداث ثغرة) في الحصن الهدف بحيث يتم إدخال بعض مصالحك فيها (كالقوات). وبمعنى سياسي يمكن أن نفهمه من تصرف إسرائيل حين قامت بتوقيع اتفاقيات متعددة مع بعض دول عدم الانحياز (والتي اتحدت أساساً لتكون ضد إسرائيل مثل الهند والصين والدول العربية) مقابل دعم مصالح سياسية إسرائيلية محددة، وقد وقعت مع الهند والصين خصوصاً لتكسب لاعبين سياسيين كبار في المسرح الدولي إلى صف لا يقف ضدها وضد مصالحها مباشرة..
وكما أن هناك معاني أخرى في ميادين أخرى (كدخول شركة ناشئة السوق لمنافسة شركات كبرى واستقطاب موظفين من شركات منافسة كبرى عبر العروض المغرية).
- هدم المرتكزات، بمعنى مادي هو هدم الحصن الهدف بتفجيره. وكمعنى سياسي، يمكننا أن نقول أن إسرائيل ترتكز على الدعم الأمريكي اللامحدود، فإن تم بطريقة ما قطع هذا الارتكاز وهدم الحصن الذي يحمي إسرائيل (بفك العلاقة) ستفقد إسرائيل كل الخصائص التي تجعلها قوية.. وفي ميادين أخرى يمكن أن يطبق هذا المفهوم ( كالخدمات التجارية التي تقدمها شركة بنسبة 5% وترتكز عليها شهرتها؛ ثم تأتي شركة منافسة لتقدمها بنسبة 2%)..
- هدم التحصينات بمعنى مادي يمكن أن نفهمه من تصرف قوات محمد الفاتح وهدم حصون القسطنطينية، ويمكن أن ينطبق المعنى على ميادين أخرى (مثل المنتج المستورد يأتي بسعر أقل من المنتج المحلي لذا لابد من فرض الضرائب على المنتج المستورد كحصن للمنتج المحلي)
- حرب الغارات (أو حرب العصابات/الاستنزاف) ، وتسمى كذلك بحرب البراغيث ، فالفيل لا تستطيع قتله الأسود؛ لكن ملايين البراغيث تقوم بدور استنفاد طاقته حتى يسقط وتهجم عليه الأسود بعد ذلك. ويمكن أن نأخذ مثال واقعي على ذلك بحرب الأمريكيين في فيتنام.
- اللعب في الهوامش ، هي التخطيط للانتصار في منطقة هوامش غير مباشرة في الحرب لكن لها دور مؤثر، مثلاً أمريكا والصين، فأمريكا تلعب دورها في وسط آسيا بينما الصين تلجأ إلى أفريقيا.. وهكذا.
- الدمج بين الاستراتيجيات. يقول استراتيجي صيني ، الهجمات إما: هجوم مباشر أو غير مباشر؛ لكن الدمج بينهما كالدمج بين الليل والنهار يخلق ما لا نهاية له من الظلال، والخطأ الذي نقع فيه دائما هو حدية التفكير كما يقول الشاعر (لنا الصدر دون العالمين أو القبر)
***
ثانياً : مبادئ التدافع الحضاري
* السياسة في جوهرها تدافع بين أطراف متعددة
* قبل أن نتناول أي حالة واقعية، يجب أن نسأل سؤالاً، ماهي الأسباب التي تنشأ عنها الصراعات الإنسانية؟
هناك ثلاث أمور، الاختلاف في الأفكار ، التنوع في الاحتياجات ، الندرة في المصادر، ونشأ عن كل هذا ظاهرة التدافع.
* فالاختلاف يخلق تباينات ضخمة جداً ومعسكرات مختلفة، وبالتالي هناك صراعات كثيرة ذات منشأ إيديولوجي (يعني اختلاف في القناعات)، وهناك صراعات مصدرها الأساسي التنوع في الاحتياجات المختلفة للأطراف المتصارعة. وبالمقابل لا يوجد هناك صراع على شيء متوفر بكثرة، مثل صراع الهواء! بل هناك صراعات على المصادر المنتهية (على المصادر ذات الندرة -كمصطلح اقتصادي معروف-)، كحرب المياه وحرب الغذاء والطاقة ، ومن هنا تتنوع ظاهرة التدافع وتأخذ خطوط متقاطعة مختلفة..
* وطالما الأمر كذلك، فلنتناول الصراعات بشيء من التحليل، حيث ان كل الصراعات السياسية عادة ما تنتهي ضمن إحدى ثلاثة سيناريوهات:
صراع Win-win أنا أفوز وأنت تفوز (تدافع التنافس) ، وهذا النمط هو الغالب عادة وهو الذي يفوز فيه كلا الطرفين بنسبة من النسب، مع اختلاف “قطع الكعكة” لكل طرف. المهم في نهاية الأمر الكل يستفيد.
صراع Zero-Sum أنا أفوز وأنت تخسر (تدافع الصراع) ، وهذا النمط هو الذي يسعى فيه كل طرف إلى إنهاء الطرف الآخر وحرمانه من كسب أي شيء.
صراع أنا أخسر وأنت تخسر، وهو ما يسمى بـ “خيار شامشون” الذي ينص على “عليّ وعلى أعدائي” ، وهذا الصراع نادر طبعاً.
* في هذا السياق، طلب منا الدكتور أن نحلل قضية فلسطين ونحللها تحت أي نوع من الصراعات ، وطبعا اختلفت الآراء حولها فمثلاً إسرائيل في نهاية الأمر تريد Zero-sum بمعنى حرمان الفلسطينيين من أي حق في الأرض، وتأخذ هي كل شيء تماماً، وفي المقابل السلطة الفلسطينية تريدها Win-Win بمعنى اقتسام الكعكة (أو حل الدولتين) بشكل ما، وحركة حماس على المدى البعيد تريد Zero-sum ولكنها كإجراءات سياسية تقبل بسياسة Win-win . ورأى البعض أن إسرائيل أساساً تختلف من رئيس لرئيس، وتتغير نظرتها للصراع حسب هذا، وقد أخذ النقاش حول هذا الأمر بعض الوقت.
