مستقبل الماء في المنطقة ودور الطاقة المتجددة
2009-05-31
المنطقة العربية مهددة بمواجهة مشاكل خطيرة من الآن فصاعدا وهي قلة الماء ونضوبه والذي جعل الله منه كل شيء حيا ولست أعلم كيف ومتى تتحرك الأنظمة العربية لمواجهة هذه الكارثة الإنسانية الزاحفة بقوة على المناطق الفقيرة من المياه الضرورية لاستمرار الحياة.
ويعتبر الماء في منطقة الخليج بصفة خاصة والعالم العربي بصفة عامة مشكلة متفاقمة وتشكل تهديدا متزايدا مع مرور الأيام والسنوات القليلة القادمة.
الماء أهم عنصر لاستمرار الحياة والماء في دول مجلس التعاون أندر سلعة وأكثرها كلفة ولولا ثراء هذه الدول ونعمة الله عليها بوجود مياه الخليج الخالد والثروة المالية والبترولية مثل النفط والغاز لكان للحياة في هذه المنطقة وضع خطير آخر يستحيل معه استمرار الحياة.
الماء في منطقة الخليج قبل 30 عاما كان يلبي جزءا كبيرا من احتياجات السكان من الآبار وكانت صناعة أو تحلية مياه البحر نوعا من الرفاهية الزائدة.
ونظرا لشح المياه العذبة وزيادة عدد سكان المنطقة فقد نفدت المياه الطبيعية تماما من تلك الآبار وأصبح الاعتماد مائة في المائة على مياه التقطير أو التحلية وتعتبر هذه الطريقة غير ممكنة وشبه مستحيلة بسبب الكلفة المالية العالية في معظم الدول العربية خارج المنظومة الخليجية.
وإذا كانت أزمة الماء في دول مجلس التعاون في عصرنا الحاضر شبه محلولة بتحلية مياه البحر فان هذه الأزمة تشتد يوما بعد يوم في العديد من الأقطار العربية بدرجة مخيفة في بعض المناطق والمدن خاصة اليمن والأردن ومناطق صحراوية عربية أخرى.
اليمن والأردن في حاجة ماسة إلى أموال ضخمة لحجز مياه الأمطار خاصة قرب المدن الكبرى بالإضافة إلى مدن وقرى نائية في مناطق عربية واسعة ولكن ذلك لن يسعف بعض المدن الساحلية التي لن تفلت من مشكلة المياه إلا باقامة مصانع تحلية ولكن ذلك من الناحية الاقتصادية الراهنة بعيد المنال.
لقد قيل الكثير في أوقات سابقة من خلال منتديات ومؤتمرات ان الحروب القادمة في الشرق الاوسط ستكون حرب المياه ومثل هذه الحروب متوقعة في الدول التي توجد فيها الأنهار مثل منابع نهر النيل ومنابع دجلة والفرات والأنهار الصغيرة في بلاد الشام والاطماع الإسرائيلية في مياه هذه الأنهار.
ورغم التوقعات بقيام مثل هذه الحروب في بلدان المنطقة التي تحيط بتلك الأنهار.. إلا ان هذه البلدان تستطيع بالتفاوض والتنظيم والاتفاقيات ان تتجنب حدوث أية مشاكل حول المياه ولكننا هنا نتحدث عن دول مجلس التعاون والبلدان العربية التي تقع في الصحارى القاحلة حيث يندر هطول الأمطار والمتوقع ان تواجه مستقبلاً خطيراً حول المياه.
والحقيقة ان مشكلة المياه العربية التي تهدد البشر قبل النبات والشجر تمتد من صحارى المغرب العربي وحتى مياه الخليج العربي.. هذه المشكلة الخطيرة تحتاج من الأنظمة في هذه المناطق الى محاربة النفس قبل الحرب بين دول، وتتمثل هذه الحرب في العمل الجاد والسريع للبحث عن مصادر المياه بشتى الطرق وبذل الغالي والنفيس قبل ان يموت الآلاف وربما الملايين من العطش في المدن والصحارى العربية الواسعة والقاحلة.
الأنباء الواردة من اليمن والأردن وفلسطين وبعض مناطق نائية في العالم العربي مخيفة بعد ان أصبحت مشكلة الماء دون حل في تلك المناطق، ويتوقع مع هذه الأزمة الخطيرة هروب السكان من مناطقهم بعد نضوب المياه الجوفية وقلة الأمطار وعدم القدرة على حجز مياه الأمطار وقت هطولها النادر.
عشوائية الأوضاع العربية تزيد من تفاقم المشاكل المتعددة والتي من اهمها نضوب المياه الجوفية وقلة الأمطار وعدم التحرك السريع الذي يمكن ان يوفر البديل وهو تطوير الطاقة المتجددة في توفير المياه المقطرة من البحار العربية.
البلاد العربية سوف تلجأ إن عاجلا أو آجلا إلى تحلية مياه البحار للحصول على الماء لاستمرار الحياة في بعض المناطق التي تشهد نضوبا مائيا وغذائيا متسارعين وفي نفس الوقت الذي يزيد فيه عدد السكان بشكل كبير لا يتوافق مع متطلبات الحياة الضرورية من الماء والغذاء.
وبالنسبة لدول مجلس التعاون التي تتمتع حاليا بقدرة مالية كبيرة تمكنها من الحصول على المياه المقطرة الكافية بفضل عائدات النفط والغاز يتوجب ان تنظر إلى المستقبل بجدية حول امكانية تطوير الطاقة المتجددة المتمثلة بالشمس والرياح لانتاج المياه المقطرة وقبل فوات الأوان.
دول مجلس التعاون قادرة الآن أكثر من أي وقت آخر على تطوير الطاقة المتجددة والنجاح في تطوير مثل هذه الطاقة سيكون مكسباً عظيماً على المدى الاستراتيجي الطويل.
ونجاح هذه الدول في تطوير الطاقة المتجددة والحصول على نسبة معقولة تساهم في تغطية جانب من احتياجاتها للماء العذب إلى جانب التقطير سوف يمثل فوزا اقتصاديا عظيما يقلل الاعتماد الكلي على الطاقة البترولية باعتبار الطاقة المتجددة بعيدة تماما عن أية تقلبات سلبية قد تواجه تجارة الطاقة البترولية اضافة إلى المكسب الأهم وهو الحصول على طاقة متجددة نظيفة ليست لها أية علاقة بالتلوث الذي أصبح يشكل قلقاً عالمياً على البيئة.
الخميس أكتوبر 31, 2013 11:15 pm من طرف ستيفن هوبكنك
» رمضان مبارك
الإثنين يوليو 30, 2012 3:32 pm من طرف طالبة الفيزياء
» اقتراح للادارة !!
الثلاثاء يوليو 03, 2012 4:31 pm من طرف زهرة العلوم
» سلام خاص الى استاذي الغالي
الإثنين يوليو 02, 2012 4:12 pm من طرف زهرة العلوم
» نظائر الكلور
الإثنين يوليو 02, 2012 4:08 pm من طرف زهرة العلوم
» الصداقة الحقيقية
الإثنين يوليو 02, 2012 4:06 pm من طرف زهرة العلوم
» الابتسامة وفوائدها
الإثنين يوليو 02, 2012 3:58 pm من طرف زهرة العلوم
» العمليات الكيميائية لاستخلاص غاز الكلور
الإثنين يوليو 02, 2012 3:55 pm من طرف زهرة العلوم
» هل تعلم
الإثنين يوليو 02, 2012 3:45 pm من طرف زهرة العلوم