العلم يدعو الى الايمان .... مازن الشمري

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
العلم يدعو الى الايمان .... مازن الشمري

يدعو المنتدى الى نشر المعرفة والعلوم الصرفة والتطبيقية بين مختلف شرائح المجتمع ..

المواضيع الأخيرة

» مليون هلا و غلا بالامزون
سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته Emptyالخميس أكتوبر 31, 2013 11:15 pm من طرف ستيفن هوبكنك

» رمضان مبارك
سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته Emptyالإثنين يوليو 30, 2012 3:32 pm من طرف طالبة الفيزياء

» اقتراح للادارة !!
سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته Emptyالثلاثاء يوليو 03, 2012 4:31 pm من طرف زهرة العلوم

» سلام خاص الى استاذي الغالي
سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته Emptyالإثنين يوليو 02, 2012 4:12 pm من طرف زهرة العلوم

» نظائر الكلور
سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته Emptyالإثنين يوليو 02, 2012 4:08 pm من طرف زهرة العلوم

» الصداقة الحقيقية
سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته Emptyالإثنين يوليو 02, 2012 4:06 pm من طرف زهرة العلوم

» الابتسامة وفوائدها
سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته Emptyالإثنين يوليو 02, 2012 3:58 pm من طرف زهرة العلوم

» العمليات الكيميائية لاستخلاص غاز الكلور
سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته Emptyالإثنين يوليو 02, 2012 3:55 pm من طرف زهرة العلوم

» هل تعلم
سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته Emptyالإثنين يوليو 02, 2012 3:45 pm من طرف زهرة العلوم

التبادل الاعلاني

الحفاظ على البيئة واجب وططني

اخبار العراق

تحميل صور


 
تحميل ملفات الصور

العلم يدعو للايمان






الامتدادات المسموحة: jpg jpeg gif bmp png

اعلى حجم: 1MB









 

المنتدى في اخبار !! ادخل وشوف ؟؟

...... ونرجو منكم امساهمة في المنتدى ونشر الثقافة والمعرفة ... ولكم الشكر والتقدير ...المنتدى يرحب بزواره الكرام ...... ويرجو لكم طيب الزيارة

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

الساعة

اذاعة القران الكريم


+2
الاميره
الاماني
6 مشترك

    سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته

    avatar
    الاماني
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 46
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته Empty سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته

    مُساهمة من طرف الاماني الأربعاء فبراير 24, 2010 4:35 pm

    سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

    جانبٍ مهم من جوانب شخصية الفاروق عمر رضي الله عنه ، ألا وهو تألُّق ذهنه ، وحدّة فهمه ، وصدق فراسته .

    والمؤمن أيها الإخوة بشكلٍ أو بآخر يمثِّل هذا الدين ، ولا يستطيع المؤمن نشرَ هذا الحق إلا إذا كان على جانبٍ من الإدراك العميق ، والفهم الحاد ، لذلك : " ما اتخذ الله ولياً جاهلاً ، ولو اتخذه لعلَّمه " .

    المؤمن لديه حجة ، عنده منطق ، معه دليل ، معه برهان ، إدراكه دقيق ، فهمه عميق ، تصوُّره صحيح ، رؤيته ثاقبة ، قراره حكيم ، هذا الجانب العقلي للمؤمن ، لأن المؤمن كما تعلمون شخصيةٌ متميِّزة ، فيه جانب نفسي أخلاقي ، وفيه جانب سلوكي بنَّاء ، وفيه جانب عقلي دقيق .