* الآن لندخل إلى مسألة “تحديد طبييعة التدافع” ، ونقرأ التدافع عن قرب.
هناك عادة عاملين أساسيين لتحديد طبيعة أي تدافع، أولاً رؤية الأطراف، وثانياً ميزان القوى. فنحن بحاجة ماسة لمعرفة كيف يفكر الآخر، فكيف يمكن أن نستقرئ تفكير الآخر في ضوء مفهوم التدافع ؟
* عند أي تحليل سياسي لاستقراء حركة الآخر هناك ثلاثة عوامل، القوة (الواقع) ، ونمط التحركات (الإجراء) ، والرؤية (الهدف). وبمعرفتها جميعاً سيتم معرفة تماماً كيف يفكر الآخر وكيف يتحرك. لكن هل يمكن للآخر أن يخبرك عن كل هذا ؟!
ليس دائماً، فبعض الدول تفصح عن رؤيتها، وبعض الدول لا تفعل، وبعض الدول لا تفصح عن قواتها، والأمر يختلف تماماً، ومن هنا فهنالك ما يسمى 5Ps التي تكشف عن مسألة التحركات :
نمط تحركات Pattern
وجود خطة Plan التموقع Position خدعة تخل بتوازن الخصم Ploy امتلاك تصور ذهني (الرؤية) Perspective
* في هذا المقام يحسن أن نشير إلى الفرق بين الضعيف والمستضعف، فالمستضعفون هم الذين لم يتمكنوا من جمع وترتيب قوتهم مثل “غاندي ومارتن لوثر ومانديلا” في مرحلة ما من حياتهم، لكن الضعفاء هم من ليس بأيديهم حيلة.
* ماهو معنى السياسة؟
قبل أن نتعرف على السياسة يجب ان نتعرف على أطوار الدولة، إذ الدولة تسعى لثلاثة أمور بالترتيب، أولاً حفظ الوجود، ثانياً حفظ الاستقرار ، ثالثاً، التطور والتنمية. ولا يمكن أن تقدم الدولة في الترتيب حتى لا يتعرض نظامها للانحلال.
* السياسة تعني أربعة أمور :
- فن إدارة المجتمعات (أو فن إدارة الدولة: إدارة الخلاف والموارد والأجهزة المختلفة)
- فن الممكن (ما يمكن كسبه على ضوء القوى المتوفرة)
- فن التنازلات المتبادلة: بمعنى أنه كل قوى يوجد لديها مصالح، ولتحقيق مصالح معينة يجب التضحية بقوى معينة، فيما يشبه التوازن (تنازل عن مصلحة مقابل مصلحة أكبر منها)
- فن توزيع القوة (أو توزيع السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية) وكذلك توزيع القوى الاقتصادية وهكذا. والمثال على ذلك كيف تم تركيز وتوزيع السلطات الأمريكية بعد 11 سبتمبر؟ حين تك تقليص السلطات القضائية والإعلامية لصالح زيادة سلطات الجيش والأمن.
هذا التعريف يرشدنا إلى الجوهر السياسي، الكامن في شيء واحد، ألا وهو القوة.
* نجد في التعاريف كلمة “فن” وكلمة فن هنا تأتي في علوم عديدة “الإدارة علم وفن الكرة علم وفن … ” ومعنى الفن هنا يأخذ الجانب والسلوك الشخصي في التعامل مع هذه المجالات السياسية والإدارية والرياضية..إلخ. فالعلوم كلها واحدة ويدرس الطبيب الأمريكي والطبيب المصري نفس العلوم لكن نجد أن هناك تباينًا في السلوك الوظيفي لكل منهما وهذا الفن. وهكذا هي السياسة.
* هناك تدريب بسيط أجراه لنا الدكتور وأخذ منا بعض الوقت، مثلاً تخيل أنك طلبت من أخيك الأصغر / ابنك أن يذهب ويحضر لك ماءً وهو مشغول بشيء ما، فرفض. كيف يمكنك أن تفرض عليه قوتك لكي تدعه يحضر الماء ؟
في الحقيقة هذا يشبه التدافعات السياسية على المستوى الدولي، فعملية فرض القوة تمر بدورة من ثلاث مراحل:
أولاً ، الإقناع بكل وسائله (ترغيب، ترهيب)
ثانياً، استخدام المال (ترغيباً أو ترهيباً)
ثالثاً، استخدام القوة.
* الملاحظة الطريفة هنا، أنه متى ما تم التوصل إلى المرحلة الثالثة، فحيئذ تعود الدائرة إلى مرحلة الإقناع مرة أخرى، وتبدأ دورة جديدة من فرض القوة.
وكمثال سياسي، يمكن أن نستخدم إيران وبرنامجها النووي، وموقف الغرب من ذلك، وأطواره الطويلة في إعطاء الحوافز، أو التهديد وهكذا، حيث لم يفلح حتى الآن في فرض قوته عليها، ومتى ما استخدم الغرب وسيلة القوة (العنف) متمثلاً في الهجوم العسكري ولم ينجح في ثنيها عن ذلك، فلن يجد الغرب وسيلة لفرض قوته عليها إلا بالعودة إلى المفاوضات وهكذا.
وهناك الكثير من الأمثلة على ذلك .. وتسمى هذه الوسائل ناعمة وصلبة، ويمكن الجميع بينهما.
* أكثر عبارة ترددت في أوقات الدورة وهي مفتاح الدورة وملخصها وزبدتها.. السياسة ليست جمعية خيرية.
* هناك مسألة هامة في السياسة كذلك، كيف يوزن اللاعب السياسي؟ بمعنى ليس كل اللاعبين الدوليين الآن بنفس المستوى والقوة، فكيف نعرف أيهما الأقوى وأيهما الأضعف ؟
يوزن اللاعب السياسي بمعرفة ماذا يفعل إذا غضب وخرج الأمر من مسألة اللعبة السياسية، وماذا سيضيف كذلك إذا استمر وجوده في اللعبة السياسية.
يعني هناك نماذج كثيرة عندما يزبد ويرعد ويهدد ، لا يكاد يسمعه أحد، لأنه لا يملك أي أوراق يمكن أن يلعب بها إذا غضب.
* وهنا قصة جميلة أوردها الدكتور بين الأحنف بين قيس، وبين معاوية بن أبي سفيان يوم تولى الملك، حيث نصب له خيمة كبيرة يوجد فيها وجهاء العرب وأعيانهم، وكل قبيلة تأتي وتبايع معاوية بالخلافة، فلما جاء الأحنف بن قيس (زعيم بني تميم) وكان من أشد من وقف مع علي بن أبي طالب أيام الفتنة، واقترب من معاوية لم يقف له بل بدأ يُذَكِّر الأحنف بالأيام والأفعال السالفة ولم يرحب به، فقال له الأحنف ” يامعاوية، والله إن القلوب التي كرهناك بها لفي قلوبنا، وإن السيوف التي قاتلناك بها لفي أغمادها.. وإن تمش للحرب، نهرول إليها هرولة” وانحرف بجسده عائداً إلى طريقه، فقام له معاوية من فوره، وأجلسه واسترضاه..
فلما فرغ المجلس، قامت أخت معاوية بسؤال أخيها ، من هذا الذي يتهدد أمير المؤمنين في يوم ملكه؟ فقال لها: هذا الأحنف الذي إذا غضب غضبت معه مئة ألف من بني تميم، لا يسألونه لم غضب.
* سؤال مهم : هل السياسي مغامر أم مقامر ؟
السياسي رجل مغامر وليس مقامر ، فهو يبالي بالحسابات جيداً ويعتني بالاستعدادات وجاهز للمخاطرة المحسوبة. وعلى الرغم من ذلك فهو لا يستطيع أن يحصل على ضمانات حتمية لأي شيء.
وبالطبع، فعقلية السياسي لا تعتمد على المعجزات ولا تخطط لها ، ومما يؤسف له، أنه وجدت عقلية معينة في العمل الإسلامي تقوم بتغطية عجز الموارد بالمعجزات!
* سأل معاوية عمرو بن العاص، إني أراك تقدم فأقول لا قلب له، وأراك تحجم فأقول جبان لا مثيل له، فأي الرجلين أنت؟
رد ابن العاص: إذا لمحت نصف فرصة فإني شجاع لا قلب لي، وإذا لم ألمحها فإني جبان لا مثيل لي..
* رجل السياسة عينه على الرؤية ويده على الممكنات..
* في هذه اللحظة، طلب منا أن نتخيل فيما لو كنا مكان السيد رجب طيب أردوغان، ماهي سلم الأهداف التي كنا سنضعها لحزب العدالة والتنمية ؟
كان تمرين جميل حقيقة، حيث اختلفت الآراء وربما هذا أحد نماذج السلالم
(الأفضل: دولة خلافة – دولة إسلامية – دولة ذات مرجعية إسلامية – دولة علمانية تخدم الدين – دولة علمانية ديموقراطية – دولة علمانية – الأسوأ: فوضى)
* هناك ما يسمى بطاولة الفعل السياسي، والتي تقوم على أربع أرجل (وسنأخذ الحكومة التركية كمثال لتعاطيها مع كل رجل) :
١- الذات ( من أنا ؟ وكم أتحمل من الوزن ؟ …. وغيرها من الأسئلة التي تهدف إلى التعرف أكثر على الذات) “مثلاً أفكار أربكان وحزب العدالة والتنمية، حيث حزب العدالة والتنمية انفصل عن حزب أربكان بشكل جديد وقالب حديث”
٣- المحيط الأقليمي ( ماذا يريد ؟ وماهي مشاكل المحيط الإقليمي ؟ …. ) “مثل الموقف التركي مع إسرائيل” ٤- المحيط الدولي ( كم يتحمل المحيط الدولي ؟ وماذا يريد ؟ … ) ” مثل الموقف التركي مع الاتحاد الأوروبي وأمريكا” ٢- المجتمع ( كم من الممكن أن يساعدني المجتمع فيما لو انتصر لي؟ هل سيكونوا على استعداد لكذا وكذا ؟ .. ) “التعامل مع الشعب التركي وتوفير الخدمات المدنية له من خلال تجربة الحزب في البلديات – التعامل مع الجيش وإرضائه بالعلمانية”
* أخيراً “النجاح التكتيكي ليس بديلاً للفشل الاستراتيجي”
وهذا يعني أنه قد يكون هناك نجاحات مرحلية لكن هذا لايعني بالضرورة نجاح استراتيجي بعيد المدى. المثال الذي استخدمه الدكتور ليوضح هذا هو سيارة تسير في طريق طويل ينتهي بهاوية، افترض أن صاحب السيارة قام وغيّر عجلات السيارة لتكون أقوى العجلات في العالم، وكذلك أبدل المحرك بمحرك أسرع منه، و وسّع من طاقة السيارة الاستيعابية لتسع العشرات، ….. ، في النهاية كل ما قام به هو أنه عجّل من وصوله للهاوية.
فما قام به من إصلاحات أو نجاحات جزئية توجه ضده تماماً..
* الآن لنلقي نظرة سريعة في الخطاب السياسي، مالذي نبحث عنه حينما نسمع أي خطاب سياسي؟
١- المواضيع التي يلامسها.
٢- من الأطراف التي يلامسها الخطاب ؟ (تصريحاً أو تلميحاً)
٣- حدة المفردات
٤- ماغرض الخطاب ؟ (تصعيدي ، تصالحي، تهدئة، حل، تهديد، .. ؟)
٥- عمق المعالجة (هل عالج الموضوع بإشارة عابرة؟ بعبارة كاملة ؟ بفقرة كاملة ؟ بأكثر من ذلك؟ )
يجب كذلك أن ندرك السياق الذي يتم فيه الخطاب، هل هو سياق حرب، سياق صلح ، سياق صراع طويل، وهكذا، بالإضافة إلى معرفة مصداقية القائل ومدى جديته بالنسبة للأطراف الأخرى، وهذا طبعاً يعرف بشيء واحد وهو ردود أفعال الأطراف الأخرى.