    فسيدنا عمر مثَّل شخصيَّته ، أو جانبه الإدراكي بكلمةٍ رائعة ، فقال : "لست بالخِب ، ولا الخَبُّ يخدعني " ، يعني ذكاؤه ليس شيطانياً ، ولا عدوانياً ، ولا استغلالياً ، ولا انتهازياً ، ولا وصولياً ، هناك أذكياء يستغلون ذكاءهم لمآربهم الشخصية ، ولمكاسبهم الدنيوية ، فذكاؤه ليس عدوانيًّا ، ولا ذكاءً شيطانيًّا ، ولا ذكاءً انتهازيًّا ، ولا ذكاءً وصوليًّا ، ولا ذكاءً مبنيًّا على المصلحة ، ولكنه ذكاءٌ رحماني ، فهو ليس من الغباء حيث يخدعه الخِب ، وليس من الخُبث حيث يخدع ، لا يَخْدَع ولا يُخْدَع ، ليس عدوانياً فلا يَخْدَع ، وليس ساذجاً فيُخْدَع ، هذا الموقف المثالي ، فما من عبارةٍ أدق وأوضح من هذه العبارة "لست بالخِب ولا الخِبُّ يخدعني" ، وينبغي على كل مؤمنْ أن يكون في هذا المستوى .

    السيدة عائشـة رضي الله عنها وصفته مرةً فقالت : " كان والله أحوزياً( أي سريع الإدراك حاد الخاطر ) نسيج وحده ، قد أعدَّ للأمور أقرانها" ، أحياناً يجد الإنسان نفسَه في ظرف ، وما هيّأ نفسه لهذا الظرف ، ما أعدَّ لهذا الظرف ما يكافئُه ، فالموفَّقون في الحياة ، المتفوقون ، العقلاء ، الأفذاذ هم الذين يعدّون للأشياء أقرانها ، للملمات ما يكافئُها ، للمستقبل ما يغطيه ، إذاً السيدة عائشة وصفته ، فقالت : " كان والله أحوزياً ، نسيج وحده ، قد أعدَّ للأمور أقرانها" .

    ويقول عنه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " كان عمر أعلمنا بكتاب الله وأفقهنا في دين اللهسيدنا عمر قمة المجتمع الإسلامي ؛ فهو حاكم ، وفي الوقت نفسه كان أعلمنا بكتاب الله ، وأفقهنا في دين الله ، أما النبي عليه الصلاة والسلام قال : " إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبِه " .

    هذه شهادة ، إذا شهد لك النبي فهذه أعظم شهادة ، عندما يكون الإنسان مؤمنًا ، ويكون تلميذًا للنبي عليه الصلاة والسلام فهذه أكبر شهادة هذه يحوزها .

    عندنا في السيرة شيء اسمه موافقات عمر ، فكان سيدنا عمر يتمنى شيئًا فينزل به قرآن ، فتمنياته أوّلاً ، واستشرافه لبعض الأشياء ، ثم يأتي الوحي ليؤكدها ، وهذه من خصائص هذا الصحابي الجليل ، لذلك قالوا : سيدنا عمر له موافقات ، فمرة قال للنبي عليه الصلاة والسلام : " يا رسول الله أليس هذا مقام إبراهيم أبينا ؟ قال : نعم ، قال : لو اتخذناه مصلىً ، فما هي إلا أيام حتى جاء الوحي بالآية الكريمة :

    سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته 22514555

    ( سورة : البقرة آية " 125 " )
    كذلك تمنى أن يأتي تشريع ينظم علاقة الأبناء بالآباء في الدخول على آبائهم وأمهاتهم ، فنزلت الآيات تبيِّن أدب الابن في الدخول على أبيه وأمه :

    سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته 22719745

    ( سورة : النور : آية " 58 " )
    فكلما تمنى شيئاً يأتي الوحي مؤكداً له ، هذا من صدقه مع الله ومن شدة إخلاصه ، من أجل هذا قال النبي عليه الصلاة والسلام :" إني لا أدري مقامي فيكم فاقتدوا باللذين من بعدي أبي بكرٍ وعمر " .

    أي أصبح كلام سيدنا عمـر واجتهاده من السنة ، والحدـيث الأشهر من ذلك :" عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي الهادين المهديين عضوا عليها بالنواجذ "

    إذاً إذا اجتهد سيدنا عمـر اجتهادًا ، فاجتهاده هذا يضاف إلى السنة ، وملحـق بها ، لعظم هذا الصحابي الجليل .