***
في الجزء الثاني والأخير، سنتعرف على ما يسمى بالسياسة الدولية الحديثة من خلال الجغرافيا السياسية، كما سنحاول أن نفهم كيف يجري الاقتصاد الحديث بشكل موجز ومختصر.
مع جاسم سلطان ومشروع النهضة : السياسة ليست جمعية خيرية – الجزء الأول
Submitted by فهد الحازمي on ثلاثاء, 03/02/2010 - 09:47
in
· فهم الواقع
حقاً .. السياسة ليست جمعية خيرية، هذا ما أدركته فعلاً حينما خرجت من دورة عن فهم الواقع من تقديم الدكتور جاسم سلطان، حيث قدم لنا “مالا يسع القائد جهله” -حد تعبيره- من علم السياسة المحلية والدولية والاقتصاد الحديث.
الدكتور جاسم لا يملك في جعبته لهذا المشروع سوى أدوات التفكير والفهم للمستقبل، وكثيراً ما يردد في الدورة أنه لا يقدم لنا سوى الأدوات ولا يكترث لاستخدامنا لها لأنه يعود لنا بالدرجة الأولى، غايته ومراده، هي أن نفكر بأدوات فعالة، ونمتلك عقلية جديدة بدلاً عن التي يملكها “القوم” والتي قد بال عليها الدهر وما زال يشرب منها إلى يومنا هذا!
حينما بدأت الدورة، شعرت بأني كالمغفل الذي لتوه استيقظ من النوم، وقام الدكتور جاسم بسكب جالون من الماء البارد في وجهي لكي أرى وأفهم! عرفت بعد هذه الدورة كم كنا بسطاء وساذجين في تفكيرنا وتناولنا للأحداث الداخلية والخارجية! بل ساذجين جداً!
هذه الدورة تأتي كإحدى حزم أدوات القادة لمشروع النهضة، وقد أجريت في قاعة برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب بالدمام في الفترة من 24-25 فبراير
الدكتور جاسم سلطان سبق وأن زار المنطقة الشرقية ليقدم الحزمة الأولى من مشروع النهضة، وقد كتبت آنذاك تغطية متواضعة للدورة، أفضل أن تعود لها لتتعرف أكثر على مشروع النهضة وعلى دعائمه الفلسفية الأساسية.
في الحقيقة أنا سعيد جداً بحضور هذه الدورة، فبالإضافة إلى المادة العلمية، فقد تعرفت فيها على شخصيات نوعية كثيرة أسعد بالحديث معها حقاً.
لن أطيل عليكم بمقدمة رتيبة، أدناه تجدون ملخص متواضع لما ورد في الدورة مع الشكر للاخ وليد الخضيري على دعمه ومساندته، وللمصور يوسف الحمودي على الصورة الرائعة أعلاه، وأشير قبل أن تخوضوا في التلخيص بأنه لا يمثل الدورة بكاملها، بل سيكون هناك جزء ثان قريباً. كما أؤكد على أن محتوى الدورة يمثل “ما لا يسع القائد جهله” فحسب ، والدكتور جاسم ليس متخصصا في السياسة ولا في الاقتصاد.
والآن، انطلقوا على بركة الله ..
***
فهم الواقع والذكاء القيادي
* بداية هناك أربعة مواضيع للدورة :
- الوعاء المعرفي الغير مُفكر فيه
- التفكير الاستراتيجي
- السياسية المحلية والدولية
- الاقتصاد العالمي
***
أولاً : التفكير الاستراتيجي.
* لكي نبدأ الدورة، لنستعرض أولاً بعض الدروس الاستراتيجية من قصة مؤتة :
وكبداية يجب أن نفرق بين التخطيط والتفكير الأستراتيجي ، فالتفكير الاستراتيجي أعم وأعمق من التخطيط الاستراتيجي.
* هناك الكثير من الدروس من قصة مؤتة ، وما يهمنا منها هنا هو التفكير الاستراتيجي المستخدم في قصة مؤتة، فقد قام خالد بعدة خطوات للتفكير الاستراتيجي ليسجل ذلك الانسحاب الذكي جداً، وهي على النحو التالي:
أولاً: تقدير الموقف وقراءة الواقع قراءة فاحصة : قدر خالد الموقف من ناحية العديد من الأمور، مثلاً العدد، الروح المعنوية، المآلات، أرض المعركة، الإمداد، وهكذا، ولا شك أنه أدرك أن المسلمين في وضع حرج جداً في كل هذه الأمور.
ثانياً: تحديد الاختيارات المتاحة عن طريق ما يسمى بسلم الأهدف، وهذه الطريقة مهمة جداً في التفكير الاستراتيجي، فلو تخيلنا مثلاً سلم متدرج يبدأ رأسه من الخيار المثالي والمرغوب “القتال للنصر” وينتهي قاعه بأسوأ خيار يمكن أن يحصل وهو “الاستسلام بدون شروط” وبينهما درجات كثيرة، يمكن أن تُملأ بالاحتمالات المتاحة تدرجاً من الأفضل والأكثر مثالية إلى الأسوأ، وهذا كان أحد التمارين في الدورة،
مثلاً:
الأفضل: القتال للنصر
القتال حتى الاستشهاد
الانسحاب المنظم
الانسحاب العشوائي
الاستسلام بشروط
الأسوأ: الاستسلام بدون شروط
أدرك خالد من خلال إعادة النظر في تقدير الموقف، ومن خلال استدعاء النصوص ، أن الانسحاب المنظم سيكون أفضل الخيارات. ومن هنا دخل في المرحلة الثالثة من التفكير الاستراتيجي،
ثالثاً: كيف؟ (الاستراتيجية) ، وقد عمد خالد هنا إلى على عدد كبير من التحركات التي عرفنا من خلالها غرضه الأساسي، فقد قام بالتالي:
- تغيير موقع القوات
- تجديد الرايات
- تغيير الملابس لمن يمكنه فعل ذلك
- تغيير أماكن الخيالة فوق التلال لإثارة الغبار
- الانسحاب إلى المضائق حول الموقع
- البدء بالهجوم
و يتضج جلياً أن الغرض الرئيسي من كل هذا هو ما يسمى بالتضليل الاستراتيجي،
رابعاً : وضع تفصيلات المشهد: ومن هنا تبدأ عملية إعطاء التعليمات للمجاهدين المسلمين،
خامساً : روعة التنفيذ.