    كان إدراكه عميقًا جداً قال : " ما من أحدٍ عنده نعمة إلا وجدت له حاسداً ، ولو كان المرء أقوم من القِدح لوجدت له غامزاً " ، أي من المستحيل ألاّ يكون لك خصم ، لو كان المرء أقوم من القِدح أي السهم ، فالمستقيم استقامة تامة ، لو وضعته على عينك لا ترى اعوجاجا ، المستقيم استقامة تامة لو كان المرء أقوم من القدح لوجدت له غامزاً يطعن فيه ، ومن يَبخَس فيه ، فأنت وطِّن نفسك ، وارتحْ ، فلا بدَّ لك من خصومة ، لا بد لك من حُسَّاد ، حتى إن سيدنا موسى في المناجاة قال : يا ربي لا تبقي لي عدواً قال له : هذه ليست لي يا موسى ، أفليس أعداء ؟ فتطمع ألاّ يكون لك أي عدو ، هذا الطمع في غير محله ، لك عدو ولك خصم ولك حاسد ولك مبغض ولك من يطعن بعلمك ، ولك من يبخِّس عملك ولك من يستهزئ بكلامك هذا شيء طبيعي جداً من أجل أن يكثر أجرك، واعلمْ أن النبي له أعداء .

    وله ميزان آخر قال:" أحبكم إلينا قبل أن نراكم أحسنكم سيرةً ، فإذا تكلمتم فأبينكم منطقاً ، فإذا اختبرناكم فأحسنكم فعلاً".

    وكائن ترى من صامتٍ لك معجبٍ زيادته أو نقصه في التـــــكلُّمِ
    والقصة المشهورة جداً عن سيدنا عمر ، أنه طلب من شخص أن يأتي بمن يعرفه ، قال له : " يا هذا إني لا أعرفك ، ولكنه دقيق جداً ، قال : ولا يضرك أني لا أعرفك " ، مقامك عند الله محفوظ .

    ولما جاءه رسول من القادسية يخبره أنَّ خلقًا كثيرًا مات فيها قال له : من هم؟ قال له : إنك لا تعرفهم ، فبكى عمر ، وقال : وما ضرهم أني لا أعرفهم إذا كان الله يعرفهم" ، فمن أنا ؟!.

    فلما قال للإنسان : " يا هذا إني لا أعرفك قال : ولا يضرك أني لا أعرفك" .

    أنا عبد مثلك ، فلا أقدِّم ، ولا أؤخِّر ، قد تكون أفضل مني ، فإذا لم تعرف إنسانًا فهذا لا يقدح في مكانته ، وإذا دخلت إلى مكان ، ولم يعرفوك ، فلا تقل : لم يعرفوني ، ولم يوجهوني ، ليست هذه مشكلة ، مقامك عند الله محفوظ ، فالأتقياء الأخفياء أثنى عليهم النبي : الذين إذا حضروا لم يعرفوا، وإذا غابوا لم يفتقدوا ، قال له : "يا هذا إني لا أعرفك ، ولا يضرك أني لا أعرفك"، ائت بمن يعرفك ، فجاءه بشخص قال له : هل تعرفه ؟ قال له : نعم أعرفه ، قال له : هل سافرت معه؟ قال له : لا ، هل جاورته ؟ قال له : لا ، هل حاككته بالدرهم والدينار؟ قال له : لا ، قال له : أنت لا تعرفه".

    فالإنسان يُعرف بالسفر ، وسمِّي السفر سفراً لأنه يسفر عن أخلاق الرجال ، يُعرف بالتعامل المادي ، يُعرف بالمجاورة ، أما بالشكل ، وبالحديث ، وبالمظهر العام ، فهذا لا يكفي لمعرفة الرجل .

    مرة تحدث أصحابه أمامه عن رجل وأثنوا عليه ثناءً كبيراً ، وممّا أثنوا عليه أنه لا يعرف الشر أبداً ، فقال عمر : ذلك أجدر أن يقع فيه .

    يقول لك : مثل المصحف المطوي ، إذا كان واحد يجهل الشر فهو أقرب الناس للوقوع فيه ، أنا أريد شخصًا يعرف الشر ، ولا يفعله ، فهو محصن ، فلما قالوا : إنه لا يعرف الشر أبداً ، قال عمر : ذلك أجدر أن يقع فيه ، أريد إنساناً يعرف الشرَّين ، ويفرق بينهما ، ويختار أهونهما ".