* قبل عملية التطبيق الفعلي للخطة، وفي أثناء صياغة سلم الأهداف، قد ينشأ سؤال وتنشأ بعدها عملية خطيرة ومظللة للغاية، وهي ما يسمى باستدعاء الايديولوجيا أو استدعاء النصوص.
كان أحد التمارين في الدورة، أن نتخيل أنفسنا في خيمة خالد وهو يهم باتخاذ القرار، وهو يسأل أيهما أفضل هل نواصل المعركة أم ننسحب؟ وكان من هنا علينا ان نكتب أدلة ونصوص لكلا الطرفين، وفعلاً خرجنا بنصوص كثيرة جداً يمكن أن تدعم كلا الرأيين ، فمثلاً :
* للمواصلة : “كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة” “هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين” “وما رميت إذ رميت” “وما النصر إلا من عند الله” “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً” … الخ، كمية كبيرة جداً من الأدلة الداعمة للمواصلة يمكن استدعاءها في هذا الموقف والتي ستكون نتيجتها المنطقية هي فناء القوات الإسلامية على يد الرومان حيث كان فارق العدد سبعين روماني لكل مسلم.
* للانسحاب : “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة” “الحرب خدعة” “لا يكلف الله نفساً إلا وسعها” “إن يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين … ” حيث كانت النسبة هنا ٢:١ وليست ١:٧٠ كما في حال مؤتة! … وغيرها من الأدلة التي تم استحضارها في الدورة..
وبالتالي، كيف على خالد أن يختار بين هذين الموقفين ؟ ولكل موقف نصوص تدعم رأيه ؟
هنا يأتي دور التفكير الذي يرى الواقع بموضوعية، ففضاء النصوص واسع جداً لكل موقف يمكن أن تتخذه وتتأوله. تاريخياً انسحاب معركة مؤتة كان حدثاً تاريخياً، إذ لولاه لما توسع المسلمون في الفتوحات الإسلامية، ولفقد المسلمون كتلة بشرية هائلة يمكن أن تقاتل في الدين مستقبلاً.
كسب أو خسارة المعركة لا تعني أبداً كسب أو خسارة الحرب، وهذا فعلاً ما أثبته التاريخ إذ لم يلبث المسلمون أن انتصروا على الروم بعد حين. فخالد كان يستحضر خسارة المعركة من أجل كسب الحرب، وهذه هي الرؤية الكلية التي تنقذ من عملية الوقوع في فخ النصوص (الاستدعاء).
* قال خبير استراتيجي : هناك معارك لا بد من خوضها.. ومعارك لا يلزم النصر فيها، وهذا المقولة تشهد لها العديد من الأدبيات الإسلامية مثل مفهوم فقه المصالح والمفاسد، وماحادثة ابن تيمية مع التتاريين الذين يشربون الخمر ببعيد.
* فكيف تجاوز خالد “فخ” النصوص ، أو بعبارة أدق، “فخ” تطبيق النصوص على واقع المعركة، فيأخذ بالنصوص التي تحث على المواصلة، وهذا يعني منطقياً فناء القوات الإسلامية ؟
في الحقيقة أن خالد كان منتبهاً لما يسمى بكثافة الايدلوجيا التي تعمي عن التقدير الصحيح لمآلات الواقع، وتحول دون المحاكمة الموضوعية. وهذه الكثافة الموضوعية من أكبر مدمرات التفكير الاستراتيجي.
* منهج القرآن الكريم المعرفي مبني على ثلاثة أمور أساسية :
- المعرفة.
- الأدلة العقلية.
- عدم الاستناد إلى أقوال الأقدمين بلا برهان.
* الآن، لنضع سيناريو مختلف تماماً، ونتخيل ما هي بدائل التحركات التي يمكن اتخاذها في مثل ذلك الموقف الحرج !؟
هناك أنموذجان من البدائل (ونحن نقصد البدائل ترتكز على الماديات لا على المعنويات) : هجوم مباشر (معروف) أو هجوم غير مباشر، وغير المباشر، له استراتيجيات متعددة :
- الحفر ، بمعنى مادي، هو حفر حفرة (إحداث ثغرة) في الحصن الهدف بحيث يتم إدخال بعض مصالحك فيها (كالقوات). وبمعنى سياسي يمكن أن نفهمه من تصرف إسرائيل حين قامت بتوقيع اتفاقيات متعددة مع بعض دول عدم الانحياز (والتي اتحدت أساساً لتكون ضد إسرائيل مثل الهند والصين والدول العربية) مقابل دعم مصالح سياسية إسرائيلية محددة، وقد وقعت مع الهند والصين خصوصاً لتكسب لاعبين سياسيين كبار في المسرح الدولي إلى صف لا يقف ضدها وضد مصالحها مباشرة..
وكما أن هناك معاني أخرى في ميادين أخرى (كدخول شركة ناشئة السوق لمنافسة شركات كبرى واستقطاب موظفين من شركات منافسة كبرى عبر العروض المغرية).
- هدم المرتكزات، بمعنى مادي هو هدم الحصن الهدف بتفجيره. وكمعنى سياسي، يمكننا أن نقول أن إسرائيل ترتكز على الدعم الأمريكي اللامحدود، فإن تم بطريقة ما قطع هذا الارتكاز وهدم الحصن الذي يحمي إسرائيل (بفك العلاقة) ستفقد إسرائيل كل الخصائص التي تجعلها قوية.. وفي ميادين أخرى يمكن أن يطبق هذا المفهوم ( كالخدمات التجارية التي تقدمها شركة بنسبة 5% وترتكز عليها شهرتها؛ ثم تأتي شركة منافسة لتقدمها بنسبة 2%)..
- هدم التحصينات بمعنى مادي يمكن أن نفهمه من تصرف قوات محمد الفاتح وهدم حصون القسطنطينية، ويمكن أن ينطبق المعنى على ميادين أخرى (مثل المنتج المستورد يأتي بسعر أقل من المنتج المحلي لذا لابد من فرض الضرائب على المنتج المستورد كحصن للمنتج المحلي)
- حرب الغارات (أو حرب العصابات/الاستنزاف) ، وتسمى كذلك بحرب البراغيث ، فالفيل لا تستطيع قتله الأسود؛ لكن ملايين البراغيث تقوم بدور استنفاد طاقته حتى يسقط وتهجم عليه الأسود بعد ذلك. ويمكن أن نأخذ مثال واقعي على ذلك بحرب الأمريكيين في فيتنام.
- اللعب في الهوامش ، هي التخطيط للانتصار في منطقة هوامش غير مباشرة في الحرب لكن لها دور مؤثر، مثلاً أمريكا والصين، فأمريكا تلعب دورها في وسط آسيا بينما الصين تلجأ إلى أفريقيا.. وهكذا.
- الدمج بين الاستراتيجيات. يقول استراتيجي صيني ، الهجمات إما: هجوم مباشر أو غير مباشر؛ لكن الدمج بينهما كالدمج بين الليل والنهار يخلق ما لا نهاية له من الظلال، والخطأ الذي نقع فيه دائما هو حدية التفكير كما يقول الشاعر (لنا الصدر دون العالمين أو القبر)
***
ثانياً : مبادئ التدافع الحضاري
* السياسة في جوهرها تدافع بين أطراف متعددة
* قبل أن نتناول أي حالة واقعية، يجب أن نسأل سؤالاً، ماهي الأسباب التي تنشأ عنها الصراعات الإنسانية؟
هناك ثلاث أمور، الاختلاف في الأفكار ، التنوع في الاحتياجات ، الندرة في المصادر، ونشأ عن كل هذا ظاهرة التدافع.
* فالاختلاف يخلق تباينات ضخمة جداً ومعسكرات مختلفة، وبالتالي هناك صراعات كثيرة ذات منشأ إيديولوجي (يعني اختلاف في القناعات)، وهناك صراعات مصدرها الأساسي التنوع في الاحتياجات المختلفة للأطراف المتصارعة. وبالمقابل لا يوجد هناك صراع على شيء متوفر بكثرة، مثل صراع الهواء! بل هناك صراعات على المصادر المنتهية (على المصادر ذات الندرة -كمصطلح اقتصادي معروف-)، كحرب المياه وحرب الغذاء والطاقة ، ومن هنا تتنوع ظاهرة التدافع وتأخذ خطوط متقاطعة مختلفة..
* وطالما الأمر كذلك، فلنتناول الصراعات بشيء من التحليل، حيث ان كل الصراعات السياسية عادة ما تنتهي ضمن إحدى ثلاثة سيناريوهات:
صراع Win-win أنا أفوز وأنت تفوز (تدافع التنافس) ، وهذا النمط هو الغالب عادة وهو الذي يفوز فيه كلا الطرفين بنسبة من النسب، مع اختلاف “قطع الكعكة” لكل طرف. المهم في نهاية الأمر الكل يستفيد.
صراع Zero-Sum أنا أفوز وأنت تخسر (تدافع الصراع) ، وهذا النمط هو الذي يسعى فيه كل طرف إلى إنهاء الطرف الآخر وحرمانه من كسب أي شيء.
صراع أنا أخسر وأنت تخسر، وهو ما يسمى بـ “خيار شامشون” الذي ينص على “عليّ وعلى أعدائي” ، وهذا الصراع نادر طبعاً.
* في هذا السياق، طلب منا الدكتور أن نحلل قضية فلسطين ونحللها تحت أي نوع من الصراعات ، وطبعا اختلفت الآراء حولها فمثلاً إسرائيل في نهاية الأمر تريد Zero-sum بمعنى حرمان الفلسطينيين من أي حق في الأرض، وتأخذ هي كل شيء تماماً، وفي المقابل السلطة الفلسطينية تريدها Win-Win بمعنى اقتسام الكعكة (أو حل الدولتين) بشكل ما، وحركة حماس على المدى البعيد تريد Zero-sum ولكنها كإجراءات سياسية تقبل بسياسة Win-win . ورأى البعض أن إسرائيل أساساً تختلف من رئيس لرئيس، وتتغير نظرتها للصراع حسب هذا، وقد أخذ النقاش حول هذا الأمر بعض الوقت.
* الآن لندخل إلى مسألة “تحديد طبييعة التدافع” ، ونقرأ التدافع عن قرب.
هناك عادة عاملين أساسيين لتحديد طبيعة أي تدافع، أولاً رؤية الأطراف، وثانياً ميزان القوى. فنحن بحاجة ماسة لمعرفة كيف يفكر الآخر، فكيف يمكن أن نستقرئ تفكير الآخر في ضوء مفهوم التدافع ؟
* عند أي تحليل سياسي لاستقراء حركة الآخر هناك ثلاثة عوامل، القوة (الواقع) ، ونمط التحركات (الإجراء) ، والرؤية (الهدف). وبمعرفتها جميعاً سيتم معرفة تماماً كيف يفكر الآخر وكيف يتحرك. لكن هل يمكن للآخر أن يخبرك عن كل هذا ؟!
ليس دائماً، فبعض الدول تفصح عن رؤيتها، وبعض الدول لا تفعل، وبعض الدول لا تفصح عن قواتها، والأمر يختلف تماماً، ومن هنا فهنالك ما يسمى 5Ps التي تكشف عن مسألة التحركات :
نمط تحركات Pattern
وجود خطة Plan التموقع Position خدعة تخل بتوازن الخصم Ploy امتلاك تصور ذهني (الرؤية) Perspective
* في هذا المقام يحسن أن نشير إلى الفرق بين الضعيف والمستضعف، فالمستضعفون هم الذين لم يتمكنوا من جمع وترتيب قوتهم مثل “غاندي ومارتن لوثر ومانديلا” في مرحلة ما من حياتهم، لكن الضعفاء هم من ليس بأيديهم حيلة.