    له رأي دقيق جداً ، مرة سل : أيهما أفضل ؛ رجل لا يأثم ، لأن نفسه لا تشتهي الإثم ، أم رجل تشتهي نفسه الإثم ، ولا يأثم ؟ فسيدنا عمر رأيه أنّ الذين يشتهون المعصية ، ولا يعملون بها هم الأفضل ، معنى ذلك أن الإنسان إذا كان في ريعان الشباب ، وعملُه في الأسواق ، وغَضَّ بصره فهذا له أجر كبير ، من السهل أن تعتزل الناس ، وأن تقعد في بيت في رأس الجبل ، ليس لك أيَّة مخالفة ، لكن أن يكون لك عمل في سوق تجاري : صِدْق ، أمانة ، استقامة ، غضُّ بصر ، الصلاة في وقتها ، فهذه بطولة ، من البطولة أن تقيم أمر الله وأنت تشتهي المعصية ، هذه المجاهدة ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام :" رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ، جهاد النفس والهوى".

    أحياناً كان يستفَتى في قضيـة يعطي فيها رأيـه ، وحين استفتي في قضية مشابهة أعطي رأيًا آخر، فلما قيل له : إن لك في هذا اجتهادين متناقضين ، فقال سيدنا عمر : ذاك على ما قضينا ، وهذا على ما نقضي ، أي أن المشكلة واحدة ، ولكن لها ظروف مختلفة .

    له اجتهاد دقيق جداً في سهم المؤلفة قلوبهم الذي يُؤدَّى من الزكاة ، فقد أبطله في حياته ، الإسلام كان ضعيفًا ، وكان بحاجة إلى تأييد الأقوياء ، فكان هؤلاء الذين سماهم القرآنُ المؤلفةَ قلوبهم نعطيهم ، والإسلام ضعيف ، أما وقد نصر الله الإسلام ، وقويتْ شكيمته ، وأصبح قوياً ، فالآن هذا السهم ليس له وجود ، هذا اجتهاد سيدنا عمر ، قال : " لقد كان رسول الله يعطيهم ، والإسلام يومئذٍ ضعيف ، أما اليوم فقد أعز الله دينه ، وأعلى كلمته ، فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر ، ولا يتسع هذا الدين إلا من يدخله راغباً مؤمنا " ، فمع ورعه الشديد ، مع تقيده الشديد بالنص كان جريئاً في اجتهاده .

    يروي البخاري ومسلم رضي الله عنها أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال :" بينما أنا نائمٌ إذ رأيت قدحاً ، أوتيت به فيه لبن ، فشربت منه حتى إني لأرى الريَّ يجري في أظفاري ( أي أن كل جسمه ارتوى بهذا اللبن ) ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب " .

    زاد من الكأس شيء فأعطاه سيدَنا عمر ، فقال أصحاب النبي عليهم رضوان الله : فماذا أَوَلْتَه يا رسول الله ؟ قال : العلم ، هذا اللبن أَوَّلَه النبي بالعلم ، لأنه غذاء الإنسان ، فضلت فضلة من القَدح فأعطاها سيدَنا عمر ، هذا تأويل النبي للرؤيا التى رآها ، أي أن عمر عالم .

    نحن نعرفه شديدًا جداً ، ولكن بقدر ما هو شديد فهو رحيم ، قال : جيء بمسلم ارتكب ما يوجب إقامة الحد عليه ، ويشهد ثلاثةٌ شهادةً تدينه ، ولم يبق إلا شهادة الرابع ، ثم يصير الحد عقاباً محتوماً ، يرسل عمر ، ويستدعي الشاهد الرابع ، ولا يكاد يراه مقبلاً حتى تأخذه رهبة ، وحينما تقترب خطاه ينظر أمير المؤمنين ويقول : أرى رجلاً أرجو ألا يفضح الله به واحداً من المسلمين ، يقدم الشاهد فيقول لعمر : لم أرَ شيئاً يوجب الحد ، يتنفس عمر الصعداء ، ويقول : الحمد لله رب العالمين .