* ماهو معنى السياسة؟
قبل أن نتعرف على السياسة يجب ان نتعرف على أطوار الدولة، إذ الدولة تسعى لثلاثة أمور بالترتيب، أولاً حفظ الوجود، ثانياً حفظ الاستقرار ، ثالثاً، التطور والتنمية. ولا يمكن أن تقدم الدولة في الترتيب حتى لا يتعرض نظامها للانحلال.
* السياسة تعني أربعة أمور :
- فن إدارة المجتمعات (أو فن إدارة الدولة: إدارة الخلاف والموارد والأجهزة المختلفة)
- فن الممكن (ما يمكن كسبه على ضوء القوى المتوفرة)
- فن التنازلات المتبادلة: بمعنى أنه كل قوى يوجد لديها مصالح، ولتحقيق مصالح معينة يجب التضحية بقوى معينة، فيما يشبه التوازن (تنازل عن مصلحة مقابل مصلحة أكبر منها)
- فن توزيع القوة (أو توزيع السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية) وكذلك توزيع القوى الاقتصادية وهكذا. والمثال على ذلك كيف تم تركيز وتوزيع السلطات الأمريكية بعد 11 سبتمبر؟ حين تك تقليص السلطات القضائية والإعلامية لصالح زيادة سلطات الجيش والأمن.
هذا التعريف يرشدنا إلى الجوهر السياسي، الكامن في شيء واحد، ألا وهو القوة.
* نجد في التعاريف كلمة “فن” وكلمة فن هنا تأتي في علوم عديدة “الإدارة علم وفن الكرة علم وفن … ” ومعنى الفن هنا يأخذ الجانب والسلوك الشخصي في التعامل مع هذه المجالات السياسية والإدارية والرياضية..إلخ. فالعلوم كلها واحدة ويدرس الطبيب الأمريكي والطبيب المصري نفس العلوم لكن نجد أن هناك تباينًا في السلوك الوظيفي لكل منهما وهذا الفن. وهكذا هي السياسة.
* هناك تدريب بسيط أجراه لنا الدكتور وأخذ منا بعض الوقت، مثلاً تخيل أنك طلبت من أخيك الأصغر / ابنك أن يذهب ويحضر لك ماءً وهو مشغول بشيء ما، فرفض. كيف يمكنك أن تفرض عليه قوتك لكي تدعه يحضر الماء ؟
في الحقيقة هذا يشبه التدافعات السياسية على المستوى الدولي، فعملية فرض القوة تمر بدورة من ثلاث مراحل:
أولاً ، الإقناع بكل وسائله (ترغيب، ترهيب)
ثانياً، استخدام المال (ترغيباً أو ترهيباً)
ثالثاً، استخدام القوة.
* الملاحظة الطريفة هنا، أنه متى ما تم التوصل إلى المرحلة الثالثة، فحيئذ تعود الدائرة إلى مرحلة الإقناع مرة أخرى، وتبدأ دورة جديدة من فرض القوة.
وكمثال سياسي، يمكن أن نستخدم إيران وبرنامجها النووي، وموقف الغرب من ذلك، وأطواره الطويلة في إعطاء الحوافز، أو التهديد وهكذا، حيث لم يفلح حتى الآن في فرض قوته عليها، ومتى ما استخدم الغرب وسيلة القوة (العنف) متمثلاً في الهجوم العسكري ولم ينجح في ثنيها عن ذلك، فلن يجد الغرب وسيلة لفرض قوته عليها إلا بالعودة إلى المفاوضات وهكذا.
وهناك الكثير من الأمثلة على ذلك .. وتسمى هذه الوسائل ناعمة وصلبة، ويمكن الجميع بينهما.
* أكثر عبارة ترددت في أوقات الدورة وهي مفتاح الدورة وملخصها وزبدتها.. السياسة ليست جمعية خيرية.
* هناك مسألة هامة في السياسة كذلك، كيف يوزن اللاعب السياسي؟ بمعنى ليس كل اللاعبين الدوليين الآن بنفس المستوى والقوة، فكيف نعرف أيهما الأقوى وأيهما الأضعف ؟
يوزن اللاعب السياسي بمعرفة ماذا يفعل إذا غضب وخرج الأمر من مسألة اللعبة السياسية، وماذا سيضيف كذلك إذا استمر وجوده في اللعبة السياسية.
يعني هناك نماذج كثيرة عندما يزبد ويرعد ويهدد ، لا يكاد يسمعه أحد، لأنه لا يملك أي أوراق يمكن أن يلعب بها إذا غضب.
* وهنا قصة جميلة أوردها الدكتور بين الأحنف بين قيس، وبين معاوية بن أبي سفيان يوم تولى الملك، حيث نصب له خيمة كبيرة يوجد فيها وجهاء العرب وأعيانهم، وكل قبيلة تأتي وتبايع معاوية بالخلافة، فلما جاء الأحنف بن قيس (زعيم بني تميم) وكان من أشد من وقف مع علي بن أبي طالب أيام الفتنة، واقترب من معاوية لم يقف له بل بدأ يُذَكِّر الأحنف بالأيام والأفعال السالفة ولم يرحب به، فقال له الأحنف ” يامعاوية، والله إن القلوب التي كرهناك بها لفي قلوبنا، وإن السيوف التي قاتلناك بها لفي أغمادها.. وإن تمش للحرب، نهرول إليها هرولة” وانحرف بجسده عائداً إلى طريقه، فقام له معاوية من فوره، وأجلسه واسترضاه..
فلما فرغ المجلس، قامت أخت معاوية بسؤال أخيها ، من هذا الذي يتهدد أمير المؤمنين في يوم ملكه؟ فقال لها: هذا الأحنف الذي إذا غضب غضبت معه مئة ألف من بني تميم، لا يسألونه لم غضب.
* سؤال مهم : هل السياسي مغامر أم مقامر ؟
السياسي رجل مغامر وليس مقامر ، فهو يبالي بالحسابات جيداً ويعتني بالاستعدادات وجاهز للمخاطرة المحسوبة. وعلى الرغم من ذلك فهو لا يستطيع أن يحصل على ضمانات حتمية لأي شيء.
وبالطبع، فعقلية السياسي لا تعتمد على المعجزات ولا تخطط لها ، ومما يؤسف له، أنه وجدت عقلية معينة في العمل الإسلامي تقوم بتغطية عجز الموارد بالمعجزات!
* سأل معاوية عمرو بن العاص، إني أراك تقدم فأقول لا قلب له، وأراك تحجم فأقول جبان لا مثيل له، فأي الرجلين أنت؟
رد ابن العاص: إذا لمحت نصف فرصة فإني شجاع لا قلب لي، وإذا لم ألمحها فإني جبان لا مثيل لي..
* رجل السياسة عينه على الرؤية ويده على الممكنات..
* في هذه اللحظة، طلب منا أن نتخيل فيما لو كنا مكان السيد رجب طيب أردوغان، ماهي سلم الأهداف التي كنا سنضعها لحزب العدالة والتنمية ؟
كان تمرين جميل حقيقة، حيث اختلفت الآراء وربما هذا أحد نماذج السلالم
(الأفضل: دولة خلافة – دولة إسلامية – دولة ذات مرجعية إسلامية – دولة علمانية تخدم الدين – دولة علمانية ديموقراطية – دولة علمانية – الأسوأ: فوضى)
* هناك ما يسمى بطاولة الفعل السياسي، والتي تقوم على أربع أرجل (وسنأخذ الحكومة التركية كمثال لتعاطيها مع كل رجل) :
١- الذات ( من أنا ؟ وكم أتحمل من الوزن ؟ …. وغيرها من الأسئلة التي تهدف إلى التعرف أكثر على الذات) “مثلاً أفكار أربكان وحزب العدالة والتنمية، حيث حزب العدالة والتنمية انفصل عن حزب أربكان بشكل جديد وقالب حديث”
٣- المحيط الأقليمي ( ماذا يريد ؟ وماهي مشاكل المحيط الإقليمي ؟ …. ) “مثل الموقف التركي مع إسرائيل” ٤- المحيط الدولي ( كم يتحمل المحيط الدولي ؟ وماذا يريد ؟ … ) ” مثل الموقف التركي مع الاتحاد الأوروبي وأمريكا” ٢- المجتمع ( كم من الممكن أن يساعدني المجتمع فيما لو انتصر لي؟ هل سيكونوا على استعداد لكذا وكذا ؟ .. ) “التعامل مع الشعب التركي وتوفير الخدمات المدنية له من خلال تجربة الحزب في البلديات – التعامل مع الجيش وإرضائه بالعلمانية”
* أخيراً “النجاح التكتيكي ليس بديلاً للفشل الاستراتيجي”
وهذا يعني أنه قد يكون هناك نجاحات مرحلية لكن هذا لايعني بالضرورة نجاح استراتيجي بعيد المدى. المثال الذي استخدمه الدكتور ليوضح هذا هو سيارة تسير في طريق طويل ينتهي بهاوية، افترض أن صاحب السيارة قام وغيّر عجلات السيارة لتكون أقوى العجلات في العالم، وكذلك أبدل المحرك بمحرك أسرع منه، و وسّع من طاقة السيارة الاستيعابية لتسع العشرات، ….. ، في النهاية كل ما قام به هو أنه عجّل من وصوله للهاوية.
فما قام به من إصلاحات أو نجاحات جزئية توجه ضده تماماً..
* الآن لنلقي نظرة سريعة في الخطاب السياسي، مالذي نبحث عنه حينما نسمع أي خطاب سياسي؟
١- المواضيع التي يلامسها.
٢- من الأطراف التي يلامسها الخطاب ؟ (تصريحاً أو تلميحاً)
٣- حدة المفردات
٤- ماغرض الخطاب ؟ (تصعيدي ، تصالحي، تهدئة، حل، تهديد، .. ؟)
٥- عمق المعالجة (هل عالج الموضوع بإشارة عابرة؟ بعبارة كاملة ؟ بفقرة كاملة ؟ بأكثر من ذلك؟ )
يجب كذلك أن ندرك السياق الذي يتم فيه الخطاب، هل هو سياق حرب، سياق صلح ، سياق صراع طويل، وهكذا، بالإضافة إلى معرفة مصداقية القائل ومدى جديته بالنسبة للأطراف الأخرى، وهذا طبعاً يعرف بشيء واحد وهو ردود أفعال الأطراف الأخرى.
***
في الجزء الثاني والأخير، سنتعرف على ما يسمى بالسياسة الدولية الحديثة من خلال الجغرافيا السياسية، كما سنحاول أن نفهم كيف يجري الاقتصاد الحديث بشكل موجز ومختصر.
الخميس أكتوبر 31, 2013 11:15 pm من طرف ستيفن هوبكنك
» رمضان مبارك
الإثنين يوليو 30, 2012 3:32 pm من طرف طالبة الفيزياء
» اقتراح للادارة !!
الثلاثاء يوليو 03, 2012 4:31 pm من طرف زهرة العلوم
» سلام خاص الى استاذي الغالي
الإثنين يوليو 02, 2012 4:12 pm من طرف زهرة العلوم
» نظائر الكلور
الإثنين يوليو 02, 2012 4:08 pm من طرف زهرة العلوم
» الصداقة الحقيقية
الإثنين يوليو 02, 2012 4:06 pm من طرف زهرة العلوم
» الابتسامة وفوائدها
الإثنين يوليو 02, 2012 3:58 pm من طرف زهرة العلوم
» العمليات الكيميائية لاستخلاص غاز الكلور
الإثنين يوليو 02, 2012 3:55 pm من طرف زهرة العلوم
» هل تعلم
الإثنين يوليو 02, 2012 3:45 pm من طرف زهرة العلوم