    مرة جاءه رجل يحمل بشرى ، أو ظنها بشرى ، قال له : رأيت فلاناً وفلانةً يتعانقان وراء النخيل ، فيمسك عمر بتلابيبه ، ويعلوه بمخفقته ، ويقول له بعد أن وسعه ضرباً : هلا سترت عليه، ورجوت له التوبة ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من ستر على أخيه ستره الله في الدنيا والآخرة .

    كان سيدنا عمر يقول : " هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخاً لكم زلَّ زلةً فسددوه ، كونوا عوناً له على الشيطان ، ولا تكونوا عوناً للشيطان عليه"

    أنت وظيفتك أنْ تستر ، وظيفتك أن تخفف عن المؤمنين ، وظيفتك ألا تتبع عوراتهم .

    له قول شهير قال :"لأن أُعَطِّل الحدود في الشبهات خيرٌ من أن أقيمها في الشبهات".

    هناك أشخاص أصلحهم الله يظنون خطأً أن سيدنا عمر عطّل حدَّ قطع يد السارق ، لا إنه لم يعطلها إطلاقاً ، لكن أصبحت إقامة الحد في زمن المجاعة تكتنفها شبهة ، لأنّ في الناس جوعًا ، فإذا كان حول السارق شبهة في سرقته ، كأنْ سرق من مالٍ يظن أن له فيه حقاً فلا يجوز قطع يده، أو سرق من مال فيه شبهة فلا يجوز قطع يده فيه ، سيدنا عمر لم يعطل قطع يد السارق لكن يقول : لأن أعطل الحدود في الشبهات خيرٌ من أن أقيمها في الشبهات .

    فهي مقولة في القضاء مشهورة ، الخطأ في العفو خير من الخطأ في الظلم ، حكمنا على شخص ظلماً عشر سنوات ، وهو بريء ، فلو عفونا عنه خطأً لكانَ أهونَ مِن أن نحكم عليه خطأً.

    إنّ رجلاً له ابنة أصابت حداً من حدود الله ، فحينما وقعت في هذه المعصية التي توجب الحد ، أخذت شفرةً لتذبح نفسها ، قال : فأدركناها ، وقد قطعت بعض أوداجها فداويناها حتى برئت ، ثم إنها تابـت بعدها توبةً حسنة ، وهي اليوم تخطب إلى قوم ، فسأل أخوها سيدَنا عمر : أفأخبرهم بالذي كان ؟ .

    إنها وقعت في خطأ يوجب الحد ، وحاولت الانتحار ، ونحن أسعفناها ، وتابت توبة نصوحًا ، والآن خطبـت لرجـل: أنخبرهم بالذي كان منها ؟ فيجيبه عمر : " أتعمد إلى ما ستره الله فتبديه، والله لئن أخبرت بها أحداً من الناس لأجعلنكم نكالاً لأهل الأمصار ، اذهب وزوجها زواج العفيفة المسلمة ".

    مرة خرج في إحدى الليالي يتفقد أحوال أهل المدينة فسمع سيدةً تشكو بثها وحزنها ، وتقول شعراً :

    تطاول هذا الليل وازور جانبه ... وليس إلى جنبي حليلٌ ألاعبه

    فوالله لولا الله لا ربَّ غيـره ... لزلزل من هذا السرير جوانبه
    مخافة ربي والحياء يصدنـي ... وأكرم بعلي ، أن تنال ركائبه

    ثم قالت : أهكذا يهون على عمر وحشتنا وغيبة رجلنا عنا ؟ سيدنا عمر بحث ودقق وحقق ، فإذا هذه المرأةٌ زوجها في الجهاد ، وعند الصباح يذهب عمر إلى ابنته حفصة ويسألها : " يا بنيتي كم تصبر المرأة عن زوجها ؟ فتجيبه : تصبر شهراً وشهرين وثلاثة وينفد مع الشهر الرابع صبرها، فيسن من فوره قانوناً بأن لا يغيب في الجهاد جنديٌ متزوج أكثر من أربعة أشهر ، ويرسل إلى زوج السيدة يستدعيه من فوره .

    مرة سمع عمرُ شيخًا كبيرًا يبكي في شعر جزل ، يبكي ولدَه الوحيد الذي طال غيابه عنه ، سأل عنه عمر ، فتبين أنه في الجهاد ، فاستدعاه على الفور ، ثم سَنَّ قانوناً : ألاّ يخرج إلى الجهاد مَن له أبوان كبيران ، إلا بعد إذنهما ، ألم يقل له النبي : ففيهما فجاهد ، فبر الوالدين مثل الجهاد تماماً.

    ومع أن الاعتراف سيد الأدلة ، لكن سيدنا عمر قال مرة : ليس الرجل بمأمونٍ على نفسه إن أجعته ، أو أخفته ، أو حبسته أن يقِر على نفسه زوراً.

    له اجتهاد خطير جداً ، فسيدنا عمـر لا يرى أن يقـام حد قطع اليد في أثناء المعركة ، طبعاً اقتباساً من رسول الله ، لو أردت أن تعاقب هذا الجندي في ساحة المعركة ، فأهون له أن ينضم إلى الأعداء ويرتد ، وينقل أسرار المسلمين إلى الأعداء ، لذلك لا يجوز أن يقام الحد ، ولا سيما قطع يد السارق في أثناء الحرب ، فإذا تخطى هذه الأمتار ، وانتقل إلى صف العدو لم يعد معرّضًا لقطع يده ، لكن مقابل هذا الالتجاء يفضي بالأسرار ، فلذلك يفقد قطع اليد حكمته في الحرب ، وهذا اجتهاد سليم وصحيح .

    قد نأخذ المذنـب بذنبه ، لكن أحياناً هناك خلفيات للذنب ، ودوافع كبيرة ، مرة جيء بغلمان صغار سرقوا ناقة رجل من مزينة ، فلا يكاد يراهم صُفر الوجوه ، ضامري الأجسام حتى يسأل : من سيد هؤلاء ، فقالوا : فلان ، قال : إلي به ، فلما جاء سيدهم قال : أنت سيد هؤلاء ؟ قال : نعم ، قال : كدت أنزل بهما العقاب لولا ما أعلمه من أنكم تدئبونهم وتجيعونهم ، لقد جاعوا فسرقوا ، ولن ينزل العقاب إلا بك ، ثم سأل صاحب الناقة : يا مزني كم تساوي ناقتك ؟ قال : أربعمائة دينار ، قال عمر : اذهب فأعطه ثمانمائة .

    له كلمة شهيرة قال : " لن يغير الذي وليت من خلافتي شيئاً من خلقي إنما العظمة لله وحده وليس للعباد منها شيء " ، العظمة لله وحده ، وليس للعباد منها شيء ، كلها لله ، ولو كنت خليفة عليكم ، إني عبدٌ من عبيد الله ، ولن تغيِّر الخلافة أخلاقي أبداً ، لأن العظمة لله وحده وللعباد ليس لهم منها شيء ، ما هذا الكلام ؟ كأننا أمام أساطير.

    قال مرةً: " من أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أبي بن كعب ، من أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت ، من أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل ، ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني ، فإن الله جعلني له خازناً وقاسماً " ، أي تعالوا إليَّ .

    مرةً قال لبعض ولاته : " بلغني أنه فشت لك فاشية في هيأتك ولباسك ومطعمك ومركبك ليست للمسلمين ، فإياك يا عبد الله أن تكون كالبهيمة مرَّت بوادٍ خصيب فجعلت همها في السمن وفي السمن حتفها " .

    الإنسان أحياناً يكون حتفه في مكاسبه ، من أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه أخذ من حتفه وهو لا يشعر ، خذ من الدنيا ما شئت ، وخذ بقدرها هماً ، فالإنسان يجب أن يعتدل في مطالبه ، وإلا كان عندئذٍ ضحيةَ مطالبه .

    ومرة قال : " لي عند كل خائنٍ أمينان ؛ الماء والطين" .

    إذا كان للإنسان كسب غير مشروع ، فهذا الكسب لا بدَّ أن يظهر ببناء يبنيه " لي عند كل خائنٍ أمينان ؛ الماء والطين" .

    مرة رأى امرأةً تبكي ميتاً بالأجرة يسمونها نائحة فقال : " إنها لا تبكي بشجونكم ، إنما تبكي بدراهمكم " .

    مرة سأل أحد أولاد هرم بن سنان ، وهو رجل مدحه زهير بن أبي سلمى في الجاهلية مدحًا كبيرًا ، فقال عمر : " إن كان ليحسن فيكم القول ، فقال ابن هرم : ونحن والله إن كنا لنحسن له العطاء ، فقال عمر : لقد ذهب ما أعطيتموه وبقي ما أعطاكم" .

    الذي أخذه منكم صرفه وانتهى ، لكن بقيت لكم هذه السمعة الطيبة في شعره فأنتم أربح منه ... والحمد لله رب العالمين
    الاميره
    الاميره
    المبدع الذهبي
    المبدع الذهبي


    عدد المساهمات : 1016
    تاريخ التسجيل : 21/02/2010
    العمر : 35

    سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته Empty رد: سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته

    مُساهمة من طرف الاميره الأربعاء فبراير 24, 2010 5:56 pm

    Electromagnetic Spectrum





    يمكن تقسيم الطيف الكهرومغناطيسي إلى عدة أقسام و ذلك حسب طول الموجة في هذا الطيف ( أو حسب تردد الموجة و هو المفهوم المرتبط بطول الموجة أيضا ) ومن خلال تقسيمه ينتج لدينا العديد من أنواع الأمواج الكهرومغناطيسية .
    يتراوح طول الموجة بين أقصى و أدنى الطيف الترددي الكهرومغناطيسي بين 0.0005 نانومتر ( في أشعة غاما ) إلى عدة كيلومترات ( في الأمواج الراديوية الطويلة ) وقبل أن أذكر المجالات التي تم تقسيم الطيف الترددي الكهرومغناطيسي إليها فإنني أريد أن أقول بأن هذه التقسيمات هي تقسيمات متداخلة غير مطلقة ( أي لا يوجد بينها فواصل واضحة ) تتداخل نهاياتها فتنتقل مواصفات الموجة من تقسيم لآخر بشكل تدريجي و بالتالي يختلف أداءها بالطبيعة أيضا تدريجيا من تقسيم لآخر و قد نجد ترددات معينة عند حدود التقسيمات لها مواصفات مختلطة لكلا التقسيمين الذين يجانبانها .
    يبدأ الطيف الكهرومغناطيسي بالأمواج الأقل طولا ( و الأكثر ترددا بالطبع ) ثم يتدرج باستمرار فيزداد طول الموجة و يتناقص ترددها و يمكننا تقسيم الطيف إلى ما يلي :

    avatar
    بنت العلوم
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 193
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010

    سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته Empty رد: سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته

    مُساهمة من طرف بنت العلوم الأربعاء فبراير 24, 2010 6:24 pm

    شكراجزيلا بارك الله فيك
    avatar
    زهرة العلوم
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 115
    تاريخ التسجيل : 24/11/2009

    سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته Empty رد: سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته

    مُساهمة من طرف زهرة العلوم الأربعاء فبراير 24, 2010 6:33 pm

    معلومة مفيدة شكرا
    avatar
    القيصر
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 148
    تاريخ التسجيل : 05/02/2010
    الموقع : sezer_201018

    سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته Empty رد: سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته

    مُساهمة من طرف القيصر الأربعاء فبراير 24, 2010 8:32 pm

    شكرا يااميره على هذه المعلومه.القيصر
    find me
    find me
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 405
    تاريخ التسجيل : 20/10/2009
    العمر : 35
    الموقع : ديالى- بعقوبة

    سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته Empty رد: سيدنا عمر بن الخطاب : تألق فهمه وحدة ذهنه وصدق فراسته

    مُساهمة من طرف find me الأربعاء فبراير 24, 2010 8:39 pm

    بارك الله لك
    شكرا على المعلومة

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 16, 2024 1:31 